منتهى العربدة- عدلي صادق
تتمادى حكومة المستوطنين الأشرار المتطفلين على بلادنا، في الفجور، وليس هناك من يزجرها أو يكبح غرائزها. فالقوى الدولية النافذة، إما مسكونة بالهاجس الإيراني أو بحماية مسار الجريمة المتشظية في كل أنحاء سوريا العربية. تزداد كوميديا الهجوم سواداً، عندما يلتقي المتناقضون ظاهرياً، فينكشف أمرهم عندما يجمعهم خط الهجوم في مجرى واحد، وهو تدمير الحركة الوطنية الفلسطينية وشطب مشروعها. وترتسم في هذا السياق، مفارقات كاشفة، حين تتطابق المقاصد، وإن اختلفت الصياغات، بين من ينطق باسم حكومة صهيونية شديدة الهوس العنصري وعميقة العداء للتسوية، والناطقين باسم انقلاب دموي شق الصف الفلسطيني وأوقع فيه الجراح وأحلّ منطق التخوين الجماعي للناس، ومعهم صغير مطلوب للعدالة بعد إدانته بانتهاب المال العام، وعلى أجناب هؤلاء جميعاً، يقبع ماكثون بيننا، لم يكتشفوا بعد، السر الذي أدركه إخواننا في الصومال، وهو أن حكومات المجتمعات المستهدفة والمحاصرة بين النار والنار، لا بد أن تتحلى بالرشد والزهد والفطنة، فيما وظيفتها، أن تتدبر أمور مجتمعها، وتدير اقتصاده وموارده البشرية، لكي تحقق الهدف الذي جاءت من أجله، وهو أخذ الناس الى بر النجاة، وتكريس العدالة، لكي لا ينفجر المجتمع، والمثابرة على طرح الأنموذج المرتجى، أداءً وإبداعاً وسلوكاً!
المحتلون ذاهبون بنا وبأنفسهم، الى وضع سينقلب على رؤوسهم في نهاية المطاف، وقد تطوع البروفيسور الأميركي جون ميرشايمر، أستاذ العلوم السياسية ومنسق برنامج "سياسة الأمن الدولي" في جامعة شيكاغو؛ بشرح هذا الوضع، قبل نحو ثلاثة أشهر، عندما حلّ ضيفاً صديقاً على "مركز فلسطين" في واشنطن، في ندوة لمناسبة ذكرى رحيل هشام شرابي. ففي ذلك الشرح، قدم الاستاذ الجامعي الأميركي، عرضاً مفصلاً للهدف الذي يسعى اليه المهووسون الحاكمون في إسرائيل، وهو الهدف نفسه الذي لخصته اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في عبارة مقتضبة ضمن بيانها أمس: "ليس في وارد سياسة إسرائيل، أن تسمح للفلسطينيين بأن يكون لهم دولة قابلة للحياة في غزة والضفة الغربية. ومما يؤسف له أن حل الدولتين لا يعدو الآن كونه وهماً، بل إن هذه الأراضي سوف تُدمج في "إسرائيل الكبرى"، التي ستكون دولة تمييز عنصري (أبارتهايد) تشبه كثيراً جنوب أفريقيا إبان حكم البيض". وأردف الرجل قائلاً في ختام عرضه: "ومع ذلك، لن يكون في إمكان دولة يهودية عنصرية، أن تستمر سياسياً في المدى الطويل، إذ ستصبح في نهاية الأمر، دولة ديمقراطية ثنائية القومية يهيمن مواطنوها الفلسطينيون على شؤونها السياسية. وبعبارة أخرى، لن تبقى دولة يهودية. وهو ما سيعني نهاية الحلم الصهيوني". ولا يسمح المجال هنا، عرض توضيحات الأستاذ الجامعي الأميركي المرموق، حول كيفية توصله الى هذه النتيجة!
معنى ذلك، أن المعتوه ليبرمان، فيما هو يعلم أن الدنيا لا تنهره ولا تكبح غرائزه؛ يريدنا أن نبدأ من حيث بدأ مانديلا وليس من حيث انتهى. عربدة عِرق على عِرق، وثنائية ألوان، واحدهما يملك السلاح ويبطش ويسجن، بينما الثاني يُذبح ويتعذب ويجوع ويكافح ويتلقى الطعنات، ثم بعد طول الشقاء والألم، ينتصر دمه على بارود أعدائه!
الى هذه الوجهة، يحاول الحاكمون العنصريون في دولة الانتهاب والاغتصاب، أن يأخذوننا، ولهذه الغاية، تتونع تهديداتهم وتتشعب ممارساتهم ويتعدد مناصروهم، فيتبدى جلياً سلوك العربدة القصوى!
www.adlisadk.net
adlishaban@hotmail.co
المحتلون ذاهبون بنا وبأنفسهم، الى وضع سينقلب على رؤوسهم في نهاية المطاف، وقد تطوع البروفيسور الأميركي جون ميرشايمر، أستاذ العلوم السياسية ومنسق برنامج "سياسة الأمن الدولي" في جامعة شيكاغو؛ بشرح هذا الوضع، قبل نحو ثلاثة أشهر، عندما حلّ ضيفاً صديقاً على "مركز فلسطين" في واشنطن، في ندوة لمناسبة ذكرى رحيل هشام شرابي. ففي ذلك الشرح، قدم الاستاذ الجامعي الأميركي، عرضاً مفصلاً للهدف الذي يسعى اليه المهووسون الحاكمون في إسرائيل، وهو الهدف نفسه الذي لخصته اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في عبارة مقتضبة ضمن بيانها أمس: "ليس في وارد سياسة إسرائيل، أن تسمح للفلسطينيين بأن يكون لهم دولة قابلة للحياة في غزة والضفة الغربية. ومما يؤسف له أن حل الدولتين لا يعدو الآن كونه وهماً، بل إن هذه الأراضي سوف تُدمج في "إسرائيل الكبرى"، التي ستكون دولة تمييز عنصري (أبارتهايد) تشبه كثيراً جنوب أفريقيا إبان حكم البيض". وأردف الرجل قائلاً في ختام عرضه: "ومع ذلك، لن يكون في إمكان دولة يهودية عنصرية، أن تستمر سياسياً في المدى الطويل، إذ ستصبح في نهاية الأمر، دولة ديمقراطية ثنائية القومية يهيمن مواطنوها الفلسطينيون على شؤونها السياسية. وبعبارة أخرى، لن تبقى دولة يهودية. وهو ما سيعني نهاية الحلم الصهيوني". ولا يسمح المجال هنا، عرض توضيحات الأستاذ الجامعي الأميركي المرموق، حول كيفية توصله الى هذه النتيجة!
معنى ذلك، أن المعتوه ليبرمان، فيما هو يعلم أن الدنيا لا تنهره ولا تكبح غرائزه؛ يريدنا أن نبدأ من حيث بدأ مانديلا وليس من حيث انتهى. عربدة عِرق على عِرق، وثنائية ألوان، واحدهما يملك السلاح ويبطش ويسجن، بينما الثاني يُذبح ويتعذب ويجوع ويكافح ويتلقى الطعنات، ثم بعد طول الشقاء والألم، ينتصر دمه على بارود أعدائه!
الى هذه الوجهة، يحاول الحاكمون العنصريون في دولة الانتهاب والاغتصاب، أن يأخذوننا، ولهذه الغاية، تتونع تهديداتهم وتتشعب ممارساتهم ويتعدد مناصروهم، فيتبدى جلياً سلوك العربدة القصوى!
www.adlisadk.net
adlishaban@hotmail.co