الإنتماء لمن؟- عبد الجبار البرغوثي
البديهي أن يكون الإنتماء للوطن أولاً, فبدونه لن تكون هناك أحزاب ولا فصائل, ولا مؤسسات أهلية أو غير أهلية من أي نوع. ودونه لن تكون هناك كرامة أو استقرار نفسي ومعنوي, حتى لو استبدل الشخص وطنه بوطن بديل, مهما كانت مواصفات حياته وظروف اقتصاده وقيم مجتمعه بأي حال.
سيبقى الوطن حنيناً في مشاعر المغترب, وشوقاً لافحاً لمدارج الصبا وأبناء الجيران والأصحاب والبيت الأساس.
سيظل الوطن حلماً لدى العقلاء, فيه يطورون ذاتهم ويمارسون عاداتهم ويعيشون تراثهم وآثار وذكريات آبائهم وأجدادهم, ويحاولون بكل جهدهم أن ينقلوه درجات نحو الذرى وباتجاه ما هو مشرق من الآفاق.
فهؤلاء ينطلقون من حقيقة إدراكهم. أن لا وجود لهم إلا مع وجود الناس, ولا سعادة لهم إلا بسعادة الناس, ولا خدمات راقية يمكن أن يحصلوا عليها إلا إذا كانت الخدمات في أحسن حالاتها وكافية يستفيد منها كل الناس.
سيظل الوطن رمزاً للكرامة والإستقلال والحرية في نظر المنتمين والمتّزنين الذين يدركون أن لا مصلحة لهم منفصلة عن مصلحة غيرهم, وأن مصالحهم جزء مؤكد من مصالح الناس.
التاجر لن يزدهر حاله إذا مشى الناس في الطرقات بلا دخل ولا عمل, فمن أين سيأتيه الزبون في مثل هذه الأحوال والحالات. والغني إذا ما مرض فجأة لن يحصل على العلاج إذا كانت الحالة طارئة إن لم يكن في البلاد مستشفى متطوراً عالي الخدمات, ولن يستطيع تعليم ابنه إن لم تكن هناك مدرسة, لأنه لن يستطيع أن يفتتح مدرسة خاصة له في أحسن الأحوال.
والإنتماء للحزب والفصيل السياسي يأتي أساساً من أصل الإنتماء للوطن, فالحزب والفصيل يجري تأسيسه ويصاغ برنامجه على أساس خدمة قضايا الوطن وأهداف الشعب وطموحات المواطنين.
الإنتماء للمجموع والفرد يفترض أن يكون للمجموع وأن يكون المجموع للفرد حتى تقوى خيوط التشابك والتلاحم والتكافل والإحساس المشترك ويتجسد الإنتماء.
أما الإنتماء للبلدة والعشيرة أو أي شخص نافذ فليس سوى جهل وأنانية غبية ونظر قصير لا يدرك الحقائق التي اكتفينا أن نشير لها على عجل, فالمصلحة للناس مشتركة لا تتحقق إلا بتكافل الجهد الجماعي ولا تتحقق إلا بنشر العدالة بينهم وإتاحة الفرص بلا تحيز وتمييز.
والتنمية لن تتم إلا على هذا الأساس إذا أدركناه, والإنتماء لأشخاص في التشكيلات السياسية لن يؤدي سوى لإضعافها والتهيئة لانشقاقها وضرب وحدتها وخلق المحاور ومراكز القوى التي تقتل التنظيم وتضع مصيره ومصداقيته في مهب الرياح.
سيبقى الوطن حنيناً في مشاعر المغترب, وشوقاً لافحاً لمدارج الصبا وأبناء الجيران والأصحاب والبيت الأساس.
سيظل الوطن حلماً لدى العقلاء, فيه يطورون ذاتهم ويمارسون عاداتهم ويعيشون تراثهم وآثار وذكريات آبائهم وأجدادهم, ويحاولون بكل جهدهم أن ينقلوه درجات نحو الذرى وباتجاه ما هو مشرق من الآفاق.
فهؤلاء ينطلقون من حقيقة إدراكهم. أن لا وجود لهم إلا مع وجود الناس, ولا سعادة لهم إلا بسعادة الناس, ولا خدمات راقية يمكن أن يحصلوا عليها إلا إذا كانت الخدمات في أحسن حالاتها وكافية يستفيد منها كل الناس.
سيظل الوطن رمزاً للكرامة والإستقلال والحرية في نظر المنتمين والمتّزنين الذين يدركون أن لا مصلحة لهم منفصلة عن مصلحة غيرهم, وأن مصالحهم جزء مؤكد من مصالح الناس.
التاجر لن يزدهر حاله إذا مشى الناس في الطرقات بلا دخل ولا عمل, فمن أين سيأتيه الزبون في مثل هذه الأحوال والحالات. والغني إذا ما مرض فجأة لن يحصل على العلاج إذا كانت الحالة طارئة إن لم يكن في البلاد مستشفى متطوراً عالي الخدمات, ولن يستطيع تعليم ابنه إن لم تكن هناك مدرسة, لأنه لن يستطيع أن يفتتح مدرسة خاصة له في أحسن الأحوال.
والإنتماء للحزب والفصيل السياسي يأتي أساساً من أصل الإنتماء للوطن, فالحزب والفصيل يجري تأسيسه ويصاغ برنامجه على أساس خدمة قضايا الوطن وأهداف الشعب وطموحات المواطنين.
الإنتماء للمجموع والفرد يفترض أن يكون للمجموع وأن يكون المجموع للفرد حتى تقوى خيوط التشابك والتلاحم والتكافل والإحساس المشترك ويتجسد الإنتماء.
أما الإنتماء للبلدة والعشيرة أو أي شخص نافذ فليس سوى جهل وأنانية غبية ونظر قصير لا يدرك الحقائق التي اكتفينا أن نشير لها على عجل, فالمصلحة للناس مشتركة لا تتحقق إلا بتكافل الجهد الجماعي ولا تتحقق إلا بنشر العدالة بينهم وإتاحة الفرص بلا تحيز وتمييز.
والتنمية لن تتم إلا على هذا الأساس إذا أدركناه, والإنتماء لأشخاص في التشكيلات السياسية لن يؤدي سوى لإضعافها والتهيئة لانشقاقها وضرب وحدتها وخلق المحاور ومراكز القوى التي تقتل التنظيم وتضع مصيره ومصداقيته في مهب الرياح.