الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

خسرت مصر .. وانتصر الاخوان- عادل عبد الرحمن

اعلنت لجنة الانتخابات العليا امس في الساعة الرابعة إلآ ثلث بتوقيت مصر نتائج الانتخابات الرئاسية الاولى بعد ثورة 25 يناير 2011، التي فاز بها الدكتور محمد مرسي، مرشح جماعة الاخوان المسلمين بنسبة 51,75% من اصوات المقترعين، وبالتالي خسر المرشح الآخر الفريق احمد شفيق، الذي حصل على 48,23% .
من حق مصر كلها ان تفخر بالتجربة الديمقراطية الحقيقية، التي تمثلت  بالانتخابات التشريعية (التي تم حل مجلس الشعب لاسباب تتعلق بالخروقات التي ارتكبت فيها) والرئاسية. ومن حق القضاء المصري عموما ولجنة الانتخابات العليا ان يفخر ويعتز بدوره الريادي في صيانة الديمقراطية. والذي تجاوز كل المنغصات والاساءات واغلاتهامات الباطلة من جماعة الاخوان الميسلمين ومن لف لفهم من المحامين، الذين اتهموا اللجنة وشككوا في نزاهتها قبل اصدار النتائج، وقالوا عنها "انها لجنة ادارية ليس اكثر." ! بمعنى انها "مطية" في يد المجلس العسكري الاعلى للقوات المسلحة.
مصر بما تقدم ربحت وانتصرت بعرسها الديمقراطي، وهذا احد انجازات الثورة الشعبية المصرية، ويحسب لها ولدورها (الثورة) في الانتقال بالشعب من مرحلة الى مرحلة تاريخية جديدة بغض النظر عن الفائز بالانتخابات الرئاسية.
ومن حق تنظيم الاخوان المسلمين ان يشربوا الانخاب لفوز مرشحهم. الذي يعتبر الانجاز الاهم في تاريخ حركة الاخوان منذ تشكلت في العام 1928، لان فوز الدكتور محمد مرسي، هو فوز للاخوان في الدولة العربية الاكبر، والاكثر اهمية وذات الثقل الاستراتيجي، والتي تؤثر في تطور العمليات السياسية والاجتماعية والثقافية والامنية في المنطقة العربية واقليم الشرق الاوسط الكبير.
وبغض النظر عن الموقف من تنظيم الاخوان المسلمين ومرشحهم الدكتور محمد مرسي، فإن الضرورة تملي على القوى السياسية المصرية اولا وثانيا ان تتعامل مع الواقع كما هو، وان تتعامل مع الرئيس الجديد كرئيس لمصر بكل قواه، حتى وان أَصرعلى ان يكون رئيسا لجماعة الاخوان المسلمين. لان واجب القوى الوطنية والقومية الديمقراطية ان تحترم ارادة الاغلبية، وان تعطيها الفرصة للقيادة ، وتقوم بمحاكمتها على اساس السياسات والبرامج واليات التطبيق والعمل، وليس على المواقف العقائدية. كما عليها ان تبقى متيقظة ومتنبهة للتطورات حتى لا تفرض جماعة الاخوان ديكتاتوريتها واستبداديتها على الشارع المصري ، وتخصي الثورة.
رغم الاقرار بفوز مرسي، إلآ ان الضرورة تملي التأكيد، على ان مصر بمقدار ما انتصرت للديمقراطية وعرسها، إلآ انها خسرت امام انتصار الاخوان المسلمين، لانهم ليسوا رواد ديمقراطية، حتى لو استخدموا كل المقولات الناعمة والبيضاء، وحتى لو اشاروا الى انهم "دعاة ديمقراطية" ، لان الحقيقة التي يطرحها برنامجهم، وتجربتهم خلال الشهور الاربعة الماضية من تبوأهم المركز الاول في مجلسي الشعب والشورى، كشف بما لا يدع مجالا للشك من ان الديمقراطية براء منهم، ومن سياساتهم، ولانهم يريدوا بناء الدولة الدينية او دولة "الخلافة".
مصر امام اختبار حاسم وهام وغير مسبوق في تاريخها الديم والوسيط، فاما ان تجتاز مصر بتعاضد جهود ابنائها الغيورون على وحدتها وتطورها ونهوضها، الذين صوتوا لحمدين صباحي ولاحمد شفيق وعبد المنعم ابو الفتوح وسليم العوا وعمرو موسى وخالد علي، وان ان تنهار تحت الضربات التديجية لجماعة الاخوان المسلمين، الذين لن يتراجعوا قيد انملة عن برنامجهم الذي اساء ويسيء لوحدة مصر وتاريخها ودورها العربي والاقليمي.
خسرت مصر .. وانتصر الاخوان نعم، ولكن مصر الشعب قادرة على وضع كوابح وضوابط لجماعة الاخوان المسلمين، وبالمقابل على القوى العربية وخاصة الفلسطينية الانتباه للاثار السلبية التي ستنتج عن نجاح محمد مرسي، لانه مهما حاول ان يبدو "موضوعيا" لن يتمكن من ان يتخلى عن دوره القيادي في تنظيم الاخوان المسلمين والانحياز لحركة حماس، التي بدورها ستتغول الان في سياساتها تجاه المصالحة والعلاقة مع حركة فتح وفصائل العمل الوطني الاخرى.
اللحظة السياسية المصرية والفلسطينية والعربية عموما، لحظة استثنائية، اغرقت المنطقة في حالة من الضبابية والتراجع في مسار العملية الديمقراطية، لاسيما وان الاخوان اعلنوا دون تردد التزامهم باتفاقيات واضحة مع الولايات المتحدة الاميركية وضمنا مع اسرائيل مهما صرخ الرئيس الجديد ورفع الصوت، ومهما استخدم من شعارات غوغائية للاستهلاك، وبالتالي تستدعي اللحظة قراءة جديدة للتطورات واعادة صياغة برنامج العمل الوطني .
لكن التطورات مهما كانت لا تعني القطيعة مع الاخوان والرئيس محمد مرسي، لا بل تتطلب مد الجسور معهم، لانهم جزء من الواقع ، وجزء مقرر به بغض النظر عن التوافق او الاختلاف معهم. المهم ادارة العملية السياسية الوطنية والقومية بكثير من البراعة والفطنة والذكاء، رغم ان كل طرف يعرف رأي الاخر به. والله يحمي مصر من سياسات الاخوان القادمة.
a.a.alrhman@gmail.com      

 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025