الثابتون والهاربون حسب تصنيفات الزهار
ناصر البلوي
يستمر محمود الزهار القيادي في حركة حماس في بث تصريحاته غير المسؤولة، التي تصدر فقط عن السكارى والمحششين، فبعد تصريحاته التي نشرتها وكالة فلسطين اليوم الإخبارية والتي ادعى فيها أنه يتوقع مشاركة عناصر أمنية من حركة فتح ممن هربوا إلى جمهورية مصر العربية بعد أحداث 2007، ضالعين في تفجيرات سيناء، التي راح ضحيتها 16 جنديا مصرياً. يطل علينا عبر فضائية العربية في برنامج مقابلة خاصة، الذي أذيع مساء 11/8، ليتّهم هذه المرة اللاجئين الفلسطينيين الذين أُخرجوا من ديارهم عام 1948 وبعده بالهاربين من وطنهم، وأنهم أداروا معارك عشوائية في الأردن وسوريا ولبنان، حتى تم طردهم من هذه الأماكن، وأضاف أن أبناء غزة والضفة والقدس ثبتوا على الأرض بغض النظر عن الإدارة أو السلطة التي كانت تحكمهم.
لا يحتاج المرء إلى الفطنة والذكاء ليدرك أن الزهار يقصد "بالهاربين" قوى الثورة الفلسطينية، التي تأسست بعد النكبة وضياع فلسطين، وجندت الفلسطينيين في مناطق الشتات لخوض المعارك مع المحتل الصهيوني لتحرير فلسطين. ويقصد " بالثابتين" أعضاء حركته ومناصروها، وهو بتصريحاته تلك يريد أن يقول لنا أن هذه القوى وكل ما يسمى بالثورة الفلسطينية هي مشروع فاشل، فهم أولاً هاربون من وطنهم ولم يثبتوا فيه، وثانياً ثورتهم كانت عشوائية، ومعاركهم كذلك، وفي النهاية كان مصيرهم الطرد من الأماكن التي تواجدوا فيها، بينما حماس وقادتها هم الأبطال الثابتون، وهم من يديرون المعارك المنظمة والقوية مع الاحتلال، وهم من أجبر المحتل على الخروج صاغرا من غزة، وهم الثورة الحقيقية وليسوا أولئك الهاربين "أبطال" المعارك العشوائية.
ليس غريبا أن تصدر مثل تلك التصريحات عن الزهار وغيره من قيادات حركة حماس، لأنها تعبر عن تفكيرهم ونظرتهم للآخرين، فهم من يصفون شهداء الفصائل الأخرى بالقتلى و " الفطايس"، وهم من يخونون منظمة التحرير وقادتها، ويشتمون زعيمها ياسر عرفات، وهم من داس على صورته بالأحذية في غزة أثناء انقلابهم الدموي، وهم من سرقوا محتويات منزله ومنزل الشهيد أبو جهاد، وهم من يعتبرون أنفسهم المقاومين والثوار، الذين ستتحرر فلسطين على أيديهم " الطاهرة"، وغيرهم مجرد ضالين فاسدين وهاربين عشوائيين في معاركهم. الشتم والتحقير هو أسلوب هذه القيادات، بل هو ماركة حمساوية مسجلة باسم الزهار وزملائه.
نسى السيد زهار أن يشرح لنا كيف تصدت حماس و"الثابتون" للعدوان الإسرائيلي على غزة مطلع العام 2009، وفي أي معركة "ثبت" هو نفسه، وفي أي غرفة اختبئ " الثابت" رئيس وزراءه إسماعيل هنية، من غرف النفائس في قسم الولادة في مشفي الشفاء بغزة وقت الحرب. كمال نسي أن اللاجئين الفلسطينيين " الهاربين" يعيشون أسوأ الظروف في مخيمات الشتات، بينما ينعم " الثابتون" أمثاله بكل وسائل الترفيه والراحة، الثابت هنية يرسل ابنه عبد السلام إسماعيل هنية ليقيم في فنادق قطر، ويرسل أخته سهيلة عبد السلام هنية برفقة زوجها ليُعالج في مستشفى بلنسون في بيتح تكفا، بينما يفتك المرض والجوع باللاجئين الفلسطينيين "الهاربين" في مخيمات الشتات.
