الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

نحو ثورة حقيقة على مؤسسات المجتمع المدني- رمـزي صادق شاهيـن

لقد كانت مؤسسات المجتمع المدني محل نقاش دائم طيلة الخمس عشر عاماً الماضية ، من حيث الأهداف والبرامج ونوعية النشاطات ، لكننا في الحقيقة لم نصل لمشروع متكامل نستطيع من خلاله فهم كيفية الاستفادة مجتمعياً من هذه المؤسسات وبرامجها ، وتسخير عملها لخدمة القضايا الحقيقة بدل البرامج الاستهلاكية والإعلامية التي يتم صرف ملايين الدولارات عليها .
مجتمعنا الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة يحتاج إلى النوعية وليس الكمية ، وهو من المجتمعات التي تحتاج لطريقة مُعينة من الإقناع ، خاصة أن لديه ثقافات تختلف عن بقية المجتمعات الأخرى لو قارنا ذلك بالضفة الفلسطينية ، حيث عمد الاحتلال طيلة سنوات على زرع ثقافة الفوضى والعنف ، ومارس عملية التجهيل من خلال تمرير مشاريع الفقر والحصار متعدد الإشكال ، فكانت النتيجة أن هناك حاجة لزرع مفاهيم وقيم جديدة نستطيع من خلالها تغيير الكثير من العادات والسلوكيات لدى البعض .
بعد سبع عشر عاماً من قيام السلطة الوطنية ، والذي ترافق معه إنشاء عشرات بل مئات المؤسسات المجتمعية، فلا زلنا ندور في نفس الحلقة ، ملايين الدولارات صُرفت بإسم الشعب الفلسطيني وتحسين الثقافة وزرع القيم والمبادئ والمفاهيم ، وإقامة المشاريع والدورات والمؤتمرات ، إلا أننا نعود في كُل مرة إلى نقطة الصفر ، ومهما حاول البعض تجميل الصورة ، إلا أن النزول إلى قاع المجتمع يفتح الملف بصورة مؤلمة ، في ظل وجود قضايا ومشاكل تقشعر لها الأبدان ، ولن يستطيع حلها أي حكم لا عسكري ولا مدني .
لو راجعنا دائرة الشؤون العامة في وزارة الداخلية ، فإننا سنجد مئات الجمعيات والمؤسسات المُرخصة ، والتي تتخذ من قطاع غزة مقراً لها ، وبرغم وجود عدد من هذه المؤسسات على الورق ، إلا أننا سنرى حجم الإخفاق في تحقيق ما معدله 5% من برامج ما تبقى من المؤسسات العاملة والتي تتلقى الدعم سواءاً المباشر أو غير المباشر من المؤسسات الدولية .
جميع هذه المؤسسات تضع في برامجها تنمية المجتمع وبناء الشباب ونشر الديمقراطية وحقوق الإنسان ، وللأسف من عام 1994م زادت المشاكل والخلافات والقضايا والجرائم وتنوعت بما يؤكد فشل كُل هذه المؤسسات في تحقيق أياً من برامجها ، لأن القائم على الجريمة هو من نفس الفئة العمرية التي شهدت سنوات بناء وإنشاء هذه المؤسسات أو الجمعيات ، وهذا يجعلنا نقف بجدية لمراجعة شاملة لعمل هذه المؤسسات والقيام بثورة تصحيح لأدائها وعملها .
انتشار ظاهرة المخدرات :
من عام لعام ترتفع نسبة قضايا المخدرات ، ففي الأعوام التي تلت إنشاء السلطة الوطنية كانت قضايا المخدرات تنحصر في مجموعة بسيطة من التجار والمتعاطين ، ومن عمل في أجهزة السلطة المختصة يعلم تماماً أن هذه الظاهرة اقتصرت على فئة من المجتمع ، وهي الفئة التي كانت تاريخياً تعتاش من هذه التجارة وكانت تعتبرها مصدر رزق لها ، أما اليوم فإن القضايا لا تنحصر في فئة عمرية أو مجتمعية أو محافظة بعينها ، فقد نجد أبناء أطباء تجار مخدرات ، أو محامين متعاطين ، وطلبة جامعات ، وحتى بنات مدارس ثانوية ، وهذا بالتأكيد هو فشل واضح في أدائنا كمؤسسة رسمية وكمؤسسات مجتمع مدني تأخذ على عاتقها الدور التكميلي للسلطة الحاكمة . 
