الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

تجربتي.. من حصار بيروت الى صولفرين ثم وادي الزرقة *- خالد مسمار

منذ ثلاثين عاماً وفي 28/8/1982 وصلت الباخرة اليونانية صولفرين الى ميناء بنزرت التونسي حاملة قرابة الألف من الفدائيين الفلسطينيين بعد صمود بطولي للثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية استمر قرابة 88 يوماً. كان قائد السفينة العسكري العقيد فخري شقورة وكنت نائبه السياسي اي المفوض السياسي للقوات الذاهبة الى تونس.
وهذه خواطر انقشها بهذه المناسبة التي احتفلت بها تونس لأول مرة منذ ذلك التاريخ.
تجربتي هي تجربة اي فلسطيني سواء كان محاصراً في بيروت أو يعيش خارج بيروت.
في ذاك الصيف من العام 1982 جرّد مجرم الحرب أرئيل شارون في عهد حكومة مجرم الحرب مناحيم بيغن جلّ القوات الصهيونية في محاولة للقضاء على الثورة الفلسطينية والقوات المشتركة الفلسطينية اللبنانية ودحرها من الجنوب اللبناني لإبعاد نيران الثوار عن المستوطنات الاسرائيلية المتاخمة للحدود اللبنانية الى مسافة 40 كيلومترا داخل لبنان حين كشفت مصادر اسرائيلية ما تم الاتفاق فيه مع الرئيس السوري في تلك الفترة حافظ الاسد. والمعروف ان الاسرائيليين لا يحفظون العهود فنقضوا اتفاقهم مع الاسد واستمروا باتجاه بيروت بمساعدة عملائهم من حزب الكتائب بقيادة بشير الجميل.
حوصرت بيروت الغربية معقل الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، حيث تمكّن الصهاينة من متابعة ما يجري عندنا من على جبل لبنان ومقر الرئاسة اللبنانية الذي استولى عليه الصهاينة وعملاؤهم.
كان عملي في تلك الاثناء وقبل الاجتياح بعام واحد : المفوض السياسي في جيش التحرير الفلسطيني الذي التحق بقوات الثورة من مصر بعد تدخل النظام السوري بقيادة حافظ الاسد ضدنا في عام 1976م وكان مكتبي في نفس المبنى الذي يضم مقر القائد الشهيد ابو اياد (صلاح خلف). وحيث إن شارون وقواته كانوا يتابعون مقرات القيادة في بيروت. وفي محاولة لاصطياد هذه القيادة تمّ قصف هذا المبنى عندما اعتقد شارون خاطئا بوجود ابو اياد داخل مكتبه.. حيث دمّر المبنى بما فيه مكتبي.. لذلك عدت الى عملي السابق والتحقت بإذاعة الثورة التي كان لي شرف ان اكون احد مؤسسيها في عام 1968م ومارست عملي السياسي والتحريضي من خلال صوت الثورة الفلسطينية التي كانت هدفا دائما لطائرات شارون حيث تم تدمير مرسلاتها في جنوب لبنان ثم ملاحقة هذا الصوت في قلب بيروت وكنا ننتقل من مكان الى آخر كالدجاجة وفراخها او القطة وجرائها.. وكان مثقفو وصحفيو الثورة وكتابها قد التحقوا بهذه الاذاعة في بيروت.
تمت ممارسة ضغوطات كثيرة على قيادتنا من الاصدقاء والحلفاء بالاضافة الى الاعداء كي نترك بيروت رافعين الراية البيضاء وشذّ عن هؤلاء معمر القذافي الذي نصحنا بالانتحار في بيروت دون ان يكلف خاطره ارسال طلقة مدفع او قذيفة صاروخ تعيننا على الصمود او حتى تساعدنا على الانتحار.
جمع القائد الراحل الرمز ياسر عرفات قادة الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية لاستشارتهم في الأمر قالوا له انت القائد والقرار لك.. ثم قام ليستخير ربه وعاد ليعلن رفض الاستسلام معمما برقيته الشهيرة «هبّت رياح الجنة». علم فيليب حبيب المبعوث الاميركي الذي كان يساومنا على الخروج بالراية البيضاء بقرار القائد الرمز بالصمود.. لذلك غيروا خططهم وتم الاتفاق على خروجنا خروجاً مشرفاً بلباسنا العسكري وبسلاحنا الى عدة اقطار عربية.
تمّ اختياري من قبل الرئيس الراحل ابو عمار لأكون المفوض السياسي للقوات الخارجة الى تونس.. الى بنزرت.
كان شعوري غريباً.. كنت اتمنى الشهادة في بيروت على ان اغادرها بعد ان امضيت فيها سبع سنوات تزوجت خلالها وأنجبت ثلاث طفلات، كان عمر اصغرهن ثلاثة اشهر عند الاجتياح. اين اذهب بأسرتي والقرار ان نغادر منفردين دون أسرنا.
لكن القيادة كانت قد رتبت للامر حيث استطعتُ اخراج زوجتي وطفلاتي الثلاث بوثيقة تساعدهم على اجتياز حواجز الاسرائيليين وعملائهم "الكتائب"، كل من كان في بيروت يعرف تفاصيل تلك الاجراءات.. وتأكدت من وصولهم الى الاردن حيث اهلي هناك.

