الاتحاد الاوروبي وتناقض المواقف- عادل عبد الرحمن
اوردت صحيفة "الغارديان" البريطانية على موقعها يوم الثلاثاء الماضي خبرا مفاده، إن الاتحاد الاوربي يتجه لتطوير علاقاته مع دولة الابرتهايد الاسرائيلية في ستين مجالا حيويا يشمل الطاقة والزراعة والهجرة والتعاون في موضوعات الفضاء والقضاء والشرطة، كما سيتم ازالة العقبات، التي تحد من حركة إسرائيل في مجالات اقتصادية وتقنية تخضع لرقابة الحكومات، مما يوسع دائرة العلاقات مع تسع دول اوروبية." وقد تم ذلك خلال الاجتماع الذي عقده يوم اول امس الثلاثاء المجلس الاوروبي الاسرائيلي.
وقبل ان يلاحظ اي مراقب وطني او قومي التناقض في المواقف الاوروبية، لاحظتة الصحيفة ذاتها بالقول إن "موافقة وزراء خارجية دول الاتحاد خلال اجتماعهم في بروكسل على توسيع العلاقات مع اسرائيل جاءت بعد اسابيع من تحذير الاتحاد إسرائيل من ان سياساتها في الارض الفلسطينية المحتلة تهدد حل الدولتين وتجعله مستحيلا."؟!
السؤال الذي يطرح نفسه على دول الاتحاد الاوروبي مجتمعة ومنفردة، هو، اين يقف الاتحاد الاوروبي من مسألة الصراع العربي – الاسرائيلي؟ هل يريد حلا سياسيا يحقق السلام على اساس قرارات الشرعية الدولية ؟ وكيف يمكن لمثل السياسة التي ينتهجها الاتحاد الاوروبي تحقيق السلام؟ وهل يعقل ان يصدر تصريحا (الاتحاد) يحذر فيه من مخاطر السياسات الاسرائيلية على خيار حل الدولتين للشعبين على حدود الرابع من حزيران 1967ويقوم في الوقت ذاته بتعزيز العلاقات مع دولة الاحتلال والعدوان في (60) مجالا من مجالات الحياة، التي تمد الدولة الفاسقة، المارقة بجنون القوة والغطرسة والعنصرية، والتي لا تقل بشاعة عن سياسات الدعم اللامحدودة التي تنتهجها الولايات المتحدة في توطيد دعائم دولة الابرتهايد والارهاب المنظم على حساب المصالح الوطنية الفلسطينية والقومية العربية؟ اين هي الحكمة السياسية الاوروبية؟ ولماذا هذا التناقض في المواقف؟ لماذا لم يلجأ الاتحاد الاوروبي لفرض عقوبات سياسية واقتصادية وقضائية وتقنية وشرطية في (60) مجالا على دولة الاحتلال الاسرائيلية ؟ والى متى سيبقى مصير السلام والاستقرار في المنطقة رهن خشية قادة اوروبا من البعبع الصهيوني ؟ وهل مثل هكذا سياسات تخدم اوروبا والعالم ؟
دول الاتحاد الاوروبي بتناقضات سياساتها تكشف هشاشة مواقفها، وعدم جدية بياناتها. وتؤكد انها لم ترق الى مستوى المسؤولية لصيانة ودعم ورعاية اية عماية سلام لا في المنطقة العربية ولا في اي منطقة في العالم لانها اسيرة سياسات الولايات المتحدة والايباك اليهودي الصهيوني .
سبع وعشرون دولة اوروبية خليط من القوميات والثقافات واللغات، لكنها تمكنت من بناء اتحاد سياسي واقتصادي وثقافي حقق حتى الان نجاحات هامة، رغم كل الازمات الاقتصادية، التي المت وتلم بدول الاتحاد. واستطاعت من تبني سياسة موحدة تجاه قضاياها الداخلية وتجاه السياسات الدولية. لكنها ايضا مازالت تعاني من تناقضات داخلية في رسم السياسات المختلفة ، ناجمة عن اختلاف الرؤى والمصالح، وبفعل التدخل الفض من قبل الولايات المتحدة في الشؤون الاوروبية من خلال ادواتها القديمة في دول الاتحاد مثل بريطانيا وغيرها، وبفضل دول اوروبا الشرقية، الملتحقة في العقدين الاخيرين بدول المركز الاوروبي، والتي جميعها مستلبة الارادة تجاه اميركا وجماعات الضغط الصهيونية ودولة الابرتهايد الاسرائيلية. الامر الذي يفقد دول الاتحاد الاوروبي القدرة على التحرر الفعلي من تأثيرات الادارات الاميركية المتعاقبة، التي لم تنفك تؤكد انها لن تسمح لا لدول اوروبا ولا لليابان ولا للصين او روسيا الاتحادية او اي قطب جديد بتجاوز ما ترسمه تلك الادارات في الشأن الداخلي او الخارجي وخاصة تجاه عملية الصراع العربي – الاسرائيلي وحل القضية الفلسطينية.