ظاهرة العنف الجامعي والمدرسي :
سأتحدث عن العنف المدرسي بشكل مُبسط ، ولن أخوض في التجربة بشكل معمق لأنها تجربة مخزية ، بأن تجد المؤسسات الجامعية والتعليمية مسرحاً للعنف ، فقد استبدل الجيل الحالي مفهوم التربية بالعنف والتعليم بالاعتداء إما على الأسرة التعليمية أو زملاءهم من الطلبة ، فكم مشكلة حصلت في جامعاتنا الفلسطينية ، وكم مشكلة تحصل يومياً في مدارسنا الثانوية والإعدادية سواءاً مدارس حكومية أو مدارس تابعة لوكالة الغوث الدولية .
انتشار مفاهيم العنف والانتقام :
عندما ترى نوعية الجرائم والقضايا في قطاع غزة ، فإنك تقف مذهولاً ، أمام ما تراه من انتشار لمفاهيم العنف وحب الانتقام ، والإصرار على التعامل مع الأمور بشكل تصعيدي متخلف ، وهذا يدلل على فشلنا جميعا في إيصال رسائل مؤسساتنا المجتمعية لصحابها ، فما تفسيركم لعدد المشاجرات العائلية في شهر رمضان على سبيل المثال ، والتي سجلتها مراكز الشرطة في قطاع غزة ، والتي سجلت مئات المشاكل التي تم استخدام فيها إما الأسلحة النارية أو البيضاء ، بخلاف حالات القتل التي حصلت في هذه الفترة على سبيل المثال لا الحصر والتي سجلت أكثر من 6 حالات . 
اخذ القانون باليد :
ثقافة اخذ القانون باليد هي السائدة اليوم ، فعلى ما يبدوا إننا نحتاج إلى عملية تصحيح في قوانين العقوبة المعمول بها ، أو أن المجتمع أصبح يعيش حالة من الفلتان الأخلاقي ، نتيجة عدة عوامل منها الفقر والبطالة والانقسام ، وغياب الرادع الأخلاقي والقانوني ، وغياب التثقيف والإرشاد ، وعدم نجاعة أساليب التوعية الموجودة حاليا ، وغياب المساجد والمدارس ومؤسسات المجتمع المدني عن دورها الحقيقي .
ظواهر أخرى :
لم يُسجل في تاريخ الشعب الفلسطيني أن كانت لديه ثقافة النصب والإحتيال ، بل هي قضايا مستجدة ظهرت منذ عشرة أعوام تقريباً وانتشرت لتصبح ظاهرة حقيقية ، وهذا بالتأكيد نتيجة عدة عوامل أهمها عدم وجود آليات ردع خاصة وقوانين خاصة بمثل هذه القضايا ، فقضايا التحايل المالي والشيكات بدون رصيد موجودة في مجتمعنا بشكل كبير ، وهذا ما سيضع المجتمع أمام مشاكل كبيرة في المستقبل ، خاصة في ظل وجود العقوبة وغياب مؤسسات المجتمع والمؤسسات الأخرى ذات العلاقة .
أخيــراً :
قد يحاول البعض وصف هذا المقال بالتجني على مؤسسات المجتمع المدني ، لكنها الحقيقة ، الحقيقة التي حاول مراراً الكثيرين تجاهلها ، ويحاول البعض تجاهلها أو تبسيطها ، فكم من مشروع جاء بإسم الشعب الفلسطيني ونُهبت أمواله ، وكم من مشروع تم على الورق وتم سرقة موازنته ، كم من مشروع تم تحويله لجيوب مسئولي السلطة بالمناصفة مع مسئولي المؤسسات ، وكم من مؤسسة اتخذت من قطاع غزة ملعباً لسياساتها المشبوهة بإسم الديمقراطية وحقوق الإنسان وبناء المجتمع ، وكم وكم . 
لقد آن الأوان لفتح هذه الصفحة ، فشعبنا دفع ويدفع ثمن فساد مؤسساتكم ، فساد مشاريعكم ، فساد علاقاتكم على حساب معاناة وفقر الشعب الفلسطيني في مخيمات الفقر ومدن القهر ، مؤسساتكم التي جلبت لكم الملايين التي لم نرى منها سوى الفتات ، وآن الأوان للقيام بثورة تصحيح لمؤسسات المجتمع المدني كافة ، من منها يعمل ويؤدي بشكل فعال ومن منها موجود من اجل مصالح وغايات أخرى .
&&&&&&&&
* إعلامي وكاتب صحفي- غـزة
Rm_sh76@yahoo.com

 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025