مبعوثون- فؤاد ابو حجلة
عندما أيقن الأمين العام السابق للأمم المتحدة استحالة التوصل الى حل في سوريا، قال كوفي: كفى.. واستقال من مهمته التي كلفته بها الجامعة العربية والمجتمع الدولي للتوصل الى تسوية سلمية للصراع في سوريا.
أدى خروج عنان من المشهد إلى نشوء فراغ في احدى خانات الجهد الوهمي المبذول لانهاء الصراع، وكان لا بد من ترشيح دبلوماسي آخر لتولي المهمة ولاقناع العرب والعالم بأن هناك محاولات عربية لحقن دماء السوريين. وكان خيار العرب هذه المرة عربيا جزائريا له من الخبرة في العمل الدبلوماسي ما يفوق خبرة أي رئيس أركان عربي في العسكرية، وجاءت تسمية الأخضر الابراهيمي لتوحي بأن هناك جدية في المحاولة وأن العرب لا ينامون طويلا ولا يقبلون ذبح السوريين وتدمير سوريا.
تفاءلنا في البداية، ثم اكتشفنا كم نحن حمقى في الرهان على الدبلوماسية العربية التي لا تتقن شيئا من فنون الدبلوماسية سوى الموافقة على اتفاقيات الهزيمة والخراب، ففي أول تصريح للأخضر الابراهيمي كان واضحا أن مهمة الرجل تنحصر في شراء الوقت والمطمطة لكي يتسنى لعرب التحالف وعرب الناتو أن يجهزوا بدائلهم المناسبة للنظام القمعي الحاكم في دمشق.
لا نعرف ما الذي يمكن أن يفعله الابراهيمي لحقن الدماء، ولا نعرف كيف يمكن لمبعوث منتدب من جسم سياسي معاد للنظام السوري أن يقنع هذا النظام بالتوقف عن قتل السوريين، ولا أحد يعرف كيف يمكن لهذا الدبلوماسي العربي أن يقنع العسكريين المنشقين في الجيش الذي يسمي نفسه حرا بالتوقف عن ارتكاب الفظائع بحق المدنيين الأبرياء في المدن السورية، فهذا الجيش لا يخضع لإمرة الجامعة العربية ولا يقوده جنرال عربي، وتأتيه الدولارات من وراء الحدود وتأتيه الأوامر من وراء البحار.
سيكثر الابراهيمي من السفر وحضور الاجتماعات وربما ينسحب من المهمة بعد أسابيع يكون فيها السوريون قد خسروا عشرات الآلاف من الأرواح البريئة.
لكن كل ذلك ليس مهما.. المهم هو أن تواصل الجامعة العربية أداء رسالتها القومية العظيمة ودورها السياسي الكبير الذي تختصره في ارسال المبعوثين.
ربما يشعر العربي أمين الجامعة العربية بالاعتزاز لهذا الانجاز العبقري، ونحن أيضا نشعر بالاعتزاز الكبير لأن الجامعة يحفظها الله تؤدي واجبها القومي وتسخر كل إمكانياتها لتعزيز فريق المبعوثين حتى أصبح كل العاملين فيها مبعوثين.. وأصبحت أنا «مبعوثا» لمجرد كوني عربيا
أدى خروج عنان من المشهد إلى نشوء فراغ في احدى خانات الجهد الوهمي المبذول لانهاء الصراع، وكان لا بد من ترشيح دبلوماسي آخر لتولي المهمة ولاقناع العرب والعالم بأن هناك محاولات عربية لحقن دماء السوريين. وكان خيار العرب هذه المرة عربيا جزائريا له من الخبرة في العمل الدبلوماسي ما يفوق خبرة أي رئيس أركان عربي في العسكرية، وجاءت تسمية الأخضر الابراهيمي لتوحي بأن هناك جدية في المحاولة وأن العرب لا ينامون طويلا ولا يقبلون ذبح السوريين وتدمير سوريا.
تفاءلنا في البداية، ثم اكتشفنا كم نحن حمقى في الرهان على الدبلوماسية العربية التي لا تتقن شيئا من فنون الدبلوماسية سوى الموافقة على اتفاقيات الهزيمة والخراب، ففي أول تصريح للأخضر الابراهيمي كان واضحا أن مهمة الرجل تنحصر في شراء الوقت والمطمطة لكي يتسنى لعرب التحالف وعرب الناتو أن يجهزوا بدائلهم المناسبة للنظام القمعي الحاكم في دمشق.
لا نعرف ما الذي يمكن أن يفعله الابراهيمي لحقن الدماء، ولا نعرف كيف يمكن لمبعوث منتدب من جسم سياسي معاد للنظام السوري أن يقنع هذا النظام بالتوقف عن قتل السوريين، ولا أحد يعرف كيف يمكن لهذا الدبلوماسي العربي أن يقنع العسكريين المنشقين في الجيش الذي يسمي نفسه حرا بالتوقف عن ارتكاب الفظائع بحق المدنيين الأبرياء في المدن السورية، فهذا الجيش لا يخضع لإمرة الجامعة العربية ولا يقوده جنرال عربي، وتأتيه الدولارات من وراء الحدود وتأتيه الأوامر من وراء البحار.
سيكثر الابراهيمي من السفر وحضور الاجتماعات وربما ينسحب من المهمة بعد أسابيع يكون فيها السوريون قد خسروا عشرات الآلاف من الأرواح البريئة.
لكن كل ذلك ليس مهما.. المهم هو أن تواصل الجامعة العربية أداء رسالتها القومية العظيمة ودورها السياسي الكبير الذي تختصره في ارسال المبعوثين.
ربما يشعر العربي أمين الجامعة العربية بالاعتزاز لهذا الانجاز العبقري، ونحن أيضا نشعر بالاعتزاز الكبير لأن الجامعة يحفظها الله تؤدي واجبها القومي وتسخر كل إمكانياتها لتعزيز فريق المبعوثين حتى أصبح كل العاملين فيها مبعوثين.. وأصبحت أنا «مبعوثا» لمجرد كوني عربيا