بيت الشرق.. بقلم: سمير سعدالدينٍ
جدد وزير الداخلية الإسرائيلية قبل ايام قرار إغلاق بيت الشرق لمدة ستة شهور اخرى والذي تم إغلاقه ومؤسسات أخرى تابعة له منذ أحد عشرة عاما حيث تم إغلاقه عام2001 وبعد وفاة المرحوم فيصل الحسيني بفترة بسيطة بدعوى انه يتبع السلطة الفلسطينية حيث يعتبر ذلك منافيا للتعهد الإسرائيلي بعد توقيع إتفاق أوسلو وقد جاء ذلك من خلال الرسالة التي وجههها شمعون بيرس وزير خارجية إسرائيل في ذلك الوقت إلى وزير خارية النرويج راعية الإتفاق إلى جانب الولايات المتحدة الذي قام بدوره لنقله للراحل عرفات وقد تم في الوقت ذاته إغلاق 48 مؤسسة لبيت الشرق منهامؤسسة
الدراسات الفلسطينية ومكتبتها والغرفة التجارية الصناعية ومركزالخرائط والجغرافيا الذي يديره خبير الإستيطان خليل التفكجي ومكتب الرياضة والشباب والأشغال الخفيفة والشؤن الإجتماعية وغيرها إلا ان أهمها جمعية الدراسات الفلسطينية التي يديرها إسحق البديري وهو كاتب ومثقف ينتمي للفكر العربي القومي مع الإشارة أن هذه المؤسسة كانت البداية لإقامة بيت الشرق وكان من إشترك في ذلك فؤاد العارف أبو سليمان صديق فيصل الحسيني الذي عمل معه بعد عودته في مجالات متعددة منها الحراسة في مزرعة لآل الحسيني بأريحا و في إستقبال أحد الفنادق وقال لي
ابوسليمان أن فيصل كان قدعمل بائع لحلويات وشوكلاتة وملبس للأطفال وكان أبو سليمان قدرافق عائلة فيصل الصغيرة إلى حيفا عدة مرات لزيارته في سجنه وأخرين
كانت جمعية الدراسات قد أفتتح عملهاقبل بيت الشرق بفترة مع الإشارة هنا أن فيصل الحسيني التي كانت عائلته تقيم بعد عام 48 في القاهرة قد زود مكتبة الجمعية وثائق هامة حملتهاالعائلة للقاهرة للحفاظ عليها وهي تتناول سيرة وأحداث النضال الفلسطيني منذ العهد العثماني عمل الإحتلال على مصادرتها ضمن ألوف الكتب والمنشورات حيث شوهدت عدة شاحنات وهي تنقل المكتبة والوثائق إضافة إلى وثائق ودراسات وملفات بيت الشرق بعد الإغلاق
علما أن الحسيني عاد إلى القدس قبل عدوان67 في إطار عمله بمنظمة التحرير الفلسطينية وإلى المقر العام الواقع في بيت حنينا إذ أن الشقيري مؤسس منظمة التحرير الفلسطينية رحمه الله كان قد ضم ووظف كل أبناء القادة والمناضلين الفلسطينيين أيام الإنتداب البريطاني بالمنظمة منهم فيصل وعلي حسن سلامة وأخرين وعمل الحسيني عمل في دائرة التنظيم الشعبي
هناك معلومات مؤكدة تقول أن الحسيني ورفاقه قد تلقوا تأيدا واضحا من الرئس عرفات وأبو جهاد لإنشاء جمعية الدراسات وذلك بعد إنضمام فيصل الحسيني لحركة فتح إذ أنه كان في الأساس منتميا للجبهة الشعبية وأنه خالف تعليمات لأمين عام الجبهة الدكتور جورج حبش بدخول الأراضي المحتلة بعد عدوان 67 إذكانت ترى الشعبية في ذلك الوقت تأخير دخول الكوادر الأراضي المحتلة لاسباب تنظيمية علما أن الحسيني كان قد قطع في ذلك الوقت دورة تديب للضباط في حلب للإسراع بعودته مع الإشارة هنا أن السلطات الإسرائيلية قد وضعت صعاب وعراقيل شديدة امام سماحها له بالإقامة
بالقدس