ميناء بيروت :
كان وداعنا من قبل جماهير لبنان وداعاً مؤثراً، فقد رأى العالم اللبنانيين وهم ينثرون الأرز علينا ونحن نتوجّه بالشاحنات الى مرفأ بيروت لنستقل السفينة اليونانية صولفرين التي ستأخذنا الى بنزرت. كان الاسرائيليون يراقبوننا عبر المناظير في بيروت الشرقية ورغم ذلك ادخلنا سلاحنا الى بطن السفينة وكافة اجهزتنا وكان الشرط ألا نظهر بالسلاح على ظهر السفينة.. لذلك تمّ تأخير ابحار السفينة حتى المساء، فوجئت بالعدد الكبير الذي حوته السفينة، فبالإضافة الى قوات جيش التحرير الفلسطيني كان هناك عدد آخر من قوات الثورة بفصائلها المختلفة وكان قائد السفينة العسكري هو العقيد فخري شقورة مسير امور جيش التحرير وكنت القائد السياسي لها او نائب القائد للشؤون السياسية.
كم كان الامر جديداً عليّ فلأول مرة أتعايش مع مشارب مختلفة وآراء عدة مباشرة وعلى الهواء.. ولأول مرة ارى الثورة وواقعها وألمسه لمس اليد.. ولا اخفيكم انني فوجئت بذلك رغم مرور (14) عاماً على وجودي عضواً فاعلاً في الثورة في ذلك الوقت.. وقد وثّق اخي رشاد ابو شاور معاناة اسبوع في البحر من خلال قلمه الرائع والساخر في روايته «آه.. يا بيروت» أحيلكم اليها.

ميناء بنزرت
صباح يوم 28/8/1982 وصلنا بعد معاناة كبيرة مدة اسبوع في لجّة البحر الى ميناء بنزرت وكم سرّنا ان نرى قبل رسوّنا الميناء الرئيس الراحل الحبيب بورقيبه على رأس مستقبلينا رغم مرضه. ولكن، صعد عدد من الضباط التونسيين الى ظهر السفينة للترحيب بنا قبل النزول وفاجأونا بعدم السماح لنا بحمل سلاحنا ! عند خروجنا من السفينة.. احتقن وجه قائد السفينة العقيد فخري شقورة وسالت الدموع من عينه غير مصدق ما يطلب منا. رفضنا النزول.. جرت مفاوضات سريعة وإكراما لانتظار الرئيس بورقيبه وقوفاً في الميناء.. تمّ الاتفاق على ان ينزل (الضباط السّامون ) فقط بسلاحهم اي من هم برتبة رائد فما فوق..
حملت الكلاشن فرحاً، وكنت وقتها برتبة رائد، ونزلت من السفينة مع بقية زملائي وسط هتافات الجماهير التونسية في المرفأ وقبل وصولي للسلام على الرئيس بورقيبه تلقّفني صحفي أجنبي متهكماً : هل تتكلم الانجليزية ؟ نعم. اتعتقد ان هذا السلاح البسيط سيصل الى تل ابيب ؟! فرددت عليه بما يستحق ورأى العالم كله ذلك.. واعتقد انه نفس الصحفي الذي سأل ابو عمارعند خروجنا من بيروت : الى اين من هنا يا عرفات ؟ يومها اجابه ابو عمار الى فلسطين ! وقد كان.
جُلنا شوارع بنزرت وسط ترحيب حارّ ورائع من قبل الجماهير المحتشدة مما جعلنا نشعر بالفخر والسعادة والمعنويات العالية.

