مصر ومرسي والتحديات.. - عادل عبد الرحمن
جمهورية مصر العربية منذ ثورة ال 25 من يناير 2011 طوت صفحة تاريخية من مسيرتها، لكنها اول امس ولجت مرحلة جديدة من تطور الثورة بغض النظر عما قد يحدث من تطورات داخلية خلال المرحلة المنظورة القادمة.
مصر في بنائيها الفوقي والتحتي تعمل على صياغة صورتها الجديدة. المشهد مازال ضبابيا حتى اللحظة، رغم الاعلان عن فوز الرئيس محمد مرسي، رئيسا اول للجمهورية الثانية، لان الرئيس القادم من حاضنة الاخوان المسلمين يحتاج الى تطويع مصر وفق رؤية جماعته، وهذا ما اكده المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الاخوان في لقاء مع صحيفة "وول ستريت جورنال" الاميركية، حين سُّئل عن الاصلاح الامني والاقتصادي ، قال "تدريجيا ، ستحتاج هذه الاشياء الى عامين ، ثلاثة ، اربعة، خمسة.." وقال في موقع آخر من ذات المقابلة " ان السياسة ، هي فن الممكن، وان مصر يمكن ان تتغير فقط تدريجيا، وقد يأخذ هذا التغيير اربع او خمس سنوات.." وعن علاقة الاخوان بالولايات المتحدة، اي علاقة الرئيس الجديد باميركا قال" ان الجماعة تهدف الى شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة، وان الاخوان ينتظرون من الولايات المتحدة ان تساعدهم في فتح الاسواق امام المنتج المصري وكسب الشرعية الدولية."
كما ان خطاب الرئيس مرسي، الذي حاول ان يرسم صورة وردية عن توجهاته السياسية والاجتماعية، لطمأنة الشارع السياسي، جاء خطابا عاما وضعيفا، ولم يلم بكل القضايا الداخلية المصرية، وبدا واضحا الاكثار من الاستشهاد بالآيات القرآنية، ولم يتوقف امام طمأنة اتباع الديانات الاخرى وخاصة الاقباط المصريين. مع انه شاء في خطابه او من صاغ له خطابه من جماعة الاخوان، ان يمد الجسور مع القوى والقطاعات المختلفة من المجتمع المصري، لكنه فشل في ذلك.
امام مصر ورئيسها الجديد تحديات كبيرة ، تفرض الضرورة عليه الاجابة عليها، ومنها:
اولا ان يتمثل الرئيس محمد مرسي دور الرئيس لكل الشعب، وليس لفريق من الشعب. لا سيما وان نجاح مرسي جاء بنسبة ال 51% من اجمالي من صوتوا في الانتخابات، اي ان نسبة الخمسين في المائة من الذين اقترعوا، بالاضافة الى الخمسين بالمائة من اجمالي الذين يحق لهم التصويت (الخمسين مليون مواطن) لم يقترعوا (وهؤلاء ضده جميعا)، وهذا يلقي على كاهله مسؤليات جسام لتمثل مصالح كل المصريين، ليس فقط الاقباط بل الاقباط والمسلمين والقوى السياسية الاخرى المعارضة له ولجماعته.
ثانيا استعادة الامن والامان للمواطنين المصريين في كل الاراضي المصرية وخاصة في سيناء والقاهرة. ووقف بلطجة جماعة الاخوان في الصعيد، الذين مارسوا الارهاب ضد الاقباط يومي الانتخابات الرئاسية 16 و17 يونيو الحالي، ومازلوا حتى الان يلوحوا بسيف ارهابهم في وجه المعارضين للرئيس الاخواني.
ثالثاحماية الديمقراطية ، التي جاءت به الى كرسي الرئاسة. وعدم التخلي عنها، واعتبارها ديمقراطية ل"مرة واحدة" فقط . والعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كل القوى السياسية المصرية للنهوض بمصر, لان مصر لا تقوم إلآ بمجموع القوى المصرية، وبالتالي مصر ليست حكرا على الاخوان المسلمين، ولا على غيرهم، ونتائج الانتخابات كانت اوضح مثال لهذه الحقيقة.
