صبري وإحياء ذكرى والديه- عادل عبد الرحمن
بادر الدكتور صبري صيدم من موقع الوفاء لوالديه الى إقامة أكثر من نشاط لاحياء ذكراهما، ممدوح صيدم، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ، الذي انقضى على رحيله الى الرفيق الاعلى واحد واربعين عاماً، وجميلة صيدم، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، وعضوة الامانة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، التي مضى على استشهادها عام واحد .
الملفت في مبادرة صبري الابن البكر، الذي لم يتمكن من العيش في احضان والده، كونه استشهد وهو طفل صغير. وأَصرت المناضلة جميلة صيدم ، وهي في ريعان الشباب والصبا، على احتضان طفليها صبري ونسرين، وحمايتهما من آلام ومشقات وانواء الحياة. رفضت الزواج، وتابعت مشوارها الاجتماعي والكفاحي في تربية ابنئها. واعتبرتهما رأس المال الاهم في حياتها، والوفاء الاعظم لزوجها القائد ممدوح صيدم، ولمسيرته. وكأنها شاءت ان تساوي نفسها بالقديسات ونساء الانبياء.
ما يهم المرء في الفعاليات والانشطة، التي اقامها صبري مع شقيقتة واصدقائه الكثر، هي الاصرار على إحياء ذكرى والديه، وانتشالها من خزائن النسيان، التي طوت في سراديبها ذكرى قيادات وطنية عظيمة، استشهدت في محطات الكفاح التحرري الماضية. وان مر قائد او كادر على ذكرى قائد او اكثر، فلا يعدو اكثر من ذكر عرضي.
ولعل الربط بين ذكرى رحيل ممدوح وجميلة صيدم، وذكرى رحيل القائد الرمز ابو عمار، وعضو اللجنة المركزية ابو علي إياد، جاء هادفا للتذكير بشهداء آخرين، هم احوج ما يكون من قادة وكوادر ومحازبي وانصارحركة فتح، ومن فصائل العمل الوطني إلى إحياء ذكراهم. وتقديم بعض قرابين الوفاء لهم، واستحضار تجاربهم ومقولاتهم والدروس والعبر، التي تركوها، لتكون نبراسا للاجيال الوطنية الجديدة.
القادة والكوادر في فصائل العمل الوطني، الذين تاهوا في تفاصيل الحياة اليومية، واهتماماتهم الصغيرة، وحساباتهم الشخصانية والضيقة، بحاجة ماسة لمراجعة سياساتهم واليات عملهم تجاه رفاق الدرب، الذين قضوا على طريق الثورة، التي لم تنتهِ حتى الآن. ومازال مشوار الكفاح التحرري متواصلا ومستمرا. ومن اعتقد، او يعتقد منهم، ان مرحلة التحرر الوطني انتهت، فانه يكون جاهل بامتياز في علم السياسة والثورة. ولا يعي ابعد من ارنبة انفه. لان السلطة القائمة ليست إلآ نواة متواضعة للكيانية الفلسطينية، ومع ذلك تقوم اسرائيل بشكل متواصل على استباحة اية ملامح وطنية لها (للسلطة) وتحولها الى شكل مسخ من الادارة المدنية، او ادارة فرعية تابعة لسلطات الاحتلال الاسرائيلية. وبالتالي كل القادة الاحياء، الذين ندعو الله ان يطيل في اعمارهم، ويحفظهم لعائلاتهم الصغيرة وللوطن ، جميعهم معرضون للاغتيال إسوة بالرئيس الراحل ابو عمار وابو على مصطفى، نائب الامين العام للجبهة الشعبية، والشيخ احمد ياسين ، قائد حركة حماس، ومؤسسها، وفتحي الشقاقي ، امين عام حركة الجهاد الاسلامي ، وابو العباس، امين عام جبهة التحرير الفلسطينية ، وطبعا الشهداء الابطال من قادة الفصائل ابو جهاد وابو اياد وابو الهول وماجد ابو شرار، وغسان كنفاني، ووديع حداد ... الخ من قائمة الشهداء القادة والكوادر والاعضاء، الذين استشهدوا في معارك الدفاع عن اهداف ومصالح الشعب العليا..
حتى الشهداء، الذين قضوا بسبب المرض او في سجون الاحتلال الاسرائيلي ، جميعهم بحاجة ماسة لوقفات وفاء من رفاقهم واخوانهم وقادة الحركة الوطنية والمنظمات الشبابية والنسائية. ولا يجوز ان ينتظر ممدوح صيدم واحد واربعين عاما، حتى يأتي ابنه، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، ليحي ذكراه، وذكرى والدته! وهل مطلوب من كل شهيد وقائد ان يكون له اولاد او احفاد ليحيوا ذكراه؟ اين هي مسؤولية القيادات تجاه ابطال المسيرة الوطنية، الذين لولا عطائهم لما استمرت راية الثورة حتى اللحظة المعاشة؟ واليس بالامكان احياء ذكرى استشهاد هذا الفصيل او ذاك في مناسبة معينة ، دون ان يغفل التوقف امام مناسباتهم باصدار بوستر او انتاج تقرير اعلامي عنهم للتأكيد لعائلاتهم، انهم مازالوا احياء في الذاكرة الوطنية. ولم ينساهم احد من اخوانهم او رفاقهم.
