مدراء المخابرات يقتلون بالصدفة!- فؤاد أبو حجلة
يتداول الفيسبوكيون حاليا ملاحظة ذكية يبدو أن من التقطها رجل مخابرات عامل أو متقاعد، وتشير الملاحظة الى مقتل أربعة من مدراء المخابرات الحاليين والسابقين في المنطقة في غضون يومين، حيث قتل آصف شوكت مدير المخابرات السورية في تفجير قيادة الأمن القومي في دمشق في الثامن عشر من تموز الحالي، وتوفي اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية السابق في واشنطن في التاسع عشر من تموز وهو نفس اليوم الذي شهد مقتل نائب رئيس المخابرات التركية في ظروف غامضة في تركيا، ومقتل وزير الشاباك الاسرائيلي بن عويز شامير في ظروف غامضة في النمسا.
هل هي صدفة؟ ربما تكون مصادفة قدرية، لكن الذي يميل لتصديق نظرية الصدفة لا يمكن أن يكون من مواطني الشرق الأوسط الملتهب بالثورات والمخابرات والمخططات الداخلية والخارجية لإعادة رسم خريطة المنطقة.
بداية، يصعب التصديق أن عمر سليمان توفي في مستشفى اميركي بسبب المرض، واذا كان طبيعيا ان يقتل آصف شوكت بانفجار فإن مقتل مسؤولي المخابرات التركي والاسرائيلي في ظروف غامضة في يوم واحد لا بد أن يثير التساؤل إن لم نقل الشكوك حول دوافع التخلص منهما.
يبدو الأمر وكأنه سيناريو لفيلم آكشن تنتجه هوليوود، لكن ساحات الثورات ليست صالات سينما، ومدراء المخابرات ليسوا ممثلين وأدوارهم أخطر كثيرا من أدوار نجوم السينما.
أعترف بأنني عاجز عن الربط بين مقتل المسؤولين المخابراتيين الأربعة، وربما يحتاج هذا الربط الى جهود كبيرة وتنسيق أمني بين أكثر من جهاز استخباري من أجل كشف السر أو إخفائه، وقد يكون الأمر اسهل من ذلك بكثير إذا استعانت قناة “الجزيرة” بأحد محلليها العباقرة ليفتي من الاستوديو الصغير بما يدور في العالم الاستخباري الكبير.
هناك لغز كبير كبير لن نستطيع فك طلاسمه الآن لكن مآلات الثورات ستكشف الكثير من الألغاز ومنها سر هذه المصادفة التي أودت برؤساء اربعة اجهزة مخابرات وقتلت الكثير الكثير من المعلومات التي يمكن أن تكون محرجة جدا لبعض الأحياء.