رابعا حماية وحدة مصر من التفتت الديني او الطائفي والمذهبي. والابتعاد عن خيار الاخوان المسلمين القائل ب "الدولة المدنية بخلفية دينية " لان هذا الخيار يعني تقسيم مصر، ويدفع جماعة الاخوان نحو الاستبداد وممارسة الارهاب على القوى الاخرى.
خامسا حماية الجيش والاجهزة الامنية، التي لعبت دورا مهما في حماية وحدة مصر، وعدم التشاطر والفهلوة كما اشار الشاطر في مقابلته المذكورة انفا، بالتدخل السلبي في صياغة الاجهزة الامنية والمؤسسة العسكرية، لان قوة الجيش والاجهزة الامنية من قوة مصر.
سادسا النهوض بالاقتصاد المصري من خلال انعاش مجالات وقطاعات الاقتصاد الوطني العام والخاص. وعدم اللجوء للهزات وخلق الارباكات في الساحة السياسية والاقتصادية.
سابعا استعادة دور مصر العربي والعمل على اقامة علاقات عربية متوازنة ، تهدف الى تطوير العلاقات العربية - العربية ، والتهوض بدور الجامعة العربية. والابتعاد عن سياسة الاصطفافات الضيقة، التي لا تخدم مصر ودورها ومكانتها.
ثامنا النهوض بالدور الاقليمي المصري بعيدا عن الحسابات الضيقة، وتوسيع دائرة التحالفات المصرية مع دول الاقليم جميعها دون استثناء وعلى اساس الاحترام المتبادل. ولكن مع التأكيد على الدور المصري كمحور رحى في دول الاقليم.
تاسعا تعزيز دور مصر في مجال العلارقات الدولية دون حصرها في الولايات المتحدة الاميركية، كما اشار الشاطر ، بالتأكيد اميركا دولة مقررة في السياسة الدولية والاقليمية. مع ذلك تتطلب العلاقة معها لعب دور الندية لا التبعية كما كانت عليه العلاقات مع النظام السابق والانظمة العربية القائمة.
عاشرا احترام العلاقات والاتفاقيات مع دولة اسرائيل لا يعني الخضوع للابتزاز الاسرائيلي. مع ذلك تستدعي العلاقة مع اسرائيل الى اعادة نظر جدية بما يعيد الاعتبار لدور ومكانة مصر. لان احترام اتفاقية كامب ديفيد لا يلغي ازالة الغبن الواقع على مصر.
حادي عشر فلسطين كانت ومازالت قضية العرب المركزية، وقضية مصر وامنها القومي، وهذه القضية، التي تاجر بها الاخوان المسلمين كثيرا وانصارهم في غزة، الذين اقلبوا على الشرعية الوطنية قبل خمسة اعوام خلت، تحتاج الى موقف جدي ومسؤول، لا موقف انتهازي وبياع وفق مشيئة الادارة الاميركية، التي تراهن حتى اللحظة على حل القضية الفلسطينية وفق الرؤية الاسرائيلية، ولهذا دافعت عن فوز الاخوان المسلمين ، مع ذلك وحتى لا يقال هناك استباق لمواقف الرئيس المصري، لكن ما رشح يملي على المرء مطالبة الرئيس مرسي بالعمل على الزام اخوانه في حماس بالمصالحة الوطنية فورا دون تلكؤ، وايضا العمل على الزام اسرائيل باستحقاقات التسوية السياسية، ومصر قادرة اذا ما لوحت باتخاذ اجراءات جادة ضد سياسات اسرائيل المعادية للفلسطينيين والعرب، وكذلك ايقاف اية ممارسات حمساوية طائشة في التعامل مع دولة الابرتهايد الاسرائيلية،
وهناك تحديات كثيرة لم يتم التوقف امامها بشكل مباشر، وان تضمنتها النقاط الواردة اعلاه. اشار المرء لتلك التحديات ، وهو يعلم ان الرئيس المصري الجديد لا يستطيع الخروج عن طاعة المرشد العام للاخوان المسلمين، وما استقالة الرئيس مرسي من موقعه القيادي في حزب الحرية والعدالة والاخوان، الا جانب شكلي لا ينطلي على احد، ولم يطالب به احد، لان من حقه ان يحتفظ بموقعه الحزبي، لانه ترشح باسم حزبه وجماعته.