بعد إتفاق أوسلو ورئاسة فيصل الحسيني للوفد الفلسطيني المفاوض الذي كان ضمن الوفد الأردني أتخذ بيت الشرق مقرا للوفد الذي تحول فيما بعد إلى مقر سياسي لمنظمة التحرير كما تقول مصادرسرائيلية رسمية متعددة وبعد ن غدا الحسيني مسؤلا في منظمة التحرير ومن بعد عضوا بمركزية فتح وأن الوفد الفلسطين هذا أخذ يلتقي بكافة وزراء الخارجية والمسؤولين الأوربين وممثل تركيا الذين يفدون للقدس بصفة خاصة واسرائيل كما أن الحسيني والوفد المفاوض كانوا من خلاله يلتقون بالمسؤولين الإسرائيليين في إطار مفاوضات عملية السلام وجهات إسرائيلية من معسكر السلام
وحكوميين
أخذت الصعاب تتزايد امام عمل بيت الشرق بعد سقوط حكومة شمعون وساهم في هذا السقوط سلسلة الإنفجارات التي نفذتها حركة حماس في تل أبيب والقدس ونتانيا وأماكن اخرى داخل إسرائيل وهذا مما عزز دور اليمين الإسرائيلي برفض إتفاق أوسلو
ومن أهم هذه الصعاب محاولات وقرارات داخل الكنيست لتقيد حركة بيت الشرق وذلك بعدم إستقبال الحكومة الإسرائيلية للوزراء الأوربين وممثلي البعثات الدبلوماسية الذين يجرون مباحثات في بيت الشرق ودون مقدمات إمتنع هؤلاء من دخول بيت الشرق وتم التحايل على ذلك بأن يتم إستقبالهم في البناء المقابل له وهو كلية هند الحسيني التابعة لجامعة القدس وقد إلتقى فيصل الحيني والدكتوره حنان عشراوي وزياد أبو زياد وأخرين وزراء خارجية أوربيون فرادى ومجموعات عدة مرات في هذا المكان إلى أن صعد اليمين المتشدد والمستوطنيين من مطالبتهم بإغلاق بيت الشرق وكان
هناك وزراء يشاركون بمظاهرات أمامه وفي إحدى المرات شارك وزير الأمن الداخلي في ذلك الوقت وكان صدفة يقف امام محل نجارة في عمارة النزهة المجاورة لبيت الشرق حيث قال له صاحب المحل أنه من الأفضل لك أن تعود لصنعتك الأساسية وهي النجارة من قيامك التظاهر أمام بيت الشرق واطماعك في إغلاقه إلا أنه لم يجبه وكنت قد سمعت هذه الصيحة حيث كنت أقف بجانب صاحب محل النجارة كما أنه في ذلك الوقت وضعت مفرزة من الشرطة لمراقبة الداخلين والخارجين لبيت الشرق على الرصيف المقابل وحماية مجموعات من المستوطنين الذين يتناوبون بالإعتصام أمامه
أثناء ذلك كان فيصل الحسني وطاقم بيت الشرق بصفةخاصة منشغلين بحدثين هامين أولهما الإستيلاء على جبل أبوغنيم حيث كان يعرف خطورة هذا الإجراء وأنه وعدد من المواطنيين إعتصموا في العراء وفي ظروف اجواء باردة على الجبل
علما أنه قد إعلن قبل أيام عن عطاءات لبناء حي جديد في الجبل يتشكل من 68وحدة سكنية إضافة إلى حيين قد بني خلال الفترة السابقة ومنشئات أخرى وفنادق ومركبات سياحية للمتدينيين أما الثاني فقد تمثل بالإعتصام أيضا في ظروف مماثلة أمام إحتلال المستوطنين لأحد البيوت في رأس العمود تحت ذريعة أنه يقام على أرض تعود ليهود قبل عام 48 وأشتراه أبو الإستيطان بالقدس موسكو فيتش الملياردير الامريكي المعروف تحول فيما بعد إلى بؤرة إستيطانية بعد أن ضم اليه المخفر الاردني
قبل أسبوعين أعلنت شركة عقارية عن بيعها وحدات سكنية بالمنطقة مشيرة إلى أنها لا تبعد سوى دقائق عن جبل الهيكل أي الحرم القدسي وذات إطلالة جميلة
