قلنديا.. العقلية الفلسطينية غير عاجزة!- فراس عبيد
إذا أردت أن تتعلم الصبر! فاذهب إلى دوار قلنديا صباحا، أو مساء، وفي أوقات أخرى كذلك.. الخيارات كثيرة ومتاحة للجميع!
إذا كرهت حياتك وقررت المغادرة بالجلطة أو بارتفاع الضغط! فاذهب إلى دوار قلنديا صباحا، أو مساء، وفي أوقات أخرى كذلك.. الخيارات كثيرة ومتاحة للجميع!
إذا عزمتِ على وضع حد نهائي لحياتكِ الزوجية! فخذي زوجك إلى دوار قلنديا، هناك ستكون البيئة العصبية والنفسية مهيأة تماما لافتعال مشكلة قاضية تتخلصين بها من زوجك إلى الأبد.. فاذهبي به إلى دوار قلنديا صباحا، أو مساء، وفي أوقات أخرى كذلك.. الخيارات كثيرة ومتاحة للجميع!
إذا نويت أن تتعرف بدقة وبعمق إلى المستوى الأخلاقي الرهيب لبعض أبناء شعبنا في هذه المرحلة الزمنية! فاذهب إلى دوار قلنديا صباحا، أو مساء، وفي أوقات أخرى كذلك.. الخيارات كثيرة ومتاحة للجميع!
إذا ارتأيت أن تختبر الإحساس البشري بالعجز وبقلة الحيلة وبالتسليم السلبي بالمصير! فاذهب إلى دوار قلنديا صباحا، أو مساء، وفي أوقات أخرى كذلك.. الخيارات كثيرة ومتاحة للجميع!
إذا استفزك الفضول إلى معرفة حجم التحمل لدى أطفالك، ونوع السمات الفردية والانفعالية لكل منهم! فاذهب بهم إلى دوار قلنديا صباحا، أو مساء، وفي أوقات أخرى كذلك.. الخيارات كثيرة ومتاحة للجميع!
هي قلنديا إذن.. محطة غير عادية في المرحلة الفلسطينية الراهنة!
ربما تدل على كسلنا..
ربما تدل على تقاعسنا..
ربما تدل على استسهالنا إبقاء الأوضاع المؤلمة كما هي عليه..
لكنها لا تدل أبدا على عجز العقلية الفلسطينية!
لأن الفلسطيني إذا أراد أن يضع الحلول فإنه يضع، ويبدع، ويبتكر، ويدهش الآخرين!
فلنصمم على حل أزمة المرور الدائمة في قلنديا، ولنبدع في وضع حلولنا رغم المعوقات الخارجية!
فإنه لا ينقصنا العقل ولا الابتكار ولا الإبداع..
ولن يكون مشهد وجوهنا مقنعا أو لطيفا لأطفالنا ونحن نُظهر لهم ونبرر لهم عجزنا اليومي عن حل أزمة مرور دائمة في قلنديا؟!
هيا نحاول مرة أخرى، جميعنا، مواطنين، فصائل، سلطة،..مع تصميم على نجاح كامل.
هيا أيها الأحباء.. إنها حياتنا اليومية الجميلة!