الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

ناجي العلي ينهض من جديد- عادل عبد الرحمن

اول امس مرت ذكرى استشهاد ناجي العلي الخامسة والعشرين. نهض الفنان ابن قرية الشجرة من غفوته، ليعلن حضوره الابدي، لانه لن يموت، رغم إحتضان مقبرة "بروك وود" الاسلامية في مدينة الضباب، العاصمة البريطانية جسده الطاهر في القبر رقم (230191)
حنضلة مازال يعلن حضوره اليومي عبر ما تركه للاجيال الفلسطينية والعربية الراهنة والقادمة من ثروة فنية عظيمة، خاطبت، ومازالت تخاطب آلام وآمال الشعوب العربية وخاصة شعبه الفلسطيني.
كان كالرمح متقدا ناراً، يقارع على الجبهات كلها. لم يأبه الموت، ولا الخنجر المسموم، ولم يخاف كاتم الصوت، ولا الرصاصة القاتلة. اعلن تماهيه مع الوطن والحرية. رفض انصاف الحلول. لم يطوع عقله السياسي، ولا ريشته الفنية، وترك العنان لحنظلة ليبوح بمكنونات الوطن والتحرر والسلام كما يفهمه هو، لا كما فهمناه نحن في زمن المساومات المبتذلة.
غاص ناجي العلي، ابن مخيم عين الحلوة عميقا في الرواية الوطنية. رسم ملامحها باربعين الف لوحة فنية كاريكاتيرية، مازالت تنبض بالحياة، وتعيد قص الرواية على كل فلسطيني وعربي من الاخيار الممسكين جمر الحرية .
ارغم ناجي محبوه ومعارضوه قراءة الصحافة من الصفحة الاخيرة، كل من موقعه، يريد ان يعرف ماذا ابدعت ريشتة الرقيقة، وماذا همست فاطمتة عن ثوابتها الوطنية. كانت فاطمة انعكاس لفلسطين الام المعطاء، حاملة ميزان الوطنية لا تحيد عن البوصلة ، ولا تجامل ولم تناور، كانت كلماتها كالسيف القاطع في وجه القيادات الفلسطينية والعربية.
اغتالت يد الغدر الجبانة إسرائيلية او غير إسرائيلية (مع ان صحيفة "يديعوت أحرونوت" في الذكرى الثالثة عشر لاغتياله، ان الموساد يقف وراء اغتيال الشهيد العظيم ناجي – وفق ما اورد بشير شلش في صحيفة "الاتحاد" الحيفاوية-) الفنان المبدع ناجي العلي، سعت لكسر ريشته، وايقاف شخوصها حنظلة وفاطمة وغيرهم عن البوح المتجدد لفلسطين وحريتها وانعتاقها من الاحتلال الاسرائيلي، وكشفها المتواصل عن تواطأ حكام العرب مع اعداء الامة وفلسطين. غير ان القتلة فشلوا في تحقيق هدفهم، واستمر ناجي بما انتج وابدع من لوحات فنية يخاطب فلسطين ودول وقادة العرب من الخليج الى المحيط، وواصل حنظلة المسيرة، ومازال فتيا ، لا يخشى قول الحقيقة لان سيوف القتلة تنصلت، وطلقات كواتم الصوت إرتدت على مطلقيها وامرائهم وشيوخهم وجنرالاتهم.
جسد ناجي النحيل اقوى من موتهم الاسود. وبرودة لندن لم تطفىء حرارة نار حنظلة. مضت خمسة وعشرون عاما على رحيل ابن قرية الشجرة الجليلية ، ومازال حيا بين الاحياء يعيد بناء لوحاته الصادمة لوعينا المتهافت، يدق ابواب عقولنا، ويهز شجرة الذاكرة ، يستحضر الاحداث والتاريخ ويدق جدران الخزان الوطني والقومي، ليؤكد فشل رهاننا على العم سام، راعي البقر وخادمه يشع في بناء مدينة شبه فاضلة في ربوع الارض الطيبة، لانهم لم يرتوا من دمنا الازرق، وكون قناديلهم لا تضاء إلآ بنفطنا، ولان ثرواتهم لا تتضخم إلآ بنهب خيراتنا وامتصاص لحمنا وعظامنا قبل ان يلقوا بها للكلاب الظالة والوحوش الكاسرة.
إنتصر ناجي العلي وفشلنا.. نام حنظلة قرير العين.. ولم ننعم ببعض ما حلمنا ونحلم.. مازال الكنعاني يتقلب على جمر الوجع ومرارة الهزيمة تلو الهزيمة، يئن من شِّدة ألم سكاكين يهوا وكهانا وليبرمان، التي تنخر الجسد الذبيح.
لم يستسلم العلي في قبره اللندني، ولم ينأى بنفسه عن رواية الشعب، مساء صباح ينادي باعلى الصوت، أن استيقضوا من سبات اوهاومكم، انفضوا غبار الهزيمة، واحملوا سواعدكم وافتحوا دروب الحرية امام عقولكم ، لان تاجر البندقية يريد رؤوسكم جميعا دون استثناء، لا توغلوا في الانقسام وحساب الغنائم التافهة. فلا غنائم دون حرية ، ولا مآذن دون  رفع الآذان ، ولا صلاة في الكنائس دون اجراس تدق ، ولا  فكر  دون عقول نيرة  طليقة ، ولا بيت عامر دون حارس امين، ولا رواية ودولة دون سواعد الحالمين من الكتعانيين والعرب العاربة من الماء الى الماء.
سلاما يا ناجي العلي عليك يوم ولدت .. ويوم مت .. وصيتك ماثلة باقية امام ناظرينا .. تنتظر ازالة الغشاوة .. ونهوض اهل الكهف  الكنعانيون من سباتهم ، وعما قريب سيرفع ألآذان في المساجد، وتدق اجراس الكنائس ومن خلف الجدار والحجارة ووديان وسهول وجبال وسهوب الارض الطيبة سينادي المنادي لصلاة الارض والوطن ، وسترفع الراية عالية خفاقة ، وتتوهج نور الرواية كما خطها الاولون من الشهداء بدمهم لتكتب من جديد سفر السلام كما يليق بالاباء والاجداد والاجيال الصاعدة.
a.a.alrhman@gmail.com            

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025