الأحمد يلتقي القنصل العام البريطاني لدى فلسطين    "هيئة الأسرى": الأسير فادي أبو عطية تعرض لتعذيب وحشي أثناء اعتقاله    سلسلة غارات للاحتلال تستهدف مناطق متفرقة في لبنان    رام الله: قوى الأمن تحبط محاولة سطو مسلح على محل صرافة وتقبض على 4 متهمين    أبو الغيط: جميع الأطروحات التي تسعى للالتفاف على حل الدولتين أو ظلم الشعب الفلسطيني ستطيل أمد الصراع وتعمق الكراهية    قوات الاحتلال تغلق حاجز الكونتينر شمال شرق بيت لحم    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ34    لليوم الـ28: الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها    الاحتلال يقتحم قباطية ويجرف شوارع ويدمر البنية التحتية    الطقس: فرصة ضعيفة لسقوط الامطار وزخات خفيفة من الثلج على المرتفعات    الاحتلال يؤجل الافراج عن الدفعة السابعة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار    شهر من العدوان الاسرائيلي على مدينة ومخيم جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم وسط اعتقالات وتدمير واسع للبنية التحتية    الرئيس يصدر قرارا بتعيين رائد أبو الحمص رئيسا لهيئة شؤون الاسرى والمحررين    معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال  