معسكر وادي الزرقة :
ارسلنا الى معسكر الجيش التونسي في ولاية باجه وهو معسكر وادي الزرقة فيه مبنى قديم واسع وجهّز بخيام كبيرة تستوعب اعدادنا التي قاربت على ألف انسان. وهو معسكر مسيّج في اطراف العمران اشعرنا بالوحشة ونحن الذين تعودنا ان نكون بين الجماهير في لبنان.
وعندما غادر الاخ ابو عمار بيروت قام بزيارتنا في المعسكر حيث تفقد اوضاعنا وقرر سحب وانقاذ كل الكوادر السياسية والاعلامية من كتاب وصحفيين الى خارج المعسكر بعضهم الى فندق سلوى مقر القيادة الجديد في تونس وبعضهم الى بلدان عربية اخرى.. وبقيت السياسي والاعلامي الوحيد في المعسكر فأنشأت محطة اذاعية داخلية كي يتابع الافراد اخبار العالم واخبار اهلهم في لبنان.. وكم كنا سعداء عندما قتل المجرم بشير الجميل وسرعان ما تبدلت السعادة والفرح بالحزن والغضب والتمرد عندما ارتكبت جحافل التتار الجدد، الكتائب والصهاينة، مجزرة صبرا وشاتيلا تلك المأساة المروعة التي هزت العالم كله. اصبح الخوف على الاهل يزداد وخاصة من اهلهم في لبنان وفكرت بالاتصال بأسرتي دون جدوى حيث لا اتصال من داخل المعسكر ولا اعرف اين هم وقلبي يتفطر لسماع صوت طفلاتي وزوجتي.. هل هم في الاردن ام غادروه حيث من الصعوبة للفلسطيني الاقامة في الاردن لمدة طويلة. وبعد عشرة ايام من القلق والحيرة استطعت الخروج من المعسكر الى مقر القيادة في فندق سلوى في حمام الشط ومن هناك كان الاتصال والاطمئنان وراحة البال التي لم تستمر طويلا حيث على اسرتي ان تغادر الاردن وانا الممنوع من دخوله الا الى السجن فغادرت تونس الى دمشق الاقرب الى عمان حيث يقيم اخي الضابط في قوات الثورة الموجودة في سوريا. فوجئت بقرار طرد زوجتي وطفلاتي من عمان الى سوريا بحجة انتهاء مدة الاقامة وانتظرت وصولهن في دمشق على أحّر من الجمر بعد ان مضى ثلاثة اشهر دون رؤيتي لهن خاصة طفلتي التي كان عمرها عند الاجتياح ثلاثة شهور وهي الآن بعمر ستة شهور واخذت اتخيل التغير الذي طرأ عليها.. وكم كبرت واتخيل مكاغاتها وصوتها وشوقي لحملها واحتضانها هي واخواتها وأمهن. طال الانتظار ولا نعرف سبب التأخير عدت واخي الى منزله في دمشق بانتظار الآتي.. وبعد منتصف الليل اذ بالباب يدق دقات سريعة غاضبة فاذا هو اخي الذي يكبرني والموظف في الاردن والذي يقل اسرتي بسيارته من عمان الى دمشق يرغي ويزبد ويصيح بأعلى صوته ضد قادة البلدين في دمشق وعمان.. هدأنا روعه وعلمت منه انه بعد طرد الاردن لأسرتي رفضت سوريا ادخالها وسمحوا له هو فقط بالدخول كونه اردنيا.. اي ان اسرتي اصبحت على حدود البلدين دون مأوى.. وسرعان ما اجرى اخي الضابط عددا من المكالمات الهاتفية مع متنفذين في سوريا حيث تمّ السماح لأسرتي بالدخول مرورا فقط على ان تغادر فورا الاراضي السورية.. عاد اخي القادم من عمان بسيارته لاحضار اسرتي من الحدود السورية الاردنية.. وانا بالانتظار على احّر من الجمر.. سأحمل ابنتي الصغيرة واقبلها واداعبها وتحقق الحلم، ها هي اسرتي امام ناظري ولكن ابنتي الصغيرة كانت نائمة حاولت مداعبتها لايقاظها دون جدوى.. الحمد لله الذي لمّ شملنا.. حاولت التحايل لابقاء اسرتي في دمشق واعود الى عملي في تونس.. الى ان اجد مكانا يؤوينا.. الا ان الشهيد القائد سعد صايل، ابو الوليد رحمه الله سهّل الامر علي وأقنعني بحمل اسرتي معي الى تونس حيث فندق سلوى.
في تلك الاثناء القى ملك الاردن الحسين بن طلال خطابا سياسياً حيّا فيه صمودنا في لبنان واثنى على قيادتنا واستغرب تشتيت هؤلاء الابطال الذين رفعوا رأس العرب بصمودهم الاسطوري في بيروت وهل ضاقت عليهم الارض بما رحبت ؟
اعتبرت هذا الخطاب دعوة لمن كان ممنوعا من العودة الى الاردن ان يعود. فعملت على ذلك واقنعت الراحل ابو عمار ان نغتنم هذه الفرصة وانتقل للعمل في الاردن حيث لنا قوات بدر التابعة لجيش التحرير الفلسطيني. وانا المفوض السياسي له. وبعد ان وافق الاخ ابو عمار، ولكن على مضض، غادرت وأسرتي الى عمان وتلك قصة يطول شرحها ومعاناتها.
