الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

ليس بهذه الطريقة يا أبنائي الصغار! - صبري صيدم

قامت مجموعة من ثلاثة شبان قبل يومين باختراق بعض المواقع الإلكترونية بما فيها وزارة العدل الفلسطينية بغية لفت الانتباه لمعاناتهم في الحصول على عمل كريم ولقمة عيش نظيفة كما قالوا، مؤكدين أن ما قاموا به حسب زعمهم لم يكن سوى للتدليل على قدراتهم الفنية ومكاناتهم التقنية، مذللين بذلك كل ما يقف في وجههم حسب ظنهم من حواجز وحجج واهية.
ومع إتمامهم لهذا الاختراق أرسل الشبان رسائل هاتفية موجهة لي كما تركوا على حائط حسابي في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وعلى صفحات بعض المواقع الإخبارية الالكترونية رسالة بدت وكأنها اعتذار ضمني على فعلتهم بكون هذه الفعلة لم تكن لتكون سوى بسبب حاجتهم للعمل والعيش بكرامة قائلين: "لم نجد الفرصة في أي مكان في هذا المجتمع لان المجتمع ومؤسساته والأشخاص ذوي الأمر لا يريدون مثلنا فريقا ولا مثلنا أفرادا، فلماذا ؟؟؟".
ويستطرد هؤلاء بالقول بأن هدفهم حياة كريمة ولقمة نظيفة. وأنهم جاهزون بالقبول وبتنفيذ أي تحد تقني اطلبه أنا منهم لإثبات جدارتهم.
هؤلاء الشباب وعلى قناعتي الكبيرة بحقهم وحق غيرهم بالعمل والحياة الكريمة، ومع تقديري لمطالبهم المشروعة وخبراتهم الفنية الواضحة وقدرتهم على إعطاب المواقع الإلكترونية إنما هم لم يحسنوا اختيار طريقة الاحتجاج.
فقد حاولت في إحدى ومضاتي السابقة أن ألفت انتباه الجميع خاصة صناع القرار لمأساة الشباب الفلسطيني اليوم بعنوان " الشباب الفلسطيني: القنبلة الموقوتة" وقد اتبعت ذلك بمقال الأسبوع الماضي بومضة مماثلة، مقترحا عدة خطوات عملية للالتفات للشباب على مدار العام المقبل والأخذ بيدهم لتطوير حياتهم.
وعليه فإنني أرى دائما الحل في المتابعة والملاحقة والضغط على أهل القرار دون انتهاج دروب التعطيل والإعطاب. كوننا يجب أن لا نطلق النار على أنفسنا بأيدنا عندما نحتاج شيئا طال انتظاره.
لهذا فإنني أسجل عتبي على هؤلاء الشباب في فعلتهم. فالمواقع الإلكترونية وخاصة المؤسسات الخدمية تقدم للجمهور خدماتها بصورة دائمة، فكيف لنا أن نحتج عبر تعطيل حياة الآخرين؟ ثم لماذا هذا الاستعراض وبهذه الصورة وباستهداف واضح لمؤسسات وطنية وليس لمؤسسات الخصم؟
إن العاملين في مجال التبغ في يعبد والحجارين في بيرزيت والخليل وبيت لحم والمزارعين في بيت لاهيا والعاملين في مجال المفروشات في نابلس وغيرهم من جمهور المحافظين والوزراء والمسؤولين والأكاديميين ليسوا سوى كتلة متجانسة في مسعاها لإنهاء الاحتلال، وهي بالتالي لم تؤسس في يوم من الأيام لسياسة العنف الداخلي والانتقام من الذات. فنسيجنا المجتمعي ليس منصة للبحث عن الحل بتقطيع أوصاله وتمزيق مكوناته.
لذا فإنني أتفهم هذه المجموعة وغيرها من المحتاجين لعمل ما أو منحة ما لكنني أعتب بشدة على من اختار هذا النهج، فهم كمن أراد أن يهذب عائلته فقتل أمه!
على العموم رسالتي لهؤلاء الذين وقعوا رسالتهم المذكورة آنفا "بأبنائك الصغار" مفادها: ليس بهذه الطريقة يا أبنائي الصغار! عليكم التراجع ومواجهة الأمور بصراحة والمتابعة مع المعنيين والضغط عليهم لضمان حقكم بحياة كريمة.
لقد من الله علي بشيء من العلم ومكنني من تحديد بعض القضايا الفنية ومتابعتها، ولهذا أقول بصراحة بأنني قد تمكنت من معرفة الجهة صاحبة هذه الخطوة. لكنني لا أريد نشر أسمائها وإنما أريدها أن تعدل عن نهج القرصنة الإلكترونية للضغط من أجل حقها بالكرامة.
ولهذا أيضا أذكر زملائي بما كتبته وأوردته الأسبوع الماضي في ومضتي حول معاناة الشباب الفلسطيني والإحصائيات التي تدلل على ذلك، منبها الجميع من يوم لا يحسب عقباه.
نعم.. لقد حذر البعض مستعجبا من جائع لا يخرج على الناس حاملا سيفه، لكن السيف والبطش اليوم لا يختزلان بالهجوم الجسدي الفعلي التقليدي وإنما يتعديانه للهجوم الإلكتروني الواسع والمفتوح والمستبيح حتى لركائز المجتمعات على قوتها ومتانتها المزعومة.
فالحقوا أبناءكم قبل أن يلحقهم الجوع وينخر أحشاءهم وأحشاء أحبابهم.. ولهذا أقول: ها قد بلغت!

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025