طالما بقيت دول الاتحاد الاوروبي مسلوبة الارادة ، وخاضعة لمشيئة الولايات المتحدة وجماعات الضغط الصهيونية والخشية من انتقاد دولة اسرائيل، وتمارس سياسة المهادنة والمداهنة لها، وتسعى لتعزيز العلاقات معها، فان اوروبا تتواطأ ضد ذاتها ودورها ومكانتها العالمية، ولا يمكن لها ان تتحرر من عقدة اميركا واسرائيل، وستبقى سياساتها لعنة على السلام في المنطقة. لانها لن تتمكن من دفع عملية السلام، رغم انها تدفع فاتورة اساسية ماليا واقتصاديا من اجل تحقيق السلام.
لكن يبدو ان الفاتورة التي تدفعها اوروبا والدول المانحة الاخرى لمنظمة التحرير الفلسطينية وسلطتها الوطنية، ليست سوى فتات ارباح شركاتها المتعدية الجنسيات، الهدف منها اغماض عيون الفلسطينيين عن حقوقهم الوطنية، وتضليلهم ببعض البيانات، التي لا تساوي قيمة الحبر الذي تطبع به. وهي (اوروبا) بذلك للاسف الشديد شريك مع اسرائيل واميركا في تدمير عملية السلام من حيث تريد او لا تريد، ولكن الاصح انها تريد، لانها لا تجهل ابعاد السياسات الخطيرة التي تنتهجها في دعم دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية.
وان كانت اوروبا معنية بعملية السلام في المنطقة، ومصرة على تحقيق خيار حل الدولتين للشعبين عليها ان توقف التناقض في مواقفها، وان تتخ المواقف التي تتناسب مع صناعة السلام ، والعمل على فرض العقوبات الاقتصادية والسياسية والديبلوماسية والامنية ، وان تستقل بسياساتها عن الولايات المتحدة بما يحفظ ماء وجهها. فهل تستيطيع ؟ الجواب لدى اوروبا دون غيرها.
a.a.alrhman@gmail.com
وقبل ان يلاحظ اي مراقب وطني او قومي التناقض في المواقف الاوروبية، لاحظتة الصحيفة ذاتها بالقول إن "موافقة وزراء خارجية دول الاتحاد خلال اجتماعهم في بروكسل على توسيع العلاقات مع اسرائيل جاءت بعد اسابيع من تحذير الاتحاد إسرائيل من ان سياساتها في الارض الفلسطينية المحتلة تهدد حل الدولتين وتجعله مستحيلا."؟!
السؤال الذي يطرح نفسه على دول الاتحاد الاوروبي مجتمعة ومنفردة، هو، اين يقف الاتحاد الاوروبي من مسألة الصراع العربي – الاسرائيلي؟ هل يريد حلا سياسيا يحقق السلام على اساس قرارات الشرعية الدولية ؟ وكيف يمكن لمثل السياسة التي ينتهجها الاتحاد الاوروبي تحقيق السلام؟ وهل يعقل ان يصدر تصريحا (الاتحاد) يحذر فيه من مخاطر السياسات الاسرائيلية على خيار حل الدولتين للشعبين على حدود الرابع من حزيران 1967ويقوم في الوقت ذاته بتعزيز العلاقات مع دولة الاحتلال والعدوان في (60) مجالا من مجالات الحياة، التي تمد الدولة الفاسقة، المارقة بجنون القوة والغطرسة والعنصرية، والتي لا تقل بشاعة عن سياسات الدعم اللامحدودة التي تنتهجها الولايات المتحدة في توطيد دعائم دولة الابرتهايد والارهاب المنظم على حساب المصالح الوطنية الفلسطينية والقومية العربية؟ اين هي الحكمة السياسية الاوروبية؟ ولماذا هذا التناقض في المواقف؟ لماذا لم يلجأ الاتحاد الاوروبي لفرض عقوبات سياسية واقتصادية وقضائية وتقنية وشرطية في (60) مجالا على دولة الاحتلال الاسرائيلية ؟ والى متى سيبقى مصير السلام والاستقرار في المنطقة رهن خشية قادة اوروبا من البعبع الصهيوني ؟ وهل مثل هكذا سياسات تخدم اوروبا والعالم ؟
دول الاتحاد الاوروبي بتناقضات سياساتها تكشف هشاشة مواقفها، وعدم جدية بياناتها. وتؤكد انها لم ترق الى مستوى المسؤولية لصيانة ودعم ورعاية اية عماية سلام لا في المنطقة العربية ولا في اي منطقة في العالم لانها اسيرة سياسات الولايات المتحدة والايباك اليهودي الصهيوني .