مصر تقف على رؤوس اصابع قدميها، وتسير بحذر شديد نحو المستقبل ، لان ما يواجهها من تحديات يفوق كثيرا ما ذكر آنفا.
مصر في بنائيها الفوقي والتحتي تعمل على صياغة صورتها الجديدة. المشهد مازال ضبابيا حتى اللحظة، رغم الاعلان عن فوز الرئيس محمد مرسي، رئيسا اول للجمهورية الثانية، لان الرئيس القادم من حاضنة الاخوان المسلمين يحتاج الى تطويع مصر وفق رؤية جماعته، وهذا ما اكده المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الاخوان في لقاء مع صحيفة "وول ستريت جورنال" الاميركية، حين سُّئل عن الاصلاح الامني والاقتصادي ، قال "تدريجيا ، ستحتاج هذه الاشياء الى عامين ، ثلاثة ، اربعة، خمسة.." وقال في موقع آخر من ذات المقابلة " ان السياسة ، هي فن الممكن، وان مصر يمكن ان تتغير فقط تدريجيا، وقد يأخذ هذا التغيير اربع او خمس سنوات.." وعن علاقة الاخوان بالولايات المتحدة، اي علاقة الرئيس الجديد باميركا قال" ان الجماعة تهدف الى شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة، وان الاخوان ينتظرون من الولايات المتحدة ان تساعدهم في فتح الاسواق امام المنتج المصري وكسب الشرعية الدولية."
كما ان خطاب الرئيس مرسي، الذي حاول ان يرسم صورة وردية عن توجهاته السياسية والاجتماعية، لطمأنة الشارع السياسي، جاء خطابا عاما وضعيفا، ولم يلم بكل القضايا الداخلية المصرية، وبدا واضحا الاكثار من الاستشهاد بالآيات القرآنية، ولم يتوقف امام طمأنة اتباع الديانات الاخرى وخاصة الاقباط المصريين. مع انه شاء في خطابه او من صاغ له خطابه من جماعة الاخوان، ان يمد الجسور مع القوى والقطاعات المختلفة من المجتمع المصري، لكنه فشل في ذلك.
امام مصر ورئيسها الجديد تحديات كبيرة ، تفرض الضرورة عليه الاجابة عليها، ومنها:
اولا ان يتمثل الرئيس محمد مرسي دور الرئيس لكل الشعب، وليس لفريق من الشعب. لا سيما وان نجاح مرسي جاء بنسبة ال 51% من اجمالي من صوتوا في الانتخابات، اي ان نسبة الخمسين في المائة من الذين اقترعوا، بالاضافة الى الخمسين بالمائة من اجمالي الذين يحق لهم التصويت (الخمسين مليون مواطن) لم يقترعوا (وهؤلاء ضده جميعا)، وهذا يلقي على كاهله مسؤليات جسام لتمثل مصالح كل المصريين، ليس فقط الاقباط بل الاقباط والمسلمين والقوى السياسية الاخرى المعارضة له ولجماعته.
ثانيا استعادة الامن والامان للمواطنين المصريين في كل الاراضي المصرية وخاصة في سيناء والقاهرة. ووقف بلطجة جماعة الاخوان في الصعيد، الذين مارسوا الارهاب ضد الاقباط يومي الانتخابات الرئاسية 16 و17 يونيو الحالي، ومازلوا حتى الان يلوحوا بسيف ارهابهم في وجه المعارضين للرئيس الاخواني.
ثالثاحماية الديمقراطية ، التي جاءت به الى كرسي الرئاسة. وعدم التخلي عنها، واعتبارها ديمقراطية ل"مرة واحدة" فقط . والعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كل القوى السياسية المصرية للنهوض بمصر, لان مصر لا تقوم إلآ بمجموع القوى المصرية، وبالتالي مصر ليست حكرا على الاخوان المسلمين، ولا على غيرهم، ونتائج الانتخابات كانت اوضح مثال لهذه الحقيقة.
رابعا حماية وحدة مصر من التفتت الديني او الطائفي والمذهبي. والابتعاد عن خيار الاخوان المسلمين القائل ب "الدولة المدنية بخلفية دينية " لان هذا الخيار يعني تقسيم مصر، ويدفع جماعة الاخوان نحو الاستبداد وممارسة الارهاب على القوى الاخرى.
