الخلافة الراشدة- محمود ابو الهيجاء
لطالما كان اسماعيل هنية يحلق في خطب الجمعة الى حيث ما يطرب في اللغة ويبعث على البهجة « المقاوماتية» لكنه لم يكن مع ذلك ليقطع شعرة معاوية مع الواقع والسياسة، حتى جاء محمد مرسي الى سدة الحكم في مصر العزيزة، ليقطع تلك الشعرة ويحلق كما يريد في فضاء اللغة وكلماتها الكبرى...!!
ففي خطبة الجمعة الاولى من رمضان يوم امس الاول صار « الربيع العربي» عند هنية، هو الربيع الذي سيفتح صفحات الخلافة الراشدة التي ستحرر فلسطين كلها، وقد اضاف لها القدس والاقصى في خطبته وكأنهما ليسا من فلسطين في الاساس....!!! نعم هكذا قال وبالحرف الواحد ان الربيع العربي سيجعل من الامة تستعيد زمام الامور وتستكمل بقية الملفات واهمها تحرير فلسطين كلها والقدس والاقصى (...) ففترة الحكم الجبري بدأت بالزوال وستفتح صفحات الخلافة الراشدة، وما من علامات تعجب تكفي لكي اضعها الآن لتقول ما يصعب قوله ازاء خطاب من هذا النوع، والظريف هنا ان هنية وصل الى هذا الاستنتاج بناء على لقاء الرئيس المصري محمد مرسي مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، ناسياً ان الرئيس المصري كان قد التقى قبل قليل وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، ولا أظن ان هذه الاخيره بحثت مع مرسي في شؤون الخلافة الراشدة طبقا لمقتضيات الربيع العربي، والشيء الوحيد الذي عرفناه بعد هذا اللقاء ان مليار دولار من الديون الاميركية على مصر قد اسقطت، ولا شك ان وراء ذلك ثمناً سياسياً كبيراً على الاخوان دفعه للولايات المتحدة، ثمن لا اعتقد ان اية خلافة راشدة سترضى به.
لكنا سنترك استنتاج هنية هذا جانبا، فهو غواية الخطاب ليس إلا، وسنشير الى ان الرئيس المصري محمد مرسي كان قد التقى الرئيس محمود عباس قبل استقباله خالد مشعل، وفي هذا الموقف ما يؤكد ان الدولة المصرية ليس في وارد خلط الاوراق في الشأن الفلسطيني ولا في تغليب ورقة ضد اخرى، والشأن الفلسطيني ليس شأنا محليا بتداخلاته الاقليمية والعربية والدولية وليس على احد ان يفهم ذلك جيدا سوى هنية في مثل هذه اللحظة.
بالطبع يبقى ان نقول ان هنية في خطبته الاخيرة لم يكن ينطق عن الهوى تماما والوحي الذي اليه يوحى وهو ليس سماويا بكل تأكيد، انما هو وحي الانقسام الارضي المدمر الذي لا يريد له زوالا، الانقسام الذي شكل الحكم الجبري والاقصائي في غزة، هذا الحكم الذي لا بد من ربيع فلسطيني سيطاله، طال الزمن ام قصر.
واما الخلافة الراشدة فسنراها في رمضان هذا العام في مسلسل « عمر» رضي الله عنه وارضاه.
ففي خطبة الجمعة الاولى من رمضان يوم امس الاول صار « الربيع العربي» عند هنية، هو الربيع الذي سيفتح صفحات الخلافة الراشدة التي ستحرر فلسطين كلها، وقد اضاف لها القدس والاقصى في خطبته وكأنهما ليسا من فلسطين في الاساس....!!! نعم هكذا قال وبالحرف الواحد ان الربيع العربي سيجعل من الامة تستعيد زمام الامور وتستكمل بقية الملفات واهمها تحرير فلسطين كلها والقدس والاقصى (...) ففترة الحكم الجبري بدأت بالزوال وستفتح صفحات الخلافة الراشدة، وما من علامات تعجب تكفي لكي اضعها الآن لتقول ما يصعب قوله ازاء خطاب من هذا النوع، والظريف هنا ان هنية وصل الى هذا الاستنتاج بناء على لقاء الرئيس المصري محمد مرسي مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، ناسياً ان الرئيس المصري كان قد التقى قبل قليل وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، ولا أظن ان هذه الاخيره بحثت مع مرسي في شؤون الخلافة الراشدة طبقا لمقتضيات الربيع العربي، والشيء الوحيد الذي عرفناه بعد هذا اللقاء ان مليار دولار من الديون الاميركية على مصر قد اسقطت، ولا شك ان وراء ذلك ثمناً سياسياً كبيراً على الاخوان دفعه للولايات المتحدة، ثمن لا اعتقد ان اية خلافة راشدة سترضى به.
لكنا سنترك استنتاج هنية هذا جانبا، فهو غواية الخطاب ليس إلا، وسنشير الى ان الرئيس المصري محمد مرسي كان قد التقى الرئيس محمود عباس قبل استقباله خالد مشعل، وفي هذا الموقف ما يؤكد ان الدولة المصرية ليس في وارد خلط الاوراق في الشأن الفلسطيني ولا في تغليب ورقة ضد اخرى، والشأن الفلسطيني ليس شأنا محليا بتداخلاته الاقليمية والعربية والدولية وليس على احد ان يفهم ذلك جيدا سوى هنية في مثل هذه اللحظة.
بالطبع يبقى ان نقول ان هنية في خطبته الاخيرة لم يكن ينطق عن الهوى تماما والوحي الذي اليه يوحى وهو ليس سماويا بكل تأكيد، انما هو وحي الانقسام الارضي المدمر الذي لا يريد له زوالا، الانقسام الذي شكل الحكم الجبري والاقصائي في غزة، هذا الحكم الذي لا بد من ربيع فلسطيني سيطاله، طال الزمن ام قصر.
واما الخلافة الراشدة فسنراها في رمضان هذا العام في مسلسل « عمر» رضي الله عنه وارضاه.