إضافة إلى مهمته السياسية كان بيت الشرق متعدد الخدمات الإجتماعية والإسكانية والقضائية والنزاعات القضائية الداخلية ومع المستوطنين والجهات اليهودية الأخرى والمعتقلين وغيرها ولقد ساهم بيت الشرق في حل النزاعات بصفة خاصة الداخلية لدرجة كبيرة وذلك بعد إستشعر أن الإحتلال سوف يعمل على سحب هويات القدس من شريحة واسعة من المواطنين نسبة هاو منهم يقيمون خارج حدود البلدية فدعا الذين يستطيعون العودة إلى البلدة القديمة وخارج الأسواق بالعودة إلى بيوت ذويهم وعائلتهم حيث تركت البيوت الحديثة في السميرا ميس وكفر عقب والمطار والعيزرية للسكن
في غرفة واحدة أوغرفتين لدى العائلة ومن الطبيعي أن تكون هناك نزاعات نتيجة ذلك بين الأهالي وبعد مضي سنوات على ترك هذه البيوت وتغير الواقع وقد إستطاع بيت الشرق في هذه العملية إعادة 20000ا مواطن داخل حدود البلدية مما شكل إنزعاجا واضحا لدى الإسائيليين
كذلك فإن فيصل الحسيني وفريق بيت الشرق كانوا ملتصقين ومتفاعلين لدرجة كبيرة مع المواطنين وكانوا حريصين لدرجة كبيرة ل المشاركة في الأفراح وبيوت العزاء والمناسبات التي كانت تقام بالمدينة ولا يعتقد أن هذا الفريق لم يدخل كافة البيوت تقريبا وأنك كنت تراه في كثير من الأمسيات وساعات النهار يجوب أزقة وحارات وشوارع القدس ومن الحالات التي شهدها بيت الشرق حفل الإستقبال الذي أقيم للدبلوماسيين والشخصيات الوطنية والفعاليات لزواج الدكتور نبيل شعث الذي في ذلك الوقتكان وزيرا للتعاون
لقد كانت هناك عدة محاولات لإغتيال فيصل الحسيني إحداها كما يروي الشيخ محمد حسين مدير المسجد الأقصى في ذلك الوقت ومفتيها الآن تقول انه في إحدى المجابهات التي في معظمها سقط شهداء وجرحى شاهد أحد الجنود وهو يأخذ وضعا لإطلاق النار نحو فيصل الحسيني الذي كان قادما من باب حطه داخل الحرم القدسي وان هذا الجندي إمتنع عن تصويب نيرانه عندما لاحظ أن الشيخ يراه وهوخارج من مكتبه بنفس اللحظة علما أن الحسيني كان يعاني من مشاكل في جهاز التنفس وأن الجنود كانوا يتقصدون إطلاق القذائف الدخانية والغازية بقربه في الإحتجاجات والمظاهرات التي كان يشارك
بها بإصرار ومنها محيط منطقة قلنديا حيث أبعد سريعا وهذا ما كان قد لاحظه عليه في وقت سابق رئيس الوزراء الإسباني كونزاليس أيام إنعقاد مؤتمر مدريد الذي كان قد أبدى إعجابه بالفلسطينيين وقال ان الحسيني كان يواصل الليل بالنهار وأنه بين الحين والأخريقوم إستخدام البخاخ الطبي ليساعده على التنفس ونحن الصحفيين لم نكن نجد عناءا بالبحث عنه وتوجيه الأسئلة له عن مجريات المناقشات داخل الغرف المغلقة
داخليا كان هناك من يحسد ويطمع الحسيني في منصب مسؤولية بيت الشرق وملف القدس تحديدا لما له من أهمية بالغة وأن من كثرة المنافسين والمضايقات التي كانت تنصب عليه نتيجة ذلك وفي لحظة غضب قال لي إذا أرادوا أن يأخذوا الملف فليأخذوه وذلك أثناء حديثي معه حول هذا الأمر إلاأن ذلك من الصعب على غيره أخذ ملف القدس منه لإعتبارات عديدة منها أنه كان له تأيد شعبي واسع بالقدس
هناك محاولات كثيرة أجريت من قبل الدول الأوربية لإعادة فتح بيت الشرق وأنه خلال المفاوضات السابقة كان مطروحا على الطاولة من قبل الوفد الفلسطيني الذي كان يرأسه أحمد قريع عودة عمل المؤسسات المغلقة وعلى رأسها بيت الشرق وإعادة موجوداتها المصادرة والمتحفظ عليها وفي مقدمتها مكتبة جمعية الدراسات والوثائق وعودة عملها كسابق عهدها ويعتقد أن المفاوضات الي أجريت مع رئيس الوزارء الإسرائيلي السابق ألمرت قد تم خلالها الإتفاق على وضع بيت الشرق وعودة عمله ضمن تفاهمات أخرى على قضايا هامة علماأنه رفض فلسطينيا في وقت سابق إقتراحا للبعض بان
