مقالة الفوضى - محمود ابو الهيجاء
لا أنصح احدا بالنزول هذه الايام، بعد التاسعة مساء الى وسط مدينة رام الله، اعني دوار «المنارة» ومحيطه، ثمة اشتباك وتداخل لا مثيل له بين المشاة والسيارات، اشتباك يخلف ازدحاما، يكلف السيارة نصف ساعة تقريبا لكي تقطع شارعا لا يتعدى طوله المائة متر، اعني الشارع الذي يوصل دوار «الساعة» بدوار «المنارة»، المشاة بطبيعة الحال اسرع بما لا يقاس لطالما انهم يستخدمون الشارع اكثر من الرصيف الذي يعج بالعربات الصغيرة والتي تكاد تبيع كل شيء !!
والمشهد باختصار شديد، هو مشهد الفوضى باوضح معانيها، ولا وجود لرجال البلدية في هذا المشهد، اما رجال شرطة المرور، فلا حول لهم ولاقوة، يتفرجون كبقية الخلق على هذا المشهد، بين من يدخن سيجارة واخر يتحدث بهاتفه النقال..!!!
قد يرى البعض في هذا المشهد الذي يغيظ، شيئا من تفتح المدينة وحيويتها وشيئا من تساهل رجال البلدية ورجال الشرطة مع ابناء مدينتهم، لطالما ان الوقت هو وقت رمضان، شهر التسامح والكرم، غير ان الامر ليس كذلك البتة، بل هو امر قلة الحيلة وغياب المؤسسة وغياب ثقافة القانون واحترامه معا، واقولها بأسف وألم، لا عند المشاة، بقدر ما هو عند المعنيين بتطبيقه اولا.
صحيح ان المدينة صغيرة وشوارعها على مقاسها واصغر قليلا، لكن حسن التنظيم بوسعه ان يتدبر الامر، واتضاح المؤسسة وقوتها يمكن ان تجعل من المشهد حكاية اخرى، عن تفتح المدينة وقوة الحياة فيها، كأن تمنع حركة السيارات في هذا المربع هذه الايام، أو ان تمنح مساحة محددة لاصحاب العربات الصغيرة ولتكن في الشارع المجاور لسوق الخضار» الحسبة « مثلا، وعلى رجال الشرطة من الرتب العالية ان تراقب اداء افرادها، وعلى رجال البلدية ان يكونوا حاضرين في المكان، لايقاف المخالف عند حده اذا ما تجاوز المساحة المحددة.
اعرف ان المهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة، ورام الله تستحق المهمة الصعبة، وخاصة ان الاضواء مسلطة عليها بوصفها مركز السلطة الوطنية وعاصمتها الادارية، والاهم من وجهة نظري انها التجربة لمدينة دولة، واحد اهم المداخل لنشر وعي الدولة وتعميمه بالمعنى العملي.
بالطبع تقاسمها في ذلك مدننا الاخرى بدرجات متفاوتة، لكن ليس بمثل الدرجة التي عليها رام الله، اقول كل ذلك واشدد عليه، لأني اعتقد ان الفوضى لا تبني مدنا ولا تخلق وعيا بشأن العقد الاجتماعي ولا حتى بشأن الحرية وسبل انتزاعها، والله وفلسطين الدولة من وراء القصد.
والمشهد باختصار شديد، هو مشهد الفوضى باوضح معانيها، ولا وجود لرجال البلدية في هذا المشهد، اما رجال شرطة المرور، فلا حول لهم ولاقوة، يتفرجون كبقية الخلق على هذا المشهد، بين من يدخن سيجارة واخر يتحدث بهاتفه النقال..!!!
قد يرى البعض في هذا المشهد الذي يغيظ، شيئا من تفتح المدينة وحيويتها وشيئا من تساهل رجال البلدية ورجال الشرطة مع ابناء مدينتهم، لطالما ان الوقت هو وقت رمضان، شهر التسامح والكرم، غير ان الامر ليس كذلك البتة، بل هو امر قلة الحيلة وغياب المؤسسة وغياب ثقافة القانون واحترامه معا، واقولها بأسف وألم، لا عند المشاة، بقدر ما هو عند المعنيين بتطبيقه اولا.
صحيح ان المدينة صغيرة وشوارعها على مقاسها واصغر قليلا، لكن حسن التنظيم بوسعه ان يتدبر الامر، واتضاح المؤسسة وقوتها يمكن ان تجعل من المشهد حكاية اخرى، عن تفتح المدينة وقوة الحياة فيها، كأن تمنع حركة السيارات في هذا المربع هذه الايام، أو ان تمنح مساحة محددة لاصحاب العربات الصغيرة ولتكن في الشارع المجاور لسوق الخضار» الحسبة « مثلا، وعلى رجال الشرطة من الرتب العالية ان تراقب اداء افرادها، وعلى رجال البلدية ان يكونوا حاضرين في المكان، لايقاف المخالف عند حده اذا ما تجاوز المساحة المحددة.
اعرف ان المهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة، ورام الله تستحق المهمة الصعبة، وخاصة ان الاضواء مسلطة عليها بوصفها مركز السلطة الوطنية وعاصمتها الادارية، والاهم من وجهة نظري انها التجربة لمدينة دولة، واحد اهم المداخل لنشر وعي الدولة وتعميمه بالمعنى العملي.
بالطبع تقاسمها في ذلك مدننا الاخرى بدرجات متفاوتة، لكن ليس بمثل الدرجة التي عليها رام الله، اقول كل ذلك واشدد عليه، لأني اعتقد ان الفوضى لا تبني مدنا ولا تخلق وعيا بشأن العقد الاجتماعي ولا حتى بشأن الحرية وسبل انتزاعها، والله وفلسطين الدولة من وراء القصد.