الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

الإنتماء لمن؟- عبد الجبار البرغوثي

البديهي أن يكون الإنتماء للوطن أولاً, فبدونه لن تكون هناك أحزاب ولا فصائل, ولا مؤسسات أهلية أو غير أهلية من أي نوع. ودونه لن تكون هناك كرامة أو استقرار نفسي ومعنوي, حتى لو استبدل الشخص وطنه بوطن بديل, مهما كانت مواصفات حياته وظروف اقتصاده وقيم مجتمعه بأي حال.
سيبقى الوطن حنيناً في مشاعر المغترب, وشوقاً لافحاً لمدارج الصبا وأبناء الجيران والأصحاب والبيت الأساس.
سيظل الوطن حلماً لدى العقلاء, فيه يطورون ذاتهم ويمارسون عاداتهم ويعيشون تراثهم وآثار وذكريات آبائهم وأجدادهم, ويحاولون بكل جهدهم أن ينقلوه درجات نحو الذرى وباتجاه ما هو مشرق من الآفاق.
فهؤلاء ينطلقون من حقيقة إدراكهم. أن لا وجود لهم إلا مع وجود الناس, ولا سعادة لهم إلا بسعادة الناس, ولا خدمات راقية يمكن أن يحصلوا عليها إلا إذا كانت الخدمات في أحسن حالاتها وكافية يستفيد منها كل الناس.
سيظل الوطن رمزاً للكرامة والإستقلال والحرية في نظر المنتمين والمتّزنين الذين يدركون أن لا مصلحة لهم منفصلة عن مصلحة غيرهم, وأن مصالحهم جزء مؤكد من مصالح الناس.
التاجر لن يزدهر حاله إذا مشى الناس في الطرقات بلا دخل ولا عمل, فمن أين سيأتيه الزبون في مثل هذه الأحوال والحالات. والغني إذا ما مرض فجأة لن يحصل على العلاج إذا كانت الحالة طارئة إن لم يكن في البلاد مستشفى متطوراً عالي الخدمات, ولن يستطيع تعليم ابنه إن لم تكن هناك مدرسة, لأنه لن يستطيع أن يفتتح مدرسة خاصة له في أحسن الأحوال.
والإنتماء للحزب والفصيل السياسي يأتي أساساً من أصل الإنتماء للوطن, فالحزب والفصيل يجري تأسيسه ويصاغ برنامجه على أساس خدمة قضايا الوطن وأهداف الشعب وطموحات المواطنين.
الإنتماء للمجموع والفرد يفترض أن يكون للمجموع وأن يكون المجموع للفرد حتى تقوى خيوط التشابك والتلاحم والتكافل والإحساس المشترك ويتجسد الإنتماء.
أما الإنتماء للبلدة والعشيرة أو أي شخص نافذ فليس سوى جهل وأنانية غبية ونظر قصير لا يدرك الحقائق التي اكتفينا أن نشير لها على عجل, فالمصلحة للناس مشتركة لا تتحقق إلا بتكافل الجهد الجماعي ولا تتحقق إلا بنشر العدالة بينهم وإتاحة الفرص بلا تحيز وتمييز.
والتنمية لن تتم إلا على هذا الأساس إذا أدركناه, والإنتماء لأشخاص في التشكيلات السياسية لن يؤدي سوى لإضعافها والتهيئة لانشقاقها وضرب وحدتها وخلق المحاور ومراكز القوى التي تقتل التنظيم وتضع مصيره ومصداقيته في مهب الرياح.

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025