يعاد فتح بيت الشرق بعد تحويله كمقر لمؤسسة فيصل الحسيني الخيرية والتعلمية ولا يتعامل بالموضوع السياسي
كاتب وباحث في شؤون القدس
الدراسات الفلسطينية ومكتبتها والغرفة التجارية الصناعية ومركزالخرائط والجغرافيا الذي يديره خبير الإستيطان خليل التفكجي ومكتب الرياضة والشباب والأشغال الخفيفة والشؤن الإجتماعية وغيرها إلا ان أهمها جمعية الدراسات الفلسطينية التي يديرها إسحق البديري وهو كاتب ومثقف ينتمي للفكر العربي القومي مع الإشارة أن هذه المؤسسة كانت البداية لإقامة بيت الشرق وكان من إشترك في ذلك فؤاد العارف أبو سليمان صديق فيصل الحسيني الذي عمل معه بعد عودته في مجالات متعددة منها الحراسة في مزرعة لآل الحسيني بأريحا و في إستقبال أحد الفنادق وقال لي
ابوسليمان أن فيصل كان قدعمل بائع لحلويات وشوكلاتة وملبس للأطفال وكان أبو سليمان قدرافق عائلة فيصل الصغيرة إلى حيفا عدة مرات لزيارته في سجنه وأخرين
كانت جمعية الدراسات قد أفتتح عملهاقبل بيت الشرق بفترة مع الإشارة هنا أن فيصل الحسيني التي كانت عائلته تقيم بعد عام 48 في القاهرة قد زود مكتبة الجمعية وثائق هامة حملتهاالعائلة للقاهرة للحفاظ عليها وهي تتناول سيرة وأحداث النضال الفلسطيني منذ العهد العثماني عمل الإحتلال على مصادرتها ضمن ألوف الكتب والمنشورات حيث شوهدت عدة شاحنات وهي تنقل المكتبة والوثائق إضافة إلى وثائق ودراسات وملفات بيت الشرق بعد الإغلاق
علما أن الحسيني عاد إلى القدس قبل عدوان67 في إطار عمله بمنظمة التحرير الفلسطينية وإلى المقر العام الواقع في بيت حنينا إذ أن الشقيري مؤسس منظمة التحرير الفلسطينية رحمه الله كان قد ضم ووظف كل أبناء القادة والمناضلين الفلسطينيين أيام الإنتداب البريطاني بالمنظمة منهم فيصل وعلي حسن سلامة وأخرين وعمل الحسيني عمل في دائرة التنظيم الشعبي
هناك معلومات مؤكدة تقول أن الحسيني ورفاقه قد تلقوا تأيدا واضحا من الرئس عرفات وأبو جهاد لإنشاء جمعية الدراسات وذلك بعد إنضمام فيصل الحسيني لحركة فتح إذ أنه كان في الأساس منتميا للجبهة الشعبية وأنه خالف تعليمات لأمين عام الجبهة الدكتور جورج حبش بدخول الأراضي المحتلة بعد عدوان 67 إذكانت ترى الشعبية في ذلك الوقت تأخير دخول الكوادر الأراضي المحتلة لاسباب تنظيمية علما أن الحسيني كان قد قطع في ذلك الوقت دورة تديب للضباط في حلب للإسراع بعودته مع الإشارة هنا أن السلطات الإسرائيلية قد وضعت صعاب وعراقيل شديدة امام سماحها له بالإقامة
بالقدس
بعد إتفاق أوسلو ورئاسة فيصل الحسيني للوفد الفلسطيني المفاوض الذي كان ضمن الوفد الأردني أتخذ بيت الشرق مقرا للوفد الذي تحول فيما بعد إلى مقر سياسي لمنظمة التحرير كما تقول مصادرسرائيلية رسمية متعددة وبعد ن غدا الحسيني مسؤلا في منظمة التحرير ومن بعد عضوا بمركزية فتح وأن الوفد الفلسطين هذا أخذ يلتقي بكافة وزراء الخارجية والمسؤولين الأوربين وممثل تركيا الذين يفدون للقدس بصفة خاصة واسرائيل كما أن الحسيني والوفد المفاوض كانوا من خلاله يلتقون بالمسؤولين الإسرائيليين في إطار مفاوضات عملية السلام وجهات إسرائيلية من معسكر السلام