سبع وعشرون دولة اوروبية خليط من القوميات والثقافات واللغات، لكنها تمكنت من بناء اتحاد سياسي واقتصادي وثقافي حقق حتى الان نجاحات هامة، رغم كل الازمات الاقتصادية، التي المت وتلم بدول الاتحاد. واستطاعت من تبني سياسة موحدة تجاه قضاياها الداخلية وتجاه السياسات الدولية. لكنها ايضا مازالت تعاني من تناقضات داخلية في رسم السياسات المختلفة ، ناجمة عن اختلاف الرؤى والمصالح، وبفعل التدخل الفض من قبل الولايات المتحدة في الشؤون الاوروبية من خلال ادواتها القديمة في دول الاتحاد مثل بريطانيا وغيرها، وبفضل دول اوروبا الشرقية، الملتحقة في العقدين الاخيرين بدول المركز الاوروبي، والتي جميعها مستلبة الارادة تجاه اميركا وجماعات الضغط الصهيونية ودولة الابرتهايد الاسرائيلية. الامر الذي يفقد دول الاتحاد الاوروبي القدرة على التحرر الفعلي من تأثيرات الادارات الاميركية المتعاقبة، التي لم تنفك تؤكد انها لن تسمح لا لدول اوروبا ولا لليابان ولا للصين او روسيا الاتحادية او اي قطب جديد بتجاوز ما ترسمه تلك الادارات في الشأن الداخلي او الخارجي وخاصة تجاه عملية الصراع العربي – الاسرائيلي وحل القضية الفلسطينية.
طالما بقيت دول الاتحاد الاوروبي مسلوبة الارادة ، وخاضعة لمشيئة الولايات المتحدة وجماعات الضغط الصهيونية والخشية من انتقاد دولة اسرائيل، وتمارس سياسة المهادنة والمداهنة لها، وتسعى لتعزيز العلاقات معها، فان اوروبا تتواطأ ضد ذاتها ودورها ومكانتها العالمية، ولا يمكن لها ان تتحرر من عقدة اميركا واسرائيل، وستبقى سياساتها لعنة على السلام في المنطقة. لانها لن تتمكن من دفع عملية السلام، رغم انها تدفع فاتورة اساسية ماليا واقتصاديا من اجل تحقيق السلام.
لكن يبدو ان الفاتورة التي تدفعها اوروبا والدول المانحة الاخرى لمنظمة التحرير الفلسطينية وسلطتها الوطنية، ليست سوى فتات ارباح شركاتها المتعدية الجنسيات، الهدف منها اغماض عيون الفلسطينيين عن حقوقهم الوطنية، وتضليلهم ببعض البيانات، التي لا تساوي قيمة الحبر الذي تطبع به. وهي (اوروبا) بذلك للاسف الشديد شريك مع اسرائيل واميركا في تدمير عملية السلام من حيث تريد او لا تريد، ولكن الاصح انها تريد، لانها لا تجهل ابعاد السياسات الخطيرة التي تنتهجها في دعم دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية.
وان كانت اوروبا معنية بعملية السلام في المنطقة، ومصرة على تحقيق خيار حل الدولتين للشعبين عليها ان توقف التناقض في مواقفها، وان تتخ المواقف التي تتناسب مع صناعة السلام ، والعمل على فرض العقوبات الاقتصادية والسياسية والديبلوماسية والامنية ، وان تستقل بسياساتها عن الولايات المتحدة بما يحفظ ماء وجهها. فهل تستيطيع ؟ الجواب لدى اوروبا دون غيرها.
a.a.alrhman@gmail.com