الرئيس والشرعية والحصار وزلة لسان- جهاد حرب
(1) طهران ووحدانية التمثيل والحضور
انتصر الرئيس الفلسطيني بصبر القائد وحنكة السياسي ورصانة الدبلوماسي وثبات الواثق في معركة وحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجه، دون الدخول في مهاترات اعلامية، باستخدامه الطرق الدبلوماسية المعتادة للاستفسار حول وجود دعوة غير تلك الدعوة الرسمية الموجهة لحضور القمة السادسة عشر لمنظمة دول عدم الانحياز.
فمن جهة أفشل المحاولة الايرانية في ضرب وحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية واللعب على الخلافات الداخلية؛ أي محاولة استخدام الانقسام لمصلحة ايرانية ضيقة. ومن جهة ثانية أوضح لدول عدم الانحياز عدم احترام المؤسسات الايرانية لقواعد عمل المنظمة وأصول العمل الدبلوماسي والسياسي، وعدم قدرتها على تنظيم مؤتمرات دولية بهذا المستوى بحرفية، وكذلك أوضح مدى الخلاف داخل المؤسسة الايرانية وطغيان المصالح الايرانية الضيقة على نجاح القمة. أما من جهة ثالثة أكد حضور الرئيس القمة في طهران استقلالية القرار الوطني الفلسطيني، وأن البوصلة الموجهة لعمله وتحركاته السياسية هي مصالح الشعب الفلسطيني وتطلعاته وطموحة المتمثلة بإنهاء الاحتلال وتقرير المصير، وعدم خضوعه لضغوط وابتزاز لأي جهة كانت.
(2) الرئيس وحصار ليبرمان
جاءت تصريحات افيغدور ليبرمان وزير الخارجية الاسرائيلية المتعلقة بحصار الرئيس محمود عباس في المقاطعة استكمالا للتصريحات السابقة له ولرئيس وزرائه اللذان اتهما الرئيس بالإرهاب السياسي عن طريق عزل اسرائيل في المحافل الدولية بالإضافة إلى غياب الشريك الفلسطيني في عملية السلام. كما يعيد تصريحه للأذهان ما قامت به الحكومة الاسرائيلية برئاسة أرئيل شارون في العام 2002 بحصار الرئيس ياسر عرفات في ذات المكان و"لنفس الاتهامات".
ينبغي التعامل مع هذه التصريحات بجدية، وهي تحمل معاني واضحة للتعامل مع الرئيس محمود عباس على غرار ما تم التعامل مع الرئيس الراحل ياسر عرفات لقناعة الحكومة الاسرائيلية بعدم القدرة على انتاج قيادة بديلة أو معتدلة وفقا للمفهوم الإسرائيلي. وإن كانت التصريحات المتكررة لوزير الخارجية الاسرائيلية، القائمة على قاعدة "اكذب ثم اكذب إلا أن يصدقك الآخرون"، لا تجد صدى على المستوى الدولي فإنها تجد صدى لدى الأوساط الاسرائيلية اليمينية بالأخص وجمهور الناخبين الاسرائيليين لتعزيز حضوره في الساحة السياسية الاسرائيلية في ظل الانهيارات الحاصلة في الأحزاب الكبرى الثلاثة (كاديما والليكود والعمل)، والتوجه نحو الغلو والمتطرف في أوساط الناخبين الاسرائيليين، وغياب التوجه نحو السلام في برامج الأحزاب الاسرائيلية.
أجزم أن الشعب الفلسطيني سيقف مع الرئيس ومقاومة كل محاولة اسرائيلية أو غير اسرائيلية لنزع الشرعية منه أو عنه. لكن تعزيز الموقف الداخلي لا بد من اعادة النظر للعلاقة مع المجتمع ومؤسساته المدنية، بدلا من الصدام وكيل الاتهامات، بل البحث عن أدوات وسائل التمكين والقوة الداخلية من خلال تعزيز الشفافية والنزاهة وإعلاء سيادة القانون والشراكة.