تحت عنوان المقاومة وبإسمها دمرتم غزة وأغرقتموها في المخدرات والجريمة، وأشعتم القتل والخطف والسرقة والرشوة، وشرّعتم قتل الناس في المساجد والمستشفيات، واستبحتم الحرمات، وتحولتم إلى خندق المقاولة والتجارة والسمسرة، وكدستم الأموال وانتفخت جيوبكم وكروشكم على حساب المطحونين من أهل القطاع، الذين تركتموهم بلا خدمات ولا كهرباء، بينما تنعمون أنتم " يا ثابتين" بكل ملذات الحياة.
"الثابت" الزهار بتصريحاته تلك، التي أطلقها وهو جالس على أريكة مريحة، وفي صالة مكيفة، وبطنه ممتلئة بعد وجبة إفطار شهية، ضمت أشهى السلطات والمأكولات البحرية والبرية، يتساوق مع الدعاية الصهيونية التي لطالما عكف الصهاينة وأعوانهم على ترديدها، بأن الفلسطينيين خرجوا بمحض إرادتهم من فلسطين، وهم من قرر الخروج، ولم نطلب منهم أو نجبرهم على ذلك.
هل يعرف "الثابت" زهار تاريخ قضيته، والظروف التي دفعت اللاجئين الفلسطينيين " الهاربين" لترك بيوتهم وقراهم ومدنهم؟ هل خرجوا بمحض إرادتهم أم أنهم اجبروا بالقوة وبفعل المجازر على ترك تلك البيوت؟ هل يدرك الزهار أنه بتصريحاته تلك يسيء إلى مشاعر الشريحة الكبرى من الشعب الفلسطيني وهم اللاجئين، ألا ينطوي هذا التصريح على إثارة النعرات بين أبناء الشعب الواحد، خاصة وأنها تخرج من فم مسؤول كان في فترة ما وزير خارجية؟
يا سيد أبو خالد، اتقي الله فيما تقول، وابحث في كيفية لم الشمل الفلسطيني بدلا من تغذية الخلافات وتأجيج المشاعر، وإلقاء الكلام على عواهنه، كالسكارى والمخدٍّرين، وإن أردت أن تتكلم أو تصرح بشي فلتقل خيرا أو فلتصمت.
يستمر محمود الزهار القيادي في حركة حماس في بث تصريحاته غير المسؤولة، التي تصدر فقط عن السكارى والمحششين، فبعد تصريحاته التي نشرتها وكالة فلسطين اليوم الإخبارية والتي ادعى فيها أنه يتوقع مشاركة عناصر أمنية من حركة فتح ممن هربوا إلى جمهورية مصر العربية بعد أحداث 2007، ضالعين في تفجيرات سيناء، التي راح ضحيتها 16 جنديا مصرياً. يطل علينا عبر فضائية العربية في برنامج مقابلة خاصة، الذي أذيع مساء 11/8، ليتّهم هذه المرة اللاجئين الفلسطينيين الذين أُخرجوا من ديارهم عام 1948 وبعده بالهاربين من وطنهم، وأنهم أداروا معارك عشوائية في الأردن وسوريا ولبنان، حتى تم طردهم من هذه الأماكن، وأضاف أن أبناء غزة والضفة والقدس ثبتوا على الأرض بغض النظر عن الإدارة أو السلطة التي كانت تحكمهم.
لا يحتاج المرء إلى الفطنة والذكاء ليدرك أن الزهار يقصد "بالهاربين" قوى الثورة الفلسطينية، التي تأسست بعد النكبة وضياع فلسطين، وجندت الفلسطينيين في مناطق الشتات لخوض المعارك مع المحتل الصهيوني لتحرير فلسطين. ويقصد " بالثابتين" أعضاء حركته ومناصروها، وهو بتصريحاته تلك يريد أن يقول لنا أن هذه القوى وكل ما يسمى بالثورة الفلسطينية هي مشروع فاشل، فهم أولاً هاربون من وطنهم ولم يثبتوا فيه، وثانياً ثورتهم كانت عشوائية، ومعاركهم كذلك، وفي النهاية كان مصيرهم الطرد من الأماكن التي تواجدوا فيها، بينما حماس وقادتها هم الأبطال الثابتون، وهم من يديرون المعارك المنظمة والقوية مع الاحتلال، وهم من أجبر المحتل على الخروج صاغرا من غزة، وهم الثورة الحقيقية وليسوا أولئك الهاربين "أبطال" المعارك العشوائية.