وحكوميين
أخذت الصعاب تتزايد امام عمل بيت الشرق بعد سقوط حكومة شمعون وساهم في هذا السقوط سلسلة الإنفجارات التي نفذتها حركة حماس في تل أبيب والقدس ونتانيا وأماكن اخرى داخل إسرائيل وهذا مما عزز دور اليمين الإسرائيلي برفض إتفاق أوسلو
ومن أهم هذه الصعاب محاولات وقرارات داخل الكنيست لتقيد حركة بيت الشرق وذلك بعدم إستقبال الحكومة الإسرائيلية للوزراء الأوربين وممثلي البعثات الدبلوماسية الذين يجرون مباحثات في بيت الشرق ودون مقدمات إمتنع هؤلاء من دخول بيت الشرق وتم التحايل على ذلك بأن يتم إستقبالهم في البناء المقابل له وهو كلية هند الحسيني التابعة لجامعة القدس وقد إلتقى فيصل الحيني والدكتوره حنان عشراوي وزياد أبو زياد وأخرين وزراء خارجية أوربيون فرادى ومجموعات عدة مرات في هذا المكان إلى أن صعد اليمين المتشدد والمستوطنيين من مطالبتهم بإغلاق بيت الشرق وكان
هناك وزراء يشاركون بمظاهرات أمامه وفي إحدى المرات شارك وزير الأمن الداخلي في ذلك الوقت وكان صدفة يقف امام محل نجارة في عمارة النزهة المجاورة لبيت الشرق حيث قال له صاحب المحل أنه من الأفضل لك أن تعود لصنعتك الأساسية وهي النجارة من قيامك التظاهر أمام بيت الشرق واطماعك في إغلاقه إلا أنه لم يجبه وكنت قد سمعت هذه الصيحة حيث كنت أقف بجانب صاحب محل النجارة كما أنه في ذلك الوقت وضعت مفرزة من الشرطة لمراقبة الداخلين والخارجين لبيت الشرق على الرصيف المقابل وحماية مجموعات من المستوطنين الذين يتناوبون بالإعتصام أمامه
أثناء ذلك كان فيصل الحسني وطاقم بيت الشرق بصفةخاصة منشغلين بحدثين هامين أولهما الإستيلاء على جبل أبوغنيم حيث كان يعرف خطورة هذا الإجراء وأنه وعدد من المواطنيين إعتصموا في العراء وفي ظروف اجواء باردة على الجبل
علما أنه قد إعلن قبل أيام عن عطاءات لبناء حي جديد في الجبل يتشكل من 68وحدة سكنية إضافة إلى حيين قد بني خلال الفترة السابقة ومنشئات أخرى وفنادق ومركبات سياحية للمتدينيين أما الثاني فقد تمثل بالإعتصام أيضا في ظروف مماثلة أمام إحتلال المستوطنين لأحد البيوت في رأس العمود تحت ذريعة أنه يقام على أرض تعود ليهود قبل عام 48 وأشتراه أبو الإستيطان بالقدس موسكو فيتش الملياردير الامريكي المعروف تحول فيما بعد إلى بؤرة إستيطانية بعد أن ضم اليه المخفر الاردني
قبل أسبوعين أعلنت شركة عقارية عن بيعها وحدات سكنية بالمنطقة مشيرة إلى أنها لا تبعد سوى دقائق عن جبل الهيكل أي الحرم القدسي وذات إطلالة جميلة
إضافة إلى مهمته السياسية كان بيت الشرق متعدد الخدمات الإجتماعية والإسكانية والقضائية والنزاعات القضائية الداخلية ومع المستوطنين والجهات اليهودية الأخرى والمعتقلين وغيرها ولقد ساهم بيت الشرق في حل النزاعات بصفة خاصة الداخلية لدرجة كبيرة وذلك بعد إستشعر أن الإحتلال سوف يعمل على سحب هويات القدس من شريحة واسعة من المواطنين نسبة هاو منهم يقيمون خارج حدود البلدية فدعا الذين يستطيعون العودة إلى البلدة القديمة وخارج الأسواق بالعودة إلى بيوت ذويهم وعائلتهم حيث تركت البيوت الحديثة في السميرا ميس وكفر عقب والمطار والعيزرية للسكن
