حلول عربية لمشكلتي الماء والكهرباء- فؤاد ابو حجلة
ليس سرا أن المنطقة العربية تعاني من شح المياه ونقص الطاقة، فالنيل والفرات ودجلة وما تبقى من نهر الأردن وعشرات الأنهار المتعرجة في أراضي لبنان وسوريا لا تكفي للشرب ناهيك عن الزراعة والاحتياجات الصناعية للماء، كما أن هذا البحر من النفط وهذا المخزون من الغاز في احشاء الصحارى العربية لا يكفي لانارة صالونات البيوت، ناهيك عن الشوارع والمصانع والمدارس والمستشفيات.
ليس خافيا أيضا أن تحلية مياه البحرين الأحمر والمتوسط والخليج العربي تحتاج الى امكانيات مالية خيالية يحتاج الى اضعاف اضعافها البحر الميت لكي يعود الى الحياة، كما ان توليد الطاقة بالمفاعلات النووية هو حلم غير قابل للتحقيق بسبب الاعتراض الاميركي والمعارضة الاسرائيلية. ما العمل إذن وكيف نتجاوز المشكلة؟
أعتقد أن الحل بين أيدينا، وأجزم أن مواردنا المائية والنفطية كافية لاحتياجاتنا الواقعية من الماء والطاقة، ولا مشكلة لدينا الا المبالغة والاسراف في استهلاك الماء والكهرباء، فنحن متطرفون في الاستهلاك، ولا نعرف كيف نرشد صرفنا ليناسب مواردنا.
بالنسبة للماء، أقترح أولا أن تصدر الحكومات قرارات عملية جريئة تلزم المواطنين بترشيد الاستهلاك، وأرى أن من المنطقي ايقاع عقوبة الحبس على أي مواطن عربي يستحم أكثر من مرة في الشهر، مع استثناء المسؤولين والسماح باستحمامهم مرة في الأسبوع بسبب تراكم وساخة ضمائرهم عبر السنين.
وبما أن الافراط في شرب المياه يؤذي البدن ويسبب السمنة وظهور الكرش فلا بأس من صدور قانون يحدد كمية الماء المسموح للمواطن بشربه بكوبين فقط في اليوم.
ونظرا لصرف كميات كبيرة من المياه على حلاقة الذقون فمن المنطقي صدور قانون يمنع الحلاقة ويعاقب حليقي الذقون بالحبس. وربما كان منطقيا أيضا الاقتداء بالسلفيين وغيرهم من أصحاب اللحى وذلك من قبيل الطمع في الثواب.
أما الكهرباء فلا بد من صدور قوانين تنظم استهلاكها وتمنع المبالغة في هذا الاستهلاك لنتجنب الوصول الى مرحلة التعتيم الكامل، ما يعني الغاء وزارات الاعلام التي تنظم هذا التعتيم وتشرف عليه. ويكون مناسبا مثلا الزام الاسر بالعيش في غرفة واحدة من المنزل بدلا من هذا التوسع العشوائي الذي يمنح كل فرد في العائلة غرفة مستقلة. ويقول علماء الاجتماع إن الحشر في غرفة واحدة يعزز الوئام الاسري.
يمكن أيضا الاستغناء عن الثلاجات واستبدالها بالشربات الفخارية التي تحافظ على ارتباط الانسان العربي بتراثه المجيد، كما أن فتح النوافذ للهواء يغني عن تشغيل المكيفات التي تستهلك الكهرباء.
تستطيع الحكومات أيضا أن تسيطر على استهلاك المواطنين للكهرباء من خلال قوانين صارمة وملزمة تعاقب بالحبس من يتحداها.. وفي الحبس سيكون بإمكان المواطن الحصول على حصته من الكهرباء التي تسري في الجسد مباشرة وتحول الانسان الى لمبة.
اعرف أنني ابالغ في السخرية من المشهد العربي الفقير بغناه لكنني اتوقع ان ما نضحك عليه الآن سيكون امرا واقعا وحقيقة حياتية في المنطقة العربية التي داهمها الربيع الأصفر.