خلال "هبات" التضامن مع الرئيس الراحل ياسر عرفات في حصاره في المقاطعة، ذهبت مع صديق لي إلى مقر المقاطعة "الرئاسة"، وطوال الطريق أخذ صاحبي بالحديث عن الرئيس، وخلت حينها أن صاحبي يريد رحيل الرئيس لما قاله عن الضيق وغياب الافق. والتزاما بالصحبة وقفت على جدار غرفة اللاسلكي المقابل لباب مكتب الرئيس. وما أن طل الرئيس ياسر عرفات وتعالى تصفيق الحاضرين لم أجد صاحبي بجانبي، وفي طريق العودة سألته أشبعتني كلاما، قال لي: عندما رأيت الرئيس وجدت نفسي لا شعوريا أهتف له بين الجموع ونسيت كل كلامي.
(3) زلة لسان وزير الخارجية
قال د. رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني أن السلطة الفلسطينية لن تقدم طلب عضوية فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول المقبل. هذا الكلام استباق لاجتماع لجنة المتابعة العربية المزمع عقده في السادس من أيلول بمدينة نيويورك.
هذا التصريح يحمل في ثانية إما اعفاء اللجنة العربية من مسؤولياتها في اتخاذ القرار وتحمل تبعاته وتحميل الجانب الفلسطيني مسؤولية اتخاذ القرار كما يحلو للأشقاء العرب قوله، أو أراد الوزير رياض المالكي استباق الضغوطات لتوفر معلومات مؤكدة لديه أن أعضاء اللجنة سيطلبون "يضغطون" من الجانب تأجيل تقديم الطلب الى ما بعد الانتخابات الأمريكية في تشرين الثاني من هذا العام ارضاءً للصديق أوباما ودعما له في الانتخابات على أمل الفوز بالولاية الثانية، أو لمعرفة توجهات الادارة الجديدة في الولايات المتحدة اتجاه القضية الفلسطينية.
بذل وزير الخارجية جهودا كبيرة جاب خلالها قارات العالم الخمس، خاصة في العامين الأخيرين، لتجنيد الدعم للتوجه الفلسطينيي في الأمم المتحدة، واطلع خلالها على مواقف الدول ورغباتها وتوجهات التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة. فهل كان تصريحه زلة لسان أم لقياس مواقف الاطراف المختلفة ورفع الاحراج.
.......................................
انتصر الرئيس الفلسطيني بصبر القائد وحنكة السياسي ورصانة الدبلوماسي وثبات الواثق في معركة وحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجه، دون الدخول في مهاترات اعلامية، باستخدامه الطرق الدبلوماسية المعتادة للاستفسار حول وجود دعوة غير تلك الدعوة الرسمية الموجهة لحضور القمة السادسة عشر لمنظمة دول عدم الانحياز.
فمن جهة أفشل المحاولة الايرانية في ضرب وحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية واللعب على الخلافات الداخلية؛ أي محاولة استخدام الانقسام لمصلحة ايرانية ضيقة. ومن جهة ثانية أوضح لدول عدم الانحياز عدم احترام المؤسسات الايرانية لقواعد عمل المنظمة وأصول العمل الدبلوماسي والسياسي، وعدم قدرتها على تنظيم مؤتمرات دولية بهذا المستوى بحرفية، وكذلك أوضح مدى الخلاف داخل المؤسسة الايرانية وطغيان المصالح الايرانية الضيقة على نجاح القمة. أما من جهة ثالثة أكد حضور الرئيس القمة في طهران استقلالية القرار الوطني الفلسطيني، وأن البوصلة الموجهة لعمله وتحركاته السياسية هي مصالح الشعب الفلسطيني وتطلعاته وطموحة المتمثلة بإنهاء الاحتلال وتقرير المصير، وعدم خضوعه لضغوط وابتزاز لأي جهة كانت.
(2) الرئيس وحصار ليبرمان
جاءت تصريحات افيغدور ليبرمان وزير الخارجية الاسرائيلية المتعلقة بحصار الرئيس محمود عباس في المقاطعة استكمالا للتصريحات السابقة له ولرئيس وزرائه اللذان اتهما الرئيس بالإرهاب السياسي عن طريق عزل اسرائيل في المحافل الدولية بالإضافة إلى غياب الشريك الفلسطيني في عملية السلام. كما يعيد تصريحه للأذهان ما قامت به الحكومة الاسرائيلية برئاسة أرئيل شارون في العام 2002 بحصار الرئيس ياسر عرفات في ذات المكان و"لنفس الاتهامات".
