مصادرة خرب الخليل تأصيل للاستعمار- عادل عبد الرحمن
إتخذ وزير الحرب، ايهود باراك قرارا بمصادرة اراضي ثمان خرب في جنوب الخليل تقدر مساحتها ب (50,000) خمسين الف دونم، ويسكنها الف وخمسماية مواطن مع (28,000) ثماني وعشرين الف رأس غنم ، لاغراض كاذبة عنوانها التديبات العسكرية لجيش الاحتلال الاسرائيلي.
الهدف الحقيقي مصادرة الارض الفلسطينية، وتعميق خيار الاستيطان الاستعماري، كما حصل في العديد من المعسكرات، التي اقامتها سلطات الاحتلال الاسرائيلية لقواتها الحربية على امتداد الارض الفلسطينية المحتلة عام 1967.
من يعود لسياسات حكومة اقصى اليمين الصهيوني يتأكد، انها تعمل وفق مخطط مدروس ومعد مسبقا لتوسيع وتعميق الاستيطان الاستعماري في الاراضي المحتلة عام 1967 وفي مقدمتها مدينة القدس الشرقية وباسليب واشكال مختلفة مرة باسم المصادرة المباشرة لاغراض استيطانية، ومرة باسم التوسع الطبيعي لما هو قائم من مستعمرات، واخرى للتدريب العسكري، ومرة لاقامة معسكرات لجيش الاحتلال، او اقامة منشأت خاصة بالادارة المدنية او لاسباب امنية تقوم بتطويق منطقة ومنع سكانها واصحابها الاصليين من التواجد بها او استخدامها، بالاضافة للجدار والطرق الالتفافية ومصادرة منازل المواطنين او ارغامهم بهدمها واقامة وحدات استيطانية عليها او على غيرها وسط الاحياء العربية في القدس ... الخ
المشهد الاستيطاني الاستعماري يتغول في الاراضي المحتلة عام 67. لم يعد هناك منطقة لا في الف او باء او جيم (A,B,C) خارج نطاق المخطط الاستعماري الاسرائيلي. الارض الفلسطينية "مستباحة" من وجهة نظر الاستعماريين الصهاينة، لا نظم ولا قوانين ولا شرائع وطنية او دولية او سياسية او قانونية او اخلاقية تحول دون المخطط الاستعماري الاسرائيلي، الضارب بعرض الحائط عملية وخيار السلام.
اسرائيل تعلن كل صباح باجراءاتها وانتهاكاتها وجرائمها ضد الشعب العربي الفلسطيني ومصالحه ، انها ضد خيار السلام. لانها اولا لا تجد مقاومة فلسطينية حقيقية تحول دون تنفيذ مخططها، وامسى الاحتلال منذ اتفاقات اوسلو، إحتلالا مربحا دون عناء او مضايقات سوى فعاليات اسبوعية ضيقة ومحدود في بلعين والنبي صالح وغيرها من القرى والبلدات الفلسطينية، ذات طابع روتيني امكنت الاحتلال وجيشه من التعامل معها دون عناء.
ومطلق احتلال وليس فقط الاحتلال الاسرائيلي في التاريخ، لايدفع ثمنا باهظا نتاج احتلاله لاراضي الغير، لا يمكن ان يدفع المحتلين بمجرد التفكير بالخروج من الاراضي المحتلة، لانها تمثل له ربحا صافيا. فما بال القيادة الفلسطينية ، وهي تعلم ان الاحتلال الاسرائيلي قام بتزوير رواية خاصة به لتأبيد احتلاله واستعماره للارض العربية الفلسطينية، بمعنى ان الحركة الصهيونية واداتها الدولة الاسرائيلية قامت على انقاض نكبة الشعب الفلسطيني واحتلال ارضه، والسعي لطرد آخر فلسطيني إن امكن دون ان ترف لقادة اسرائيل جفن. وهذا المخطط ليس مخططا صهيونيا صرف، بل كما نعلم ، ان المخطط بالاساس كان اوروبي غربي، ثم مع انتقال راية القيادة للولايات المتحدة الاميركية بعد الحرب العالميةة الثانية، اصبح مشروع اميركي – صهيوني بامتياز، ومازالت الادارات الاميركية ترعى دولة الابرتهايد ومخططاتها الاستعمارية وعلى حساب مصالح الشعب الفلسطيني، ومن ثم مصالح العرب القومية.
