الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

الكائن الفضائي اللعين- محمود ابو الهيجاء

بعدما اصبح التلفاز"كائنا" فضائيا، يأتي من اي مكان ليدخل في كل مكان، وبعدما اصبح كثير الثرثرة بديمقراطية السلعة ورعايتها، وبعد ان تخصخص لربح تجاري بحت، لم يعد هذا التلفاز عائليا ولا بأي شكل من الاشكال، اي انه لم يعد يصلح لسهرات العائلة، خاصة عديدة الصبيان والبنات، فقد بات محرجا لها، فمشاهد الليل الرغبوية ان صح التعبير، وغرف النوم الحارة بالمداعبات الجسدية واحاديثها الحسية المباشرة، صارت مباحة في الكثير من افلام اليوم، وثمة برامج لا تقل حسية في مواضيعها ومعروضاتها، عن هذه الافلام، بالطبع نحن لا نتحدث هنا عن القنوات المشفرة، والحمد لله ان هناك تشفيرا حتى الآن لهذه القنوات، بل نحن نتحدث عن الفضائيات المباحة، فضائيات الافلام والدراما وبرامج الترفيه المنوعة والاغنيات والرقص الشرقي وحتى قنوات البيع التجارية التي لا تحسن عرض سلعها إلا على جسد امرأة غالبا ما تكون شبه عارية...!!! قد يقال إن في السينما ما هو اكثر من ذلك، لكن السينما خيار شخصي وفردي، تذهب اليها ولا تأتي اليك، كما يفعل التلفاز الذي يدخل البيوت مرحبا به كعزيز غال، بل يتوسله الكثير من الناس بوصفه واحدا من مستلزمات الحضور الاجتماعي..!!
يمكن الحديث طويلا عن التشوية الثقافي الذي يحدثه هذا الفضائي اللعين لأفكار وقيم ومفاهيم كثيرة، وعلى نحو خاص ما يتعلق بالحب والعدل والجمال والبطولة، وكذلك ما يتعلق بالصدق والنزاهة والشفافية التي يزعم انه حارسها، لا بل انه لا يشوه فحسب وانما يسعى لتخريب كل هذه المنظومة الاخلاقية، وكل ذلك من اجل عيون السلعة وحدود الدويلات القطرية والطائفية، ولأن الهدف هو هذا بالتمام والكمال، هناك الآن الى جانب ما سأسميه فضائيات الجسد، المئات من القنوات الطائفية والمذهبية والتي جميعها تحرم وتحلل كما تشتهي اهدافها الباطنية، التي لاعلاقة لها، لا بالوطنية ولابالقومية ولا حتى بالانسانية في تفتحها الحضاري.
لا يريد هذا الكائن الفضائي غير مجتمعات استهلاكية منغلقة على حالها، بما يجعلها دائما صغيرة وضئيلة، لا حضور لها على اي صعيد، وبما يبقيها عرضة للمزيد من التفكك الاخلاقي، حتى يأكل الابناء في النهاية اثداء امهاتهم والعياذ بالله،كما في جحيم دانتي على ما اظن.
لسنا نبالغ في كل ذلك، وفضائيات الافتاء الطائفية، بالتحالف مع فضائيات الجسد في تشويهاتها الثقافية والاخلاقية، هي التي تجعل اليوم هذا الذبح العظيم الذي تتعرض له الأمة ممكنا ومتواصلا، واضرب مثالا واحدا فقط لا غير، لأبرهن على ذلك، عشرون الف قتيل حتى الآن من الشعب السوري البطل، برصاص نظامه ودباباته، ولا تظاهرة في اي عاصمة عربية تخرج ضد هذا الذبح المشين، تظاهرة جدية تعبئ الشوارع وتقول كفى لهذا الذبح كفى. هذا لأن الكائن الفضائي هو الذي حولهم الى متفرجين فحسب، بعيدا عن المشاعر القومية وقيمها التضامنية والوحدوية.
لكن ما العمل وكيف يمكن الخلاص من هذا الكائن الفضائي الذي جيوشه في داخل بيوتنا وحراسه في مختلف مواقعنا..!! التلفاز جهاز عظيم اذا ما احسنا استخدامه، لكن كيف السبيل الى ذلك دون فلسفة اعلامية، ورؤية ثقافية وتربوية وعلى أسس وطنية وقومية وانسانية واضحة ومتماسكة، اعني في النهاية ان هناك حلا وسبيلا لكي يصبح هذا الجهاز منتجا على الصعيد الحضاري الذي نرجو، الصعيد الذي يؤمن التطور والتقدم وقبل ذلك الحرية والديمقراطية كما ينبغي ان تكون عامل بناء وتنور، لا طريقا للثرثرة والتفكيك.
هنالك حل وعلى المال العربي ان يفكر جديا بكل ذلك، قبل ان يأتي هذ الكائن الفضائي عليه وعلى اصحابه من داخله، وحينها لن يفيد الندم بأي شيء
 
 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025