مرة اخرى هو السؤال- محمود ابو الهيجاء
ستون بالمائة من الراتب وعلى الاغلب لقروض البنوك نصفها وللدائنين ربعها ولشهر رمضان البقية. والبقية من البقايا التي غالبا لا تسمن ولا تغني عن جوع، اتحدث عن نفسي واعرف الذين مثلي اكثر مما استطيع ان احصي، ولا اشك ان الذي اكتب هنا هو ما يكتبون في ليلهم الطويل على ورق الهم والاسئلة والقلق، واذا كان هناك من يعتقد انني ابالغ في هذا الشأن فعليه ان يراجع لا احاديث الموظفين في مكاتبهم بل وجوههم التي باتت مكفهرة على نحو متعب.
لكن ما العمل والسلطة الوطنية تتوجع من السؤال على أبواب النفط العربي الذي لم يعد محرجا بمصاريف لا تعرف شيئا عن الأمن القومي ولا عن روح التضامن الشقيق، ما العمل ونحن مشغولون بانقسام لا يريد أصحابه نهاية توحد الهم الوطني قبل كل شيء، ما العمل ونحن لا نلتفت لضرورة مراجعة نظامنا المالي والاقتصادي بصفة عامة، كما أننا لا نلتفت لضرورة مراجعة خطابنا الاعلامي الذي ما زال غير قادر على تشكيل رأي عام موحد تجاه قضايانا الرئيسة ومعضلاتنا الكبرى.
ستون بالمائة من الراتب هي معالجة بحدود حجمها، لتظل هناك الأربعون بالمائة بلا معالجة وعلى كل صعيد وليس فقط على صعيد الراتب، فهل تنجح المعالجات التي من هذا النوع النسبوي ان صح التعبير، انه مجرد سؤال؟