الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

السقوط - بكر ابو بكر

قد يفترض البعض أن الناس تحافظ على نفسها في كل المواقع والمراكز والمناصب، بمعنى أن الشخص المتواضع ذا الأدب الجمّ في بيته ومع أصدقائه هو كذلك في عمله ومركزه المهني، وحين مزاملتك له، وهذا قد يصدق على الشخص الهادئ والمتزن والصادق والمرحاب والصبور ومنشرح الصدر أو ما تراه أنت كذلك.
ولكن واقع الحال مختلف كلياً فهناك من الناس من يتغير 180 درجة بمجرد أن ينصب في موقع محدد، والطامة الكبرى إن كان صديقك أو زميلك، وأخطأت لتتجه طالباً منه خدمة ليس لك، وإنما لشخص آخر وهذه الخدمة ليست (واسطة) وإنما من جنس عمله في موقعه الجديد... ماذا تتخيلون؟!
ان المتزن الهادئ المرحاب ذا الأدب الجم مهما تغير موقعه يظل كذلك أو هكذا نظن، ولكنه في الحادثة التي حصلت معي وصدمتني لم يكن كذلك، فلقد تحول هذا الشخص إلى وحش كاسر متخليا عما كان رزانة أو انشراحاً أو اتزاناً.
وجهت صديقاً مشتركاً ليذهب عند صديقنا الثالث الذي تولى منصباً رفيعاً ليتابع له قضية من صلب عمل صاحب المنصب الرفيع ولله الحمد، وبعد أن هاتفته استقبل الشخص بمودة هي من شخصيته، ولكن لما أراد زميلنا المشترك المتابعة معه كشرّ عن أنيابه واغتاظ وبدأ يصرخ فهو صاحب المنصب الرفيع الذي لا يجوز الحديث معه هاتفياً إلا ما قلّ، وهو الذي لا يفتح الباب إلا بعد أن ينتظره العبيد ردحاً من الزمن، وإن فتحه فلمرة واحدة فقط.
اكتشفت أن مثل هذا الشخص المتلون والمتغير بعد أن أصبح ذا مركز، من الممكن أن يدعي أويحرّف أو حتى يكذب حفاظاً على علاقاته الجديدة برأس الهرم في الشركة أو الوزارة أو المؤسسة، فيفقد أخلاقه وقيمه (السابقة) إرضاء لغرور الكرسي وطغيان المنصب وإرضاء لشرور نفس تغطت زمناً طويلاً بقشور ( تمسكن حتى تتمكن).
إن السقوط في سياق العمل العام يظهر جلياً عندما يصبح الشخص في الواجهة أو في موقع متقدم سياسي أو تنظيمي أو اقتصادي أو إعلامي أو مجتمعي، فتبرز مدفونات الشخصية الحقيقية فإما يرتفع وإما يسقط وصاحبنا ذو المركز الرفيع سقط في الامتحان ليس أمامي فقط، وإنما في ظني أمام ذاته التي خسرها وهو ما قد لا يكتشفه في طغيان اللحظة.

 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025