وخسائر الاحتلال الاسرائيلي ليس بالضرورة ان تكون عبر خيار الكفاح المسلح، انما يمكن من خلال تطوير وتعميق المقاومة الشعبية السلمية وتفعيل جبهة النضال السياسي والديبلوماسي وتغيير البرامج والسياسات والرؤى الاستراتيجية والتكتيكية، وتفعيل اوراق القوة العربية والاسلامية والاممية . وبالتالي الكفاح الشعبي قادر ان يعري الاحتلال الاسرائيلي سياسيا واخلاقيا واقتصاديا شرط ان تكون هناك مقاومة حقيقية لا شكلية ودون مضامين وتخطيط وامكانيات. الامر الذي يفرض على القيادة الفلسطينية التوقف امام تجربتها وسياساتها وتكتيكاتها واليات عملها القائمة، بهدف اعادة النظر فيها وتطويرها بما يخدم المصالح والاهداف الوطنية.
معركة الخرب الثمانية في جنوب الخليل ، جزء لا يتجزء من معركة الدفاع عن الارض والمصالح الوطنية وخيار السلام . ولن تتمكن اسرائيل من تحقيق هدفها الاستعماري اذا تم تطوير المقاومة الشعبية، وتشبث السكان في اراضيهم، واذا ما تجرأ بعض اقطاب الرباعية الدولية على اتخاذ موقف واضح وصريح ضد الجريمة الاسرائيلية، وفي السياق اذا تخلت حركة حماس الانقلابية عن خيار الانقلاب الاسود ، وعادت الى جادة الصواب والوحدة الوطنية .
المهم على القيادة السياسية شن هجوم سياسي وكفاحي شعبي على سياسات دولة الابرتهايد الاسرائيلية تجاه الخرب الثمانية وكل الانتهاكات والمصادرات والمشاريع التهويدية للاراضي الفلسطينية، حتى توقف الجريمة الجديدة.
A.a.alrhman@gmail.com
الهدف الحقيقي مصادرة الارض الفلسطينية، وتعميق خيار الاستيطان الاستعماري، كما حصل في العديد من المعسكرات، التي اقامتها سلطات الاحتلال الاسرائيلية لقواتها الحربية على امتداد الارض الفلسطينية المحتلة عام 1967.
من يعود لسياسات حكومة اقصى اليمين الصهيوني يتأكد، انها تعمل وفق مخطط مدروس ومعد مسبقا لتوسيع وتعميق الاستيطان الاستعماري في الاراضي المحتلة عام 1967 وفي مقدمتها مدينة القدس الشرقية وباسليب واشكال مختلفة مرة باسم المصادرة المباشرة لاغراض استيطانية، ومرة باسم التوسع الطبيعي لما هو قائم من مستعمرات، واخرى للتدريب العسكري، ومرة لاقامة معسكرات لجيش الاحتلال، او اقامة منشأت خاصة بالادارة المدنية او لاسباب امنية تقوم بتطويق منطقة ومنع سكانها واصحابها الاصليين من التواجد بها او استخدامها، بالاضافة للجدار والطرق الالتفافية ومصادرة منازل المواطنين او ارغامهم بهدمها واقامة وحدات استيطانية عليها او على غيرها وسط الاحياء العربية في القدس ... الخ
المشهد الاستيطاني الاستعماري يتغول في الاراضي المحتلة عام 67. لم يعد هناك منطقة لا في الف او باء او جيم (A,B,C) خارج نطاق المخطط الاستعماري الاسرائيلي. الارض الفلسطينية "مستباحة" من وجهة نظر الاستعماريين الصهاينة، لا نظم ولا قوانين ولا شرائع وطنية او دولية او سياسية او قانونية او اخلاقية تحول دون المخطط الاستعماري الاسرائيلي، الضارب بعرض الحائط عملية وخيار السلام.