ليس غريبا أن تصدر مثل تلك التصريحات عن الزهار وغيره من قيادات حركة حماس، لأنها تعبر عن تفكيرهم ونظرتهم للآخرين، فهم من يصفون شهداء الفصائل الأخرى بالقتلى و " الفطايس"، وهم من يخونون منظمة التحرير وقادتها، ويشتمون زعيمها ياسر عرفات، وهم من داس على صورته بالأحذية في غزة أثناء انقلابهم الدموي، وهم من سرقوا محتويات منزله ومنزل الشهيد أبو جهاد، وهم من يعتبرون أنفسهم المقاومين والثوار، الذين ستتحرر فلسطين على أيديهم " الطاهرة"، وغيرهم مجرد ضالين فاسدين وهاربين عشوائيين في معاركهم. الشتم والتحقير هو أسلوب هذه القيادات، بل هو ماركة حمساوية مسجلة باسم الزهار وزملائه.
نسى السيد زهار أن يشرح لنا كيف تصدت حماس و"الثابتون" للعدوان الإسرائيلي على غزة مطلع العام 2009، وفي أي معركة "ثبت" هو نفسه، وفي أي غرفة اختبئ " الثابت" رئيس وزراءه إسماعيل هنية، من غرف النفائس في قسم الولادة في مشفي الشفاء بغزة وقت الحرب. كمال نسي أن اللاجئين الفلسطينيين " الهاربين" يعيشون أسوأ الظروف في مخيمات الشتات، بينما ينعم " الثابتون" أمثاله بكل وسائل الترفيه والراحة، الثابت هنية يرسل ابنه عبد السلام إسماعيل هنية ليقيم في فنادق قطر، ويرسل أخته سهيلة عبد السلام هنية برفقة زوجها ليُعالج في مستشفى بلنسون في بيتح تكفا، بينما يفتك المرض والجوع باللاجئين الفلسطينيين "الهاربين" في مخيمات الشتات.
تحت عنوان المقاومة وبإسمها دمرتم غزة وأغرقتموها في المخدرات والجريمة، وأشعتم القتل والخطف والسرقة والرشوة، وشرّعتم قتل الناس في المساجد والمستشفيات، واستبحتم الحرمات، وتحولتم إلى خندق المقاولة والتجارة والسمسرة، وكدستم الأموال وانتفخت جيوبكم وكروشكم على حساب المطحونين من أهل القطاع، الذين تركتموهم بلا خدمات ولا كهرباء، بينما تنعمون أنتم " يا ثابتين" بكل ملذات الحياة.
"الثابت" الزهار بتصريحاته تلك، التي أطلقها وهو جالس على أريكة مريحة، وفي صالة مكيفة، وبطنه ممتلئة بعد وجبة إفطار شهية، ضمت أشهى السلطات والمأكولات البحرية والبرية، يتساوق مع الدعاية الصهيونية التي لطالما عكف الصهاينة وأعوانهم على ترديدها، بأن الفلسطينيين خرجوا بمحض إرادتهم من فلسطين، وهم من قرر الخروج، ولم نطلب منهم أو نجبرهم على ذلك.
هل يعرف "الثابت" زهار تاريخ قضيته، والظروف التي دفعت اللاجئين الفلسطينيين " الهاربين" لترك بيوتهم وقراهم ومدنهم؟ هل خرجوا بمحض إرادتهم أم أنهم اجبروا بالقوة وبفعل المجازر على ترك تلك البيوت؟ هل يدرك الزهار أنه بتصريحاته تلك يسيء إلى مشاعر الشريحة الكبرى من الشعب الفلسطيني وهم اللاجئين، ألا ينطوي هذا التصريح على إثارة النعرات بين أبناء الشعب الواحد، خاصة وأنها تخرج من فم مسؤول كان في فترة ما وزير خارجية؟
يا سيد أبو خالد، اتقي الله فيما تقول، وابحث في كيفية لم الشمل الفلسطيني بدلا من تغذية الخلافات وتأجيج المشاعر، وإلقاء الكلام على عواهنه، كالسكارى والمخدٍّرين، وإن أردت أن تتكلم أو تصرح بشي فلتقل خيرا أو فلتصمت.