ينبغي التعامل مع هذه التصريحات بجدية، وهي تحمل معاني واضحة للتعامل مع الرئيس محمود عباس على غرار ما تم التعامل مع الرئيس الراحل ياسر عرفات لقناعة الحكومة الاسرائيلية بعدم القدرة على انتاج قيادة بديلة أو معتدلة وفقا للمفهوم الإسرائيلي. وإن كانت التصريحات المتكررة لوزير الخارجية الاسرائيلية، القائمة على قاعدة "اكذب ثم اكذب إلا أن يصدقك الآخرون"، لا تجد صدى على المستوى الدولي فإنها تجد صدى لدى الأوساط الاسرائيلية اليمينية بالأخص وجمهور الناخبين الاسرائيليين لتعزيز حضوره في الساحة السياسية الاسرائيلية في ظل الانهيارات الحاصلة في الأحزاب الكبرى الثلاثة (كاديما والليكود والعمل)، والتوجه نحو الغلو والمتطرف في أوساط الناخبين الاسرائيليين، وغياب التوجه نحو السلام في برامج الأحزاب الاسرائيلية.
أجزم أن الشعب الفلسطيني سيقف مع الرئيس ومقاومة كل محاولة اسرائيلية أو غير اسرائيلية لنزع الشرعية منه أو عنه. لكن تعزيز الموقف الداخلي لا بد من اعادة النظر للعلاقة مع المجتمع ومؤسساته المدنية، بدلا من الصدام وكيل الاتهامات، بل البحث عن أدوات وسائل التمكين والقوة الداخلية من خلال تعزيز الشفافية والنزاهة وإعلاء سيادة القانون والشراكة.
خلال "هبات" التضامن مع الرئيس الراحل ياسر عرفات في حصاره في المقاطعة، ذهبت مع صديق لي إلى مقر المقاطعة "الرئاسة"، وطوال الطريق أخذ صاحبي بالحديث عن الرئيس، وخلت حينها أن صاحبي يريد رحيل الرئيس لما قاله عن الضيق وغياب الافق. والتزاما بالصحبة وقفت على جدار غرفة اللاسلكي المقابل لباب مكتب الرئيس. وما أن طل الرئيس ياسر عرفات وتعالى تصفيق الحاضرين لم أجد صاحبي بجانبي، وفي طريق العودة سألته أشبعتني كلاما، قال لي: عندما رأيت الرئيس وجدت نفسي لا شعوريا أهتف له بين الجموع ونسيت كل كلامي.
(3) زلة لسان وزير الخارجية
قال د. رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني أن السلطة الفلسطينية لن تقدم طلب عضوية فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول المقبل. هذا الكلام استباق لاجتماع لجنة المتابعة العربية المزمع عقده في السادس من أيلول بمدينة نيويورك.
هذا التصريح يحمل في ثانية إما اعفاء اللجنة العربية من مسؤولياتها في اتخاذ القرار وتحمل تبعاته وتحميل الجانب الفلسطيني مسؤولية اتخاذ القرار كما يحلو للأشقاء العرب قوله، أو أراد الوزير رياض المالكي استباق الضغوطات لتوفر معلومات مؤكدة لديه أن أعضاء اللجنة سيطلبون "يضغطون" من الجانب تأجيل تقديم الطلب الى ما بعد الانتخابات الأمريكية في تشرين الثاني من هذا العام ارضاءً للصديق أوباما ودعما له في الانتخابات على أمل الفوز بالولاية الثانية، أو لمعرفة توجهات الادارة الجديدة في الولايات المتحدة اتجاه القضية الفلسطينية.
بذل وزير الخارجية جهودا كبيرة جاب خلالها قارات العالم الخمس، خاصة في العامين الأخيرين، لتجنيد الدعم للتوجه الفلسطينيي في الأمم المتحدة، واطلع خلالها على مواقف الدول ورغباتها وتوجهات التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة. فهل كان تصريحه زلة لسان أم لقياس مواقف الاطراف المختلفة ورفع الاحراج.
.......................................