المهم.. تمّ انشاء مكتب للاعلام الفلسطيني في عمان تسلمت قيادته من اخي نبيل عمرو في فترة لاحقة.
كان العرب قد اتفقوا على عقد قمة عربية خاصة للترحيب بقائد الصمود في بيروت الاخ ابو عمار.. واعتقد ان ذلك اعتذار منهم لتركهم عاصمة عربية تحت الحصار دون ان يفعلوا شيئاً الا من دعوة القذافي لنا بالانتحار.
بعدها تصاعد التوتر مع الرئيس السوري آنذاك حافظ الاسد وقرر طرد الاخ ابو عمار من دمشق.. ثم تمّ حصاره في طرابلس لبنان في العام 1983.. وتكرر الخروج من طرابلس بالبواخر.. الاول كان بحصار من شارون وجيشه والثاني كان بحصار الاسد وجيشه وعملائه.
وزاد الطين بلة تصريح بريجنسكي مستشار الامن القومي الاميركي بتجفيف مصادر الدعم لمنظمة التحرير الفلسطينية وعبارته المشهورة ( باي بايplo) ثمّ مؤتمر ما سمي بالوفاق والاتفاق في عمان للملوك والرؤساء العرب حيث حاول الاسد وغيره انهاء وشطب فلسطين من الخارطة السياسية بحجة ان فلسطين هي جزء من سوريا فكان الردّ من جماهيرنا في الوطن المحتل بالانتفاضة المباركة ضد المحتلين ودعماً لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني تلك الانتفاضة التي دخلت القاموس الدولي واصبحت كلمة ترددها وسائل الاعلام في كل العالم.
جعلت الانتفاضة العالم يتحرك لايجاد حلّ للقضية الفلسطينية فتمّ عقد مؤتمر مدريد.. تلاه اتفاق المبادئ في أوسلو ثم العودة الى الوطن في ظل الاتفاق.
كنت يومها في تونس لحضور دورة المجلس الثوري لحركة فتح والمجلس العسكري الاعلى للثورة لتدارس كيفية العودة الى الوطن في ظل الاتفاق. وتلك قصة اخرى. وشاء حظي واصرار قائدي ابو عمار ان اكون ضمن العائدين معه الى الوطن على نفس الطائرة رغم عدم جهوزتي لذلك فانصعت للأمر، انه الوطن. واذا بي وجها لوجه امام المحتل الاسرائيلي في معبر رفح. كان يبدي ابتسامة صفراء على وجهه لم استطع تفسيرا لها ورحب بي وبغيري من بعدي ومدّ يده للمصافحة بعد انجاز معاملة الدخول ترددت قليلا وانا انقل نظري الى يده الممدودة وعينه المصوبة نحوي وابتسامته اياها. وللمعبر في رفح قصة اخرى ! حيث احتجزنا عدة ايام ممنوعين من الدخول الى رفح وغزة او العودة الى المعبر المصري عند موقف باص المعبر عانينا خلالها معاناة كبيرة.
واخيراً دخلنا رفح وتوجهت الى حيث مقر الرئيس في غزة واذا به فندق..!
مقر القيادة العائدة الى الوطن في فندق، تماماً كما كنا في تونس في فندق سلوى لكن اسم الفندق في غزة هو فلسطين.
لم اشعر انني دخلت وطني.. لم اجد الرغبة لتقبيل تراب وطني كما يفعل الغائب عن وطنه ربما بسبب ابتسامة الاسرائيلي على المعبر واصراره على مصافحتي.. ثم لأنني في فندق وفي الوطن ؟! تذكرت كلمة الاخ ابو مازن صاحب الاتفاق عندما قال لنا في آخر جلسة للمجلس الثوري في تونس : الاتفاق اقل من دولة واكثر من حكم ذاتي.. وفهمنا لتطبيقه وتفسيرنا الفلسطيني لبنوده يساعدنا على تحقيق هدفنا. اما ان نأخذه كله او نتركه كله Take it or leave it.
وتجربتي في الوطن التي امتدت من العام 1995 وحتى العام 2004م تحتاج الى وقفة اخرى حيث عملت نائباً لمساعد القائد العام للقوات ونائبا للمفوض السياسي العام وناطقا باسم القوات في السلطة الوطنية الفلسطينية. وفي العام 2005م تمت إحالتي على التقاعد بسبب السنّ، لكني لم اتقاعد عن النضال.. فمن خلال عضويتي في المجلس الوطني الفلسطيني امارس عملي النضالي حتى اللحظة وحتى الرمق الاخير ان شاء الله.
• صولفرين : هو اسم الباخرة اليونانية التي أقلتنا من بيروت الى بنزرت.
• وادي الزرقة : هو المعسكر التونسي التابع للجيش في ولاية باجة والذي اصبح مركز قواتنا.

 

 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025