جريرة التناسي- محمود ابو الهيجاء
يبدو النسيان في الكثير من حالاته كنعمة، يرجوه البعض كلما خرج من تجربة مريرة، لا بل ان القناعة العامة ترى في النسيان نعمة ما بعدها نعمة، وانه لا شيء افضل من النسيان اذا ما تحالف مع الزمن لتجاوز جراح أليمة.
ولربما يكون ذلك صحيحا، بل هو صحيح تماما في هذا الاطار، أعني اطار المعالجات الصعبة للجراح الصعبة، لكن النسيان عندما يتحول الى التناسي تحت المسمى نفسه، يصبح شيئا من انعدام الوفاء وخيانة شخصية للتاريخ الشخصي، وجريمة ضد الذاكرة لصالح عدمية مبتذلة لا تعرف ولا تعترف بأية قيمة اخلاقية..!!
ما أريد قوله ان هناك فرقا بين النسيان الذي يفرضه الزمن بقوة الحياة وتواصلها وتنوع مشاغلها، وبين التناسي الذي يختاره البعض لأنه لا يريد مواجهة مع معنى وجوده ومتطلبات هذا المعنى على الصعيد الابداعي.
والتناسي بهذا المعنى لا يعبر فقط عن ضعف الشخصية، وافتقارها لسبل المواجهة مع تحديات ذلك المعنى، وانما يعبر ايضا عن هروب جبان، سيظل سلوكا استراتيجيا للمتناسي، سيواجه من خلاله مختلف معضلاته.
وباختصار شديد، التناسي ليس من سمات الشخصية القوية ولا هو من الاخلاق الحميدة، واشير الى كل ذلك لاقول ان هناك الآن من يبرر التخلي عن « تاريخه وذاكرته" تحت ذريعة النسيان، والنسيان منه براء
ولربما يكون ذلك صحيحا، بل هو صحيح تماما في هذا الاطار، أعني اطار المعالجات الصعبة للجراح الصعبة، لكن النسيان عندما يتحول الى التناسي تحت المسمى نفسه، يصبح شيئا من انعدام الوفاء وخيانة شخصية للتاريخ الشخصي، وجريمة ضد الذاكرة لصالح عدمية مبتذلة لا تعرف ولا تعترف بأية قيمة اخلاقية..!!
ما أريد قوله ان هناك فرقا بين النسيان الذي يفرضه الزمن بقوة الحياة وتواصلها وتنوع مشاغلها، وبين التناسي الذي يختاره البعض لأنه لا يريد مواجهة مع معنى وجوده ومتطلبات هذا المعنى على الصعيد الابداعي.
والتناسي بهذا المعنى لا يعبر فقط عن ضعف الشخصية، وافتقارها لسبل المواجهة مع تحديات ذلك المعنى، وانما يعبر ايضا عن هروب جبان، سيظل سلوكا استراتيجيا للمتناسي، سيواجه من خلاله مختلف معضلاته.
وباختصار شديد، التناسي ليس من سمات الشخصية القوية ولا هو من الاخلاق الحميدة، واشير الى كل ذلك لاقول ان هناك الآن من يبرر التخلي عن « تاريخه وذاكرته" تحت ذريعة النسيان، والنسيان منه براء