الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

القفص الذهبي - فؤاد ابو حجلة

وصلتني دعوة من زميل سابق قرر بمحض إرادته توريط نفسه في مشروع يبدأ بليلة عرس وينتهي برهن الحاضر والمستقبل للبنوك. دعاني الزميل السابق في العمل واللاحق في نادي المتزوجين إلى حضور حفل زفافه في أحد فنادق عمان. ويبدو أنه تمكن أخيرا من الحصول على قرض بنكي يغطي نفقات الحفل الذي يشمل وجبة عشاء تقدم فيها أطباق لا طعم لها وأنواع من الحلويات تبقى آثارها بائنة على وجوه المدعوين.
تقول بطاقة الدعوة إن الزميل السابق سيدخل «القفص الذهبي» ويبدو من تصميم البطاقة وألوانها الزاهية أنه سعيد بهذا الحبس المؤبد.
بمحض الصدفة تزامن وصول بطاقة الدعوة لحفل دخول القفص الذهبي مع نشر أخبار محاكمة مدير المخابرات الأردنية السابق محمد الذهبي الذي قالت الأخبار إنه كان واقفا في قفص الاتهام الذي أصبح يسمى منذ بدء المحاكة بالقفص الذهبي. لا أدري لماذا تخيلت «العريس» واقفا في قفص مشابه وهو يعلن براءته من التهم المنسوبة إليه بالتعدي على أموال البنوك الدائنة والتهرب من دفع أقساط الغسالة والثلاجة والتلفزيون، والعجز عن دفع فاتورة الهاتف في منزله العامر.
في فذلكاتهم المضحكة يقول علماء الاجتماع إن الزواج مؤسسة، وكأي مؤسسة فهي معرضة للربح أو الخسارة، ولأن الحكومة تبرر خسارات كل المشاريع القائمة بتأثيرات الأزمة المالية العالمية، فإن مؤسسة الزواج أيضا ستتأثر بالأزمة وتتعرض للخسارة التي تتجاوز رأس المال إلى رأس الروح.
لا أدعو إلى العنوسة، فهي مشكلة بحد ذاتها، لكن التشوه الاجتماعي الذي طال التجمعات الفلسطينية في الوطن وفي الخارج، جعل الزواج مشروعا خاسرا يودي بأطرافه إلى هاوية الديون والارتهان للبنوك ومؤسسات الاقراض التي يكون التحرر من أقساطها عند بلوغ التقاعد انجازا كبيرا.. أي حياة هذه التي تقيد الانسان طيلة عمره الحقيقي؟
إنه القفص الذهبي الذي تلمع قضبانه في ليلة واحدة وتصدأ قلوب من فيه بقية العمر..
في محاكمة محمد الذهبي ووقوفه في القفص عبر قد يستفيد منها آخرون، لكن مشروع القفص الذهبي لا يتعرض للمحاكمة وتبقى أبوابه مفتوحة لكل الراغبين في الحبس الإرادي.

 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025