كيف ستستقبلون الرئيس لدى عودته ؟ - ماجد حمدي ياسين
منذ أن أعلنت القيادة الفلسطينية ممثلة بالسيد الرئيس: محمود عباس، نيتها التوجه للأمم المتحدة وتقديم طلب الإعتراف بدولة فلسطينية تحت الإحتلال الذي عبر عن رفضه لهذه الخطوة السياسية الفلسطينية، وبدأ قادته تطلق تصريحاتها التحريضية ضـد القيادة الفلسطينية وعلى رأسها رمز الشرعية الأخ الرئيس، محمود عباس الذي إستطاع خلال الأشهر الأخيرة تحقيق إنجازات كبيرة على المستوى السياسي، ونجح في إنتزاع إعتراف عدد كبير من دول المنطقة بالدولة الفلسطينية، وبحق شعبنا العيش بحياة كريمة كباقي شعوب المنطقة . وكلما إقترب موعد تقديم الطلب الفلسطيني للأمم المتحدة تزداد وتيرة التهديدات الصهيونية التي كانت أعنفها وأشرسها هي الصادر عن وزير خارجية الإحتلال المتطرف "أفغدور ليبرمان" الذي وصل الأمر به إلي تهديد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس بالقتل، مما يثبت بالدليل القاطع أن "إسرائيل" التي تتغنى بالديمقراطية هي الكيان الأكثر تطرفاً وإجراماً بالمنطقة، وهذا ما أثبتته تصريحات "ليبرمان" الخطيرة التي تؤكد، أن رجل الدبلوماسية الأول الذي يُعتبر المرآة التي تعكس صورة "إسرائيل" الداخلية للخارج هو الأكثر تطرفاً، ويتعامل وفق قانون الغاب، ولم يحترم إرادة الشعب الفلسطيني الذي إنتخب "عباس" رئيساً له في عملية ديمقراطية أشرفت عليها العديد من المؤسسات الفلسطينية والعربية والدولية، وأشادت بنزاهتها . إن الرئيس "محمود عباس" لم يواجه خلال الفترة الماضية التهديدات الصهيونية وحدها، بل إن هذا الرجل تحمل كثيراً لأجل قضيته التي يؤمن بها وبعدالتها، وبحتمية نصرها، وإن الأمر لم يكن مختصراً على تهديدات الإحتلال فقط، بل إن فلسطينية هذا الرجل دفعته إلي إدارة الظهر للإدارة الأمريكية التي أعلنت منذ اليوم الأول الذي عبر فيه الرئيس عن نيته بالتوجه للأمم المتحدة، رفضها لهذه الخطوة السياسية الفلسطينية التي تحشر دولة الإحتلال الإسرائيلي في زاوية سياسية سوداء، حيث أن "واشنطن" إستخدمت نفوذها السياسي بالمنطقة، وحاولت خلال الأشهر الماضية إفشال المساعي الفلسطينية، وسخرت كل طاقتها لخدمة "إسرائيل" ومشروعها الصهيوني القائم على أساس سرقة حقوق الغير، ومارست ضغوطاً كبيرة على القيادة الفلسطينية بهدف إلغاء أو تأجيل هذا التوجه، وفرضت حصاراً مالياً على الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية، وجمدت أموال المساعدات التي تقدم للشعب الفلسطيني وفق إتفاقية السلام التي أشرفت عليها، ظناً منها أن هذه الإجراءات القمعية التي تثبت أن "أمريكا" هي دولة مستبدة وإبتزازية وقاهرة للشعوب المظلومة، ستعرقل المشروع الفلسطيني السياسي وستغرق القارب النضالي الذي يقوده الرئيس "عباس" الذي مضى في طريقه حاملاً بين ضلوعه وعلى أكتافه معاناة شعبه وأحلامه وتطلعاته، ووقف أمام منصة الخطابة كالأسود الثائرة، مطالباً العالم أجمع بإنصاف الشعب الفلسطيني، والإقرار بحقوقه المشروعة التي سلبتها دولة الإحتلال . فإن الموقف الوطني الجريئ الذي جسده الرئيس، محمود عباس، وتحديده لقوى الشر بالعالم من أجل وطنه وشعبه وقضيته، يجب أن يقابله شعبنا البطل بلمسة وفاء لدى عودته، وإستقباله بالشكل الذي يليق بهذا المناضل الكبير الذي قـد يواجه خلال المرحلة القادمة، ترجمة التهديدات الصهيونية والأمريكية معاً، وقـد يدفع هذا الحارث والأمين على ثوابتنا الوطنية حياته ثمناً لمواقفه النضالية النبيلة تجاه شعبه الفلسطيني المطالب اليوم بالإلتفاف حوله ومساندته وحمايته من الخطر الذي يلتف حوله، لأن مشهد التعنت الصهيوني والأمريكي الذي بدأت فصوله بعد فشل محادثات "كامب ديفيد" وإنتهى بإستشهاد القائد الرمز "أبو عمار" من المتوقع أن يتكرر من جديد مع خلفه "أبو مازن" الذي قـد يواجه نفس المصير، بسبب تصميمه الحصول على حق شعبه، ورفضه التنازل عن أي من ثوابتنا الفلسطينية التي قضى لأجلها الآف الشهداء، وبسبب تجاهله للإدارة الأمريكية التي تعتبر نفسها فوق كل القوانين، وفوق إرادة الشعوب الحرة التي لا تقبل بالإملاءات الخارجية التي تشكل إنحيازاً واضحاً لإسرائيل على حساب مصير الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية العادلة .