معتقل من يعبد يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال

الآن

فلسطين في قلب الجزائر في عيد استقلالها ال50 ـ بقلم: م.إبراهيم عرفة

أرادت فرنسا أن تكون الجزائر عمقها الجغرافي جنوب البحر الأبيض المتوسط ، و كذلك قدمت و وهبت بريطانيا فلسطين وطناً قومياً لإسرائيل و عانت فلسطين و الجزائر من استعمار استيطاني مقيت . و رغم الظروف القاسية للجزائر و انشغالها في الحرب مع فرنسا لم يثنها ذلك عن مساعدة شقيقتها فلسطين فقد ذهب الآلاف من المتطوعين الجزائريين والمغاربة إلى القتال مع صفوف الثوار الفلسطينيين عام 1948 . و قد غرق الكثير من قواربهم في عرض البحر الأبيض المتوسط .
و عند انتصار الثورة الجزائرية مُتَوّجَةً بالاستقلال في الخامس من جويلية 1962 كانت الجزائر أول دولة عربية تفتح ذراعيها و تحتضن المقاومة و الثورة الفلسطينية .
فتحت معسكرات التدريب و الكليات العسكرية و وفرت الدعم المادي و التسليحي و اللوجستي و كانت الجزائر أول دولة عربية تفتح مكتباً لحركة فتح و الثورة الفلسطينية بقيادة الشهيد القائد خـــلـيـل الــوزيــر أبو جهاد عام 1964 .
و على المستوى الدولي ، بذلت الجزائر كامل قوتها للاعتراف الدولي بشرعية المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال . و في عهد الرئيس الشهيد هواري بومدين الذي قال إنّ الجزائر مع الثورة الفلسطينية ظالمة أو مظلومة و إنني أعرف أن الثورة لا تظلم ، و كان الرئيس بوتفليقة وزيراً للخارجية الجزائرية عام 1974 و رئيساً للجمعية العامة للأمم المتحدة فكان الفضل للجزائر أنْ سمع العالم صوت الثورة و المقاومة الفلسطينية  من خلال اعتلاء الشهيد القائد يـــاســـر عــرفــــــات منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة .
و قد كان للجزائر الدور الريادي في انتزاع التمثيل الفلسطيني أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الفلسطيني من خلال مؤتمر القمة في المغرب عام 1974 .
و من تجربة الثورة الجزائرية في الإعلام ولما كانت الثورة الفلسطينية تعاني من تقنيات و ضعف البث الإذاعي و انعدام البث التلفزيوني فقد فتحت الجزائر فضاءها . فانطلق صوت الثورة الفلسطينية من إذاعة فلسطين من أرض الجزائر و تمكن سكان شمال أفريقيا و جنوب أوروبا من سماع أخبار الثورة و المقاومة الفلسطينية و استمر البث الإذاعي حتى عودة منظمة التحرير الفلسطينية إلى الأراضي الفلسطينية .
امتد العطاء الجزائري إلى الشباب و طلاب العلم من أبناء فلسطين ففتحت جامعاتها و معاهدها إلى آلاف الطلبة الفلسطينيين في الطب و الهندسة و الصيدلة و الكليات الإنسانية . و حتى يومنا هذا يدخل سنوياً أعداداً لا تقل عن 300 طالب و أكثر سنوياً و بدون أي تكاليف مادية .
و عندما لم تجد قيادة منظمة التحرير الفلسطينية و رئيسها يـــاســـر عــرفــــــــات مكاناً لعقد المجلس الوطني الفلسطيني حيث اشتدت المؤامرات على م.ت.ف و حاولت بعض القوى العربية شق م.ت.ف .
وجدت قيادة م.ت.ف المكان الدافئ و الأمين أرض الجزائر فعقدت ثلاث دورات للمجلس الوطني في الأعوام رغم المتاعب و المصاعب من استنفار كل القدرات  العسكرية الجزائرية الجوية والبحرية والبرية و أجهزتها الأمنية قبل و أثناء و حتى مغادرة آخر عضو في المؤتمر لتوفير الأمن و الحماية لأعضاء المؤتمر ، و قد سمع العالم في 15 نوفمبر من العاصمة الجزائرية بصوت الشهيد القائد أبــــو عمــــــار إعلان الدولة و الاستقلال و بحضور القيادات العسكرية و المدنية الجزائرية .
و لم يتوقف العطاء الجزائري و حيث لم تجد م.ت.ف مأوى للأسرى الفلسطينيين المحررين من معتقلات و سجون الإحتلال الإسرائيلي عام 1982 و عام 1985 ، فكانت الجزائر هي الحاضنة و الحضن الدافئ لمئات الأسرى الفلسطينيين .
و في يونيو 1982 عندما تعرضت م.ت.ف في لبنان إلى العدوان الإسرائيلي  و القضاء على وجود المقاومة و منظمة التحرير الفلسطينية استقبلت الجزائر قوات جيش م.ت.ف .
 و في خضم كل هذا العطاء  الجزائري اللامحدود  ترعى الجزائر الثقافة الفلسطينية و ترعى شعرائها و كتابها و تفتح لهم الأبواب . و لن تنس الجزائر أسرى فلسطين في معتقلات و سجون الاحتلال . فاحتضنت و دعت إلى عقد مؤتمراً دولياً للتعريف بالأسرى الفلسطينيين و العمل على تحريرهم .
و الجزائر التي ناصرت ثورات الشعوب المستضعفة لأنها تعرف معنى الثورة و تعلم مدى تكاليف انتصار الثورات . لم تطبع العلاقات شعباً و حكومة مع الاحتلال مثل نظيراتها العربيات .
و على تتابع الرؤساء الجزائريون و القيادات الجزائرية استمر العطاء . و كان الجسر الجوي الذي أمر به الرئيس بــو تــفـلـيـــــــقـة لربط الجزائر مع مدينة العريش المصرية على حدود فلسطين لدعم الشعب الفلسطيني أثناء الحرب على غزة .
و حتى مساهمة الجزائر عسكرياً و مشاركتها فعلياً في حربي 1967 و 1973 هو من أجل فلسطين و الدفاع عن الأراضي العربية .
من أجل هذا العطاء الجزائري الوافر و اللامحدود يستلزم الحضور الفلسطيني و على أعلى مستوى و المشاركة في أعياد النصر و أعياد الحرية و الاستقلال 5 جويلية 2012 .
تحية من شعب فلسطين إلى الشعب و الحكومة الجزائرية في عيد إستقلالها ال 50 المجد و الخلود لشهداء الثورة الجزائرية و الفلسطينية .
 عضو المجلس الوطني الفلسطيني
عضو الأمانة العامة للإتحاد العام للمهندسين الفلسطينيين

 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025