اسرائيل تعلن كل صباح باجراءاتها وانتهاكاتها وجرائمها ضد الشعب العربي الفلسطيني ومصالحه ، انها ضد خيار السلام. لانها اولا لا تجد مقاومة فلسطينية حقيقية تحول دون تنفيذ مخططها، وامسى الاحتلال منذ اتفاقات اوسلو، إحتلالا مربحا دون عناء او مضايقات سوى فعاليات اسبوعية ضيقة ومحدود في بلعين والنبي صالح وغيرها من القرى والبلدات الفلسطينية، ذات طابع روتيني امكنت الاحتلال وجيشه من التعامل معها دون عناء.
ومطلق احتلال وليس فقط الاحتلال الاسرائيلي في التاريخ، لايدفع ثمنا باهظا نتاج احتلاله لاراضي الغير، لا يمكن ان يدفع المحتلين بمجرد التفكير بالخروج من الاراضي المحتلة، لانها تمثل له ربحا صافيا. فما بال القيادة الفلسطينية ، وهي تعلم ان الاحتلال الاسرائيلي قام بتزوير رواية خاصة به لتأبيد احتلاله واستعماره للارض العربية الفلسطينية، بمعنى ان الحركة الصهيونية واداتها الدولة الاسرائيلية قامت على انقاض نكبة الشعب الفلسطيني واحتلال ارضه، والسعي لطرد آخر فلسطيني إن امكن دون ان ترف لقادة اسرائيل جفن. وهذا المخطط ليس مخططا صهيونيا صرف، بل كما نعلم ، ان المخطط بالاساس كان اوروبي غربي، ثم مع انتقال راية القيادة للولايات المتحدة الاميركية بعد الحرب العالميةة الثانية، اصبح مشروع اميركي – صهيوني بامتياز، ومازالت الادارات الاميركية ترعى دولة الابرتهايد ومخططاتها الاستعمارية وعلى حساب مصالح الشعب الفلسطيني، ومن ثم مصالح العرب القومية.
وخسائر الاحتلال الاسرائيلي ليس بالضرورة ان تكون عبر خيار الكفاح المسلح، انما يمكن من خلال تطوير وتعميق المقاومة الشعبية السلمية وتفعيل جبهة النضال السياسي والديبلوماسي وتغيير البرامج والسياسات والرؤى الاستراتيجية والتكتيكية، وتفعيل اوراق القوة العربية والاسلامية والاممية . وبالتالي الكفاح الشعبي قادر ان يعري الاحتلال الاسرائيلي سياسيا واخلاقيا واقتصاديا شرط ان تكون هناك مقاومة حقيقية لا شكلية ودون مضامين وتخطيط وامكانيات. الامر الذي يفرض على القيادة الفلسطينية التوقف امام تجربتها وسياساتها وتكتيكاتها واليات عملها القائمة، بهدف اعادة النظر فيها وتطويرها بما يخدم المصالح والاهداف الوطنية.
معركة الخرب الثمانية في جنوب الخليل ، جزء لا يتجزء من معركة الدفاع عن الارض والمصالح الوطنية وخيار السلام . ولن تتمكن اسرائيل من تحقيق هدفها الاستعماري اذا تم تطوير المقاومة الشعبية، وتشبث السكان في اراضيهم، واذا ما تجرأ بعض اقطاب الرباعية الدولية على اتخاذ موقف واضح وصريح ضد الجريمة الاسرائيلية، وفي السياق اذا تخلت حركة حماس الانقلابية عن خيار الانقلاب الاسود ، وعادت الى جادة الصواب والوحدة الوطنية .
المهم على القيادة السياسية شن هجوم سياسي وكفاحي شعبي على سياسات دولة الابرتهايد الاسرائيلية تجاه الخرب الثمانية وكل الانتهاكات والمصادرات والمشاريع التهويدية للاراضي الفلسطينية، حتى توقف الجريمة الجديدة.
A.a.alrhman@gmail.com