رنة مزاج - محمود ابو الهيجاء
في خضم الازمة الاقتصادية الراهنة، ما زالت تصلني على هاتفي الجوال رسائل قصيرة من رقم خماسي، تقدم لي عرضا، ملخصه انه بامكاني تبديل رنة هاتفي «العادية» برنة على مزاجي، وذلك مقابل ستة شواقل شهريا كرسوم اشتراك، وهذا ما سيمنحي ان اسمع جديد «ملحم زين» كل مرة مجانا..!!
هذا هو ما ينقصني الآن، ان تكون رنة هاتفي الجوال على مزاجي، وان اسمع جديد ملحم زين في كل مرة، وبالمناسبة من هو زين هذا.. ؟؟
سيقال ان هذا عرض وطلب وهذه هي التجارة الحرة، لكن ما بال هذه التجارة لا تشعر بحال زبائنها الذين باتوا « رنات « غريبة بحد ذاتهم، رنات تنوح وتجوح وهي تبحث عن سعر اقل لكيلو الطماطم، ولتر البنزين لا اكثر ولا اقل..!!
لكن هكذا يحلو للسلعة ان تواصل لعبتها الدعائية المفضلة في عروض لا قيمة لها، ولا يهمها في النهاية غير ان تكون وان تربح، ولربما ليس في ذلك ما يضير، اعني من ناحية حق العرض والسعي الى الربح، لكن اعتراضي يتعلق بالتوقيت وتقدير الحالة العامة، فبوسع ذلك الرقم الخماسي الذي يبعث بهذه الرسائل ان يؤجل رسائله الى وقت آخر، وقت تبدو فيه الأزمة الاقتصادية في ايامها الاخيرة، ولا اشك ان هذه الأيام لا بد ان تأتي، فليس من المعقول مع ارادة وعمل حقيقي بشفافية ونزاهة ان نبقى في هذه الأزمة وهذه الحال.
ما اريد قوله ان التكافل والتضامن في وضعنا الراهن يجب ان يشمل كل القطاعات العاملة في بلادنا، خاصة في هذا السياق بين السلعة ومستهلكيها... فهل نفعل؟.