خامسا حماية الجيش والاجهزة الامنية، التي لعبت دورا مهما في حماية وحدة مصر، وعدم التشاطر والفهلوة كما اشار الشاطر في مقابلته المذكورة انفا، بالتدخل السلبي في صياغة الاجهزة الامنية والمؤسسة العسكرية، لان قوة الجيش والاجهزة الامنية من قوة مصر.
سادسا النهوض بالاقتصاد المصري من خلال انعاش مجالات وقطاعات الاقتصاد الوطني العام والخاص. وعدم اللجوء للهزات وخلق الارباكات في الساحة السياسية والاقتصادية.
سابعا استعادة دور مصر العربي والعمل على اقامة علاقات عربية متوازنة ، تهدف الى تطوير العلاقات العربية - العربية ، والتهوض بدور الجامعة العربية. والابتعاد عن سياسة الاصطفافات الضيقة، التي لا تخدم مصر ودورها ومكانتها.
ثامنا النهوض بالدور الاقليمي المصري بعيدا عن الحسابات الضيقة، وتوسيع دائرة التحالفات المصرية مع دول الاقليم جميعها دون استثناء وعلى اساس الاحترام المتبادل. ولكن مع التأكيد على الدور المصري كمحور رحى في دول الاقليم.
تاسعا تعزيز دور مصر في مجال العلارقات الدولية دون حصرها في الولايات المتحدة الاميركية، كما اشار الشاطر ، بالتأكيد اميركا دولة مقررة في السياسة الدولية والاقليمية. مع ذلك تتطلب العلاقة معها لعب دور الندية لا التبعية كما كانت عليه العلاقات مع النظام السابق والانظمة العربية القائمة.
عاشرا احترام العلاقات والاتفاقيات مع دولة اسرائيل لا يعني الخضوع للابتزاز الاسرائيلي. مع ذلك تستدعي العلاقة مع اسرائيل الى اعادة نظر جدية بما يعيد الاعتبار لدور ومكانة مصر. لان احترام اتفاقية كامب ديفيد لا يلغي ازالة الغبن الواقع على مصر.
حادي عشر فلسطين كانت ومازالت قضية العرب المركزية، وقضية مصر وامنها القومي، وهذه القضية، التي تاجر بها الاخوان المسلمين كثيرا وانصارهم في غزة، الذين اقلبوا على الشرعية الوطنية قبل خمسة اعوام خلت، تحتاج الى موقف جدي ومسؤول، لا موقف انتهازي وبياع وفق مشيئة الادارة الاميركية، التي تراهن حتى اللحظة على حل القضية الفلسطينية وفق الرؤية الاسرائيلية، ولهذا دافعت عن فوز الاخوان المسلمين ، مع ذلك وحتى لا يقال هناك استباق لمواقف الرئيس المصري، لكن ما رشح يملي على المرء مطالبة الرئيس مرسي بالعمل على الزام اخوانه في حماس بالمصالحة الوطنية فورا دون تلكؤ، وايضا العمل على الزام اسرائيل باستحقاقات التسوية السياسية، ومصر قادرة اذا ما لوحت باتخاذ اجراءات جادة ضد سياسات اسرائيل المعادية للفلسطينيين والعرب، وكذلك ايقاف اية ممارسات حمساوية طائشة في التعامل مع دولة الابرتهايد الاسرائيلية،
وهناك تحديات كثيرة لم يتم التوقف امامها بشكل مباشر، وان تضمنتها النقاط الواردة اعلاه. اشار المرء لتلك التحديات ، وهو يعلم ان الرئيس المصري الجديد لا يستطيع الخروج عن طاعة المرشد العام للاخوان المسلمين، وما استقالة الرئيس مرسي من موقعه القيادي في حزب الحرية والعدالة والاخوان، الا جانب شكلي لا ينطلي على احد، ولم يطالب به احد، لان من حقه ان يحتفظ بموقعه الحزبي، لانه ترشح باسم حزبه وجماعته.
مصر تقف على رؤوس اصابع قدميها، وتسير بحذر شديد نحو المستقبل ، لان ما يواجهها من تحديات يفوق كثيرا ما ذكر آنفا.