في غرفة واحدة أوغرفتين لدى العائلة ومن الطبيعي أن تكون هناك نزاعات نتيجة ذلك بين الأهالي وبعد مضي سنوات على ترك هذه البيوت وتغير الواقع وقد إستطاع بيت الشرق في هذه العملية إعادة 20000ا مواطن داخل حدود البلدية مما شكل إنزعاجا واضحا لدى الإسائيليين
كذلك فإن فيصل الحسيني وفريق بيت الشرق كانوا ملتصقين ومتفاعلين لدرجة كبيرة مع المواطنين وكانوا حريصين لدرجة كبيرة ل المشاركة في الأفراح وبيوت العزاء والمناسبات التي كانت تقام بالمدينة ولا يعتقد أن هذا الفريق لم يدخل كافة البيوت تقريبا وأنك كنت تراه في كثير من الأمسيات وساعات النهار يجوب أزقة وحارات وشوارع القدس ومن الحالات التي شهدها بيت الشرق حفل الإستقبال الذي أقيم للدبلوماسيين والشخصيات الوطنية والفعاليات لزواج الدكتور نبيل شعث الذي في ذلك الوقتكان وزيرا للتعاون
لقد كانت هناك عدة محاولات لإغتيال فيصل الحسيني إحداها كما يروي الشيخ محمد حسين مدير المسجد الأقصى في ذلك الوقت ومفتيها الآن تقول انه في إحدى المجابهات التي في معظمها سقط شهداء وجرحى شاهد أحد الجنود وهو يأخذ وضعا لإطلاق النار نحو فيصل الحسيني الذي كان قادما من باب حطه داخل الحرم القدسي وان هذا الجندي إمتنع عن تصويب نيرانه عندما لاحظ أن الشيخ يراه وهوخارج من مكتبه بنفس اللحظة علما أن الحسيني كان يعاني من مشاكل في جهاز التنفس وأن الجنود كانوا يتقصدون إطلاق القذائف الدخانية والغازية بقربه في الإحتجاجات والمظاهرات التي كان يشارك
بها بإصرار ومنها محيط منطقة قلنديا حيث أبعد سريعا وهذا ما كان قد لاحظه عليه في وقت سابق رئيس الوزراء الإسباني كونزاليس أيام إنعقاد مؤتمر مدريد الذي كان قد أبدى إعجابه بالفلسطينيين وقال ان الحسيني كان يواصل الليل بالنهار وأنه بين الحين والأخريقوم إستخدام البخاخ الطبي ليساعده على التنفس ونحن الصحفيين لم نكن نجد عناءا بالبحث عنه وتوجيه الأسئلة له عن مجريات المناقشات داخل الغرف المغلقة
داخليا كان هناك من يحسد ويطمع الحسيني في منصب مسؤولية بيت الشرق وملف القدس تحديدا لما له من أهمية بالغة وأن من كثرة المنافسين والمضايقات التي كانت تنصب عليه نتيجة ذلك وفي لحظة غضب قال لي إذا أرادوا أن يأخذوا الملف فليأخذوه وذلك أثناء حديثي معه حول هذا الأمر إلاأن ذلك من الصعب على غيره أخذ ملف القدس منه لإعتبارات عديدة منها أنه كان له تأيد شعبي واسع بالقدس
هناك محاولات كثيرة أجريت من قبل الدول الأوربية لإعادة فتح بيت الشرق وأنه خلال المفاوضات السابقة كان مطروحا على الطاولة من قبل الوفد الفلسطيني الذي كان يرأسه أحمد قريع عودة عمل المؤسسات المغلقة وعلى رأسها بيت الشرق وإعادة موجوداتها المصادرة والمتحفظ عليها وفي مقدمتها مكتبة جمعية الدراسات والوثائق وعودة عملها كسابق عهدها ويعتقد أن المفاوضات الي أجريت مع رئيس الوزارء الإسرائيلي السابق ألمرت قد تم خلالها الإتفاق على وضع بيت الشرق وعودة عمله ضمن تفاهمات أخرى على قضايا هامة علماأنه رفض فلسطينيا في وقت سابق إقتراحا للبعض بان
يعاد فتح بيت الشرق بعد تحويله كمقر لمؤسسة فيصل الحسيني الخيرية والتعلمية ولا يتعامل بالموضوع السياسي
كاتب وباحث في شؤون القدس