إحم إحم- حافظ البرغوثي
إذا قلت «إحم إحم» على الفيس بوك جاءتك «لايكات» وإذا نشرت «بخ بخ» جاءتك أيضاً وإذا قلت ترلم ترلم ترللي انهالت عليك اللايكات وإذا نشرت صورة قرص فلافل.. تدافعت اللايكات.. وإذا قالت احداهن صباح الخير يا أصدقائي إلى جانب صورتها الحسناء.. جاءتها مئات اللايكات في خمس دقائق.
قبل أيام تجولت مع كاميرتي عصراً في جبل الظهر غربي دير غسانة المطل على وادي صريدة المهدد بالمصادرة والسهل الساحلي.. لاحظت أعجوبة نمو الزيتون القديم في الصخور حيث ضربت الأشجار جذورها في الصخر وعملت على تفتيته أو بنت جذورها فوقه.. وكان هناك سيمفونية جذوع غريبة.. شجرتان توأمان.. وأحياناً ثلاثة توائم.. جذوع محيطها أكثر من مترين طاعنة في السن وليست طاعنة في العطاء.. التقطت قرابة 50 صورة مختلفة للجذوع الصخرية واخترت خمساً منها ووضعتها على الفيس بوك.. ظلت الصور يتيمة من اللايكات بينما لو نشرت صورة بغل لأعجب بها الناس وبصموا اللايكات.
الزيتون موضع الحديث كان أحد أصحابه وهو عيسى أبو حرب يرحمه الله لا شرقي ولا غربي لأنه على ظهر جبل وكان صاحبه قبل أن يبيع ورثته الأرض وزيتونها يضع الزيت في زجاجة يباهي بلونه الذهبي ويتحدى أن يكون هناك زيت أفضل منه في العالم.. كان معتزاً بزيته الذي تنطبق عليه الآية القرآنية يكاد زيتها يضيء لو لم تمسسه نار، وعيسى هذا توفي قبل أكثر من نصف قرن وظل زيتونه شاهداً على قدرة الإنسان الفلسطيني في زراعة الصخر.. وقدرة الشجرة المباركة على تفتيت الصخر والبقاء.. وعلى نقاء الزيت الفلسطيني المهان حالياً.. هناك زيت يباع في العالم على أنه فلسطيني تسوقه شركات مريبة.. مع أنه ليس فلسطينياً.. فالزيت الفلسطيني ما زال في براميله وجراره لا يسعره أحد.. كساد الزيت من كساد الإنسان، لا تتوقع اهتماماً بزيتنا إن أهملناه أو بعناه لسمسار يسربه لطرف مجهول.. والمجهول معروف.. فعلى سفوح جبل الظهر بيعت مئات الدونمات قبالة مستوطنة «بيت أرييه» شرقي اللبن وفي وادي صريدة مئات الدونمات بيعت وتباع ولا أحد يعلم الشاري يقال إنه فلان من القرية الفلانية وله مكتب سمسرة في رام الله ويشتري لصالح محام في مدينة شمالية أخرى.. وهكذا يذهب دم الأرض هدراً بين المكاتب والسماسرة. والغريب أن أذناب السماسرة يقولون للبائع.. عجل بالأوراق وقل سعرك ثلاثة عشر أربعة عشرة ألفا للدونم «بس استعجل».. طالما أن الأرض غرب القرية في مواجهة المستوطنات، فلو بعث عيسى أبو حرب حياً لوضع دم السماسرة في زجاجة وتباهى بأنه يحمي الأرض.
ليس غريباً أن نشارك بصمتنا الساحق في تسريب الأرض، وأن نهمل إنتاجنا من الزيت ونفتح السوق لزيت مغشوش أو من دول أخرى.. وليس غريباً ألا يحظى جذع الزيتونة العجيب بلايك واحد..
* على هذه الأرض من لا يستحق الحياة.. لأنه فرط في الأرض.
قبل أيام تجولت مع كاميرتي عصراً في جبل الظهر غربي دير غسانة المطل على وادي صريدة المهدد بالمصادرة والسهل الساحلي.. لاحظت أعجوبة نمو الزيتون القديم في الصخور حيث ضربت الأشجار جذورها في الصخر وعملت على تفتيته أو بنت جذورها فوقه.. وكان هناك سيمفونية جذوع غريبة.. شجرتان توأمان.. وأحياناً ثلاثة توائم.. جذوع محيطها أكثر من مترين طاعنة في السن وليست طاعنة في العطاء.. التقطت قرابة 50 صورة مختلفة للجذوع الصخرية واخترت خمساً منها ووضعتها على الفيس بوك.. ظلت الصور يتيمة من اللايكات بينما لو نشرت صورة بغل لأعجب بها الناس وبصموا اللايكات.
الزيتون موضع الحديث كان أحد أصحابه وهو عيسى أبو حرب يرحمه الله لا شرقي ولا غربي لأنه على ظهر جبل وكان صاحبه قبل أن يبيع ورثته الأرض وزيتونها يضع الزيت في زجاجة يباهي بلونه الذهبي ويتحدى أن يكون هناك زيت أفضل منه في العالم.. كان معتزاً بزيته الذي تنطبق عليه الآية القرآنية يكاد زيتها يضيء لو لم تمسسه نار، وعيسى هذا توفي قبل أكثر من نصف قرن وظل زيتونه شاهداً على قدرة الإنسان الفلسطيني في زراعة الصخر.. وقدرة الشجرة المباركة على تفتيت الصخر والبقاء.. وعلى نقاء الزيت الفلسطيني المهان حالياً.. هناك زيت يباع في العالم على أنه فلسطيني تسوقه شركات مريبة.. مع أنه ليس فلسطينياً.. فالزيت الفلسطيني ما زال في براميله وجراره لا يسعره أحد.. كساد الزيت من كساد الإنسان، لا تتوقع اهتماماً بزيتنا إن أهملناه أو بعناه لسمسار يسربه لطرف مجهول.. والمجهول معروف.. فعلى سفوح جبل الظهر بيعت مئات الدونمات قبالة مستوطنة «بيت أرييه» شرقي اللبن وفي وادي صريدة مئات الدونمات بيعت وتباع ولا أحد يعلم الشاري يقال إنه فلان من القرية الفلانية وله مكتب سمسرة في رام الله ويشتري لصالح محام في مدينة شمالية أخرى.. وهكذا يذهب دم الأرض هدراً بين المكاتب والسماسرة. والغريب أن أذناب السماسرة يقولون للبائع.. عجل بالأوراق وقل سعرك ثلاثة عشر أربعة عشرة ألفا للدونم «بس استعجل».. طالما أن الأرض غرب القرية في مواجهة المستوطنات، فلو بعث عيسى أبو حرب حياً لوضع دم السماسرة في زجاجة وتباهى بأنه يحمي الأرض.
ليس غريباً أن نشارك بصمتنا الساحق في تسريب الأرض، وأن نهمل إنتاجنا من الزيت ونفتح السوق لزيت مغشوش أو من دول أخرى.. وليس غريباً ألا يحظى جذع الزيتونة العجيب بلايك واحد..
* على هذه الأرض من لا يستحق الحياة.. لأنه فرط في الأرض.