وبالمناسبة كتبت ما كتبت لاستخلاص الدرس والعبرة، التي سعى صبري صيدم تكريسها، ولرغبته القوية ، ان ادون تلك الدروس ليستفيد منها القادة والكوادر والاعضاء والشباب والنساء ومنظمات المجتمع المدنية .. ورحم الله شهداء فلسطين جميعا ودون استثناء ، الذين لا يمكن ان نفيهم حقهم مهما اقمنا من الانشطة والفعاليات، لان عطاءهم اعظم وابلغ من كل الكتابت والفعاليات، وهم الابقى والخالدون بيننا a.a.alrhman@gmail.com
الملفت في مبادرة صبري الابن البكر، الذي لم يتمكن من العيش في احضان والده، كونه استشهد وهو طفل صغير. وأَصرت المناضلة جميلة صيدم ، وهي في ريعان الشباب والصبا، على احتضان طفليها صبري ونسرين، وحمايتهما من آلام ومشقات وانواء الحياة. رفضت الزواج، وتابعت مشوارها الاجتماعي والكفاحي في تربية ابنئها. واعتبرتهما رأس المال الاهم في حياتها، والوفاء الاعظم لزوجها القائد ممدوح صيدم، ولمسيرته. وكأنها شاءت ان تساوي نفسها بالقديسات ونساء الانبياء.
ما يهم المرء في الفعاليات والانشطة، التي اقامها صبري مع شقيقتة واصدقائه الكثر، هي الاصرار على إحياء ذكرى والديه، وانتشالها من خزائن النسيان، التي طوت في سراديبها ذكرى قيادات وطنية عظيمة، استشهدت في محطات الكفاح التحرري الماضية. وان مر قائد او كادر على ذكرى قائد او اكثر، فلا يعدو اكثر من ذكر عرضي.
ولعل الربط بين ذكرى رحيل ممدوح وجميلة صيدم، وذكرى رحيل القائد الرمز ابو عمار، وعضو اللجنة المركزية ابو علي إياد، جاء هادفا للتذكير بشهداء آخرين، هم احوج ما يكون من قادة وكوادر ومحازبي وانصارحركة فتح، ومن فصائل العمل الوطني إلى إحياء ذكراهم. وتقديم بعض قرابين الوفاء لهم، واستحضار تجاربهم ومقولاتهم والدروس والعبر، التي تركوها، لتكون نبراسا للاجيال الوطنية الجديدة.
القادة والكوادر في فصائل العمل الوطني، الذين تاهوا في تفاصيل الحياة اليومية، واهتماماتهم الصغيرة، وحساباتهم الشخصانية والضيقة، بحاجة ماسة لمراجعة سياساتهم واليات عملهم تجاه رفاق الدرب، الذين قضوا على طريق الثورة، التي لم تنتهِ حتى الآن. ومازال مشوار الكفاح التحرري متواصلا ومستمرا. ومن اعتقد، او يعتقد منهم، ان مرحلة التحرر الوطني انتهت، فانه يكون جاهل بامتياز في علم السياسة والثورة. ولا يعي ابعد من ارنبة انفه. لان السلطة القائمة ليست إلآ نواة متواضعة للكيانية الفلسطينية، ومع ذلك تقوم اسرائيل بشكل متواصل على استباحة اية ملامح وطنية لها (للسلطة) وتحولها الى شكل مسخ من الادارة المدنية، او ادارة فرعية تابعة لسلطات الاحتلال الاسرائيلية. وبالتالي كل القادة الاحياء، الذين ندعو الله ان يطيل في اعمارهم، ويحفظهم لعائلاتهم الصغيرة وللوطن ، جميعهم معرضون للاغتيال إسوة بالرئيس الراحل ابو عمار وابو على مصطفى، نائب الامين العام للجبهة الشعبية، والشيخ احمد ياسين ، قائد حركة حماس، ومؤسسها، وفتحي الشقاقي ، امين عام حركة الجهاد الاسلامي ، وابو العباس، امين عام جبهة التحرير الفلسطينية ، وطبعا الشهداء الابطال من قادة الفصائل ابو جهاد وابو اياد وابو الهول وماجد ابو شرار، وغسان كنفاني، ووديع حداد ... الخ من قائمة الشهداء القادة والكوادر والاعضاء، الذين استشهدوا في معارك الدفاع عن اهداف ومصالح الشعب العليا..
حتى الشهداء، الذين قضوا بسبب المرض او في سجون الاحتلال الاسرائيلي ، جميعهم بحاجة ماسة لوقفات وفاء من رفاقهم واخوانهم وقادة الحركة الوطنية والمنظمات الشبابية والنسائية. ولا يجوز ان ينتظر ممدوح صيدم واحد واربعين عاما، حتى يأتي ابنه، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، ليحي ذكراه، وذكرى والدته! وهل مطلوب من كل شهيد وقائد ان يكون له اولاد او احفاد ليحيوا ذكراه؟ اين هي مسؤولية القيادات تجاه ابطال المسيرة الوطنية، الذين لولا عطائهم لما استمرت راية الثورة حتى اللحظة المعاشة؟ واليس بالامكان احياء ذكرى استشهاد هذا الفصيل او ذاك في مناسبة معينة ، دون ان يغفل التوقف امام مناسباتهم باصدار بوستر او انتاج تقرير اعلامي عنهم للتأكيد لعائلاتهم، انهم مازالوا احياء في الذاكرة الوطنية. ولم ينساهم احد من اخوانهم او رفاقهم.
وبالمناسبة كتبت ما كتبت لاستخلاص الدرس والعبرة، التي سعى صبري صيدم تكريسها، ولرغبته القوية ، ان ادون تلك الدروس ليستفيد منها القادة والكوادر والاعضاء والشباب والنساء ومنظمات المجتمع المدنية .. ورحم الله شهداء فلسطين جميعا ودون استثناء ، الذين لا يمكن ان نفيهم حقهم مهما اقمنا من الانشطة والفعاليات، لان عطاءهم اعظم وابلغ من كل الكتابت والفعاليات، وهم الابقى والخالدون بيننا a.a.alrhman@gmail.com