الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

الوثيقة الامريكية تعمق العداء لفلسطين

القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
نبض الحياة

عادل عبد الرحمن
كشفت الاوساط الاعلامية عن وثيقة اميركية، تطالب الدول الاوروبية بعدم دعم التوجه الفلسطيني للجمعية العامة للحصول على العضوية غير الكاملة في الامم المتحدة.
من حيث المبدأ لا يمكن لمراقب سياسي او اعلامي، ان يستغرب او يستهجن الوثيقة الاميركية. لإن من يعود للسياسات الاميركية، وادارتها المتعاقبة منذ عام 1947 وعشية إصدار قرار التقسيم لفلسطين التاريخية حامل الرقم (181) يستطيع معرفة حقيقة الموقف الاميركي المعادي لحق تقرير المصير للشعب العربي الفلسطيني، مع ان الرئيس الاميركي وودرو ويلسون اول من نادى بحق تقرير المصير للشعوب الخاضعة للامبراطوريات الاستعمارية في ال 8 من يناير / كانون ثاني 1918 ، عندما طرح على الكونغرس الاميركي مبادؤه ال (14).
لكن من يعود ايضا لقراءة تاريخ الامبراطورية الاميركية منذ قيامها، يدرك ان القيادات والرؤساء الاميركيين يقولون شيئا ويفعلون نقيضه تماما. لان القيم الرائعة، قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وحقوق الاقليات ... الخ تستخدم للاستهلاك اللفظي والتضليل لشعوب الارض الفقيرة والمضطهدة، اما الهدف الحقيقي ، فانه يصب في خدمة السياسات الاستعمارية الاميركية. وبالتالي الوثيقة الاميركية الجديدة الموجهة للدول الاوروبية، انما تعكس تأكيد المؤكد في السياسة الاميركية. لان الولايات المتحدة تناصب المصالح الوطنية للشعب العربي الفلسطيني العداء. وتعمل بكل ما تملك من قوة عسكرية وسياسية واقتصادية وثقافية ودينية لدعم دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية، رديفتها وربيبتها في الارهاب المنظم ضد شعوب الارض. ولان كلا الدولتين قامتا على مفهوم الابادة للآخر، وتحكمهما فلسفة ومنطق الرأسمال، الذي يبحث بشكل مجنون ودون اي وازع قانوني او سياسي او اخلاقي او ثقافي عن الربح الاحتكاري، وعلى حساب مصالح وحقوق الشعوب المضطهدة والمغلوبة على امرها.
ويخطىء من يحاول من العرب والفلسطينيين تحميل المسؤولية للذات العربية والفلسطينية، في عدم قدرتها على محاكاة الآخر الغربي وخاصة الاميركي. لان اللغة، التي استخدمها الفلسطينيون والعرب عموما منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي كفيلة بقلب كل المفاهيم الغربية، لا سيما وان العرب خلعوا كل ثيابهم ، وقدموا انفسهم بشكل هابط جدا في الواقعية، حتى يستطيع المواطن الاميركي والاسرائيلي والاوروبي ، تفهم حاجة الشعوب العربية عموما والشعب الفلسطيني للسلام والتعايش والحصول اسوة بشعوب الارض على حق تقرير المصير واقامة الدولة المستقلة على خمس فلسطين التاريخية ، اي على ال 22% فقط. ومع ذلك كلما قدم العرب والفلسطينيون تنازلا ، كلما تغولت الحركة الصهيونية واداتها الدولة العبرية في استباحتها للحقوق الوطنية الفلسطينية، وكلما تساوقت معها الادارات الاميركية المتعاقبة بغض النظر عن الحزب الحاكم. ليس هذا فحسب، بل ان الادارة الاميركية توجه سهامها وسخطها وضغوطها وجبروتها للفلسطينيين والعرب ومطالبتهم بالبقاء جالسين الى ماشاء الله على طاولة المفاوضات الاسرائيلية ، حتى يقرر الاسرائيليون الوقت، الذي يغلقوا فيه باب غرفة المفاوضات ويحولوا دون دخول الفلسطينيين لها، وهذا الوقت تصل اليه دولة التطهير العرقي ، عندما تصادر وتهود كل الارض الفلسطينية وليس فقط القدس، وتنفذ مخطط الترانسفير الارهابي الكولونيالي ضد ابناء الشعب الفلسطيني .
هذه الحقيقة في الموقف الاميركي تاريخيا، لم تحل دون حرص القيادات الفلسطينية  على التعامل بايجابية مع الادارات الاميركية، إدراكا منها لطبيعة موازين القوى في اللوحة الدولية، وإمساك الولايات المتحدة حتى اللحظة بقرون السياسة الدولية في ظل غياب الاقطاب الدولية المنافسة لها. كما ان القيادة والشعب الفلسطيني، شاؤوا ان يمدوا جسور الصداقة مع الشعب الاميركي، الذي تضلله القيادات الاميركية النافذة في صناعة القرار، ولان الشعب الاميركي ليس معاديا لشعوب العالم بما فيها الشعب الفلسطيني، وبالتالي الحرص الفلسطيني معني بتعزيز روابط الصداقة مع الشعب الاميركي، ولكن الشعب والقيادة السياسية ، وعلى اهمية ادارة الصراع بحنكة، وعدم دخول متاهات حروب دونكشوتية لا طائل من ورائها مع الولايات المتحدة وغيرها من الاقطاب الدولية، إلآ انها مطالبة بموقف جدي وواضح في اولا فضح الموقف الاميركي في الساحة الوطنية والعربية وحيثما امكن؛ وثانيا ارسال رسالة احتجاج شديدة اللهجة للادارة الاميركية، تحمل في طياتها ادانة للوثيقة والموقف الاميركي الجديد؛ وثالثا مطالبة الولايات المتحدة مجددا بالانسجام مع دورها كراعية اساسية لعملية السلام في المنطقة وخاصة على المسار الفلسطيني – الاسرائيلي، والكف عن سياسة البلطجة ومعاداة الحقوق الوطنية الفلسطينية؛ ورابعا مطالبة الدول العربية رسميا باتخاذ موقف ولو شكلي يدين السياسة الاميركية؛ وخامسا ايضا مطالبة دول الاتحاد الاوروبي بعدم الاستجابة للموقف الاميركي، وفتح حوار موسع مع دول الاتحاد لتعميق عملية الدعم للتوجه الفلسطيني بالحصول على عضوية دولة غير عضو، ولكن دون المساومة على حقوق الدولة الفلسطينية او القبول بتفريغ العضوية من محتواها السياسي والحقوقي – القانوني ..
الوثيقة الاميركية تشكل وصمة عار للسياسة الاميركية. وهي تعمق العداء للمصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطينية، وتحتاج الى تحرك شعبي مواز للتحرك الرسمي من خلال تصعيد الاحتجاجات الشعبية في الضفة والقطاع والقدس والشتات وداخل الداخل، لابراز الموقف الوطني الجامع والداعم للارادة السياسية للقيادة الفلسطينية. وتوسيع دائرة الحراك الشعبي في المنابر الاقليمية والدولية فضلا عن العربية والاسلامية، كي تدرك اميركا العم سام، ان الشعب الفلسطيني وقيادته قادرين على المواجهة الواقعية لبلطجة وتشبيح الولايات المتحدة وحليفتها الاستراتيجية دولة التطهير العرقي الاسرائيلية.
za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025