الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

عندما يزور (نتنياهو) التاريخ في الأمم المتحدة- بكر ابو بكر


ربما لم ينتبه الكثيرون لادعاء نتنياهو من على منصة الأمم المتحدة قبل أيام بان تاريخ القدس ملك للإسرائيليين، وما لحقه من ادعاء شمعون بيرز أن الرئيس الإيراني نجاد لا يفقه التاريخ والعلاقة بين الاسرائيليين وما اسماها (أرض إسرائيل) في تعليق له على خطابه.
فلقد قال نتنياهو وما صدق فيما قال (انه قبل 3000 عام سيطر الملك داوود على بلادنا وعاصمتها الأبدية القدس) مستطردا انه يقول ذلك لكل من يدعي أن الدولة اليهودية لا تمتلك جذورا تاريخية في المنطقة وأنها ستختفي قريبا مرددا بالعبرية عبارة (شعب إسرائيل حي).
وبغض النظرعن لهجته الساخرة وتجاهله المعروف للفلسطينيين وأسلوبه الخطابي التهريجي وتهديداته فان تركيزه على البعد التاريخي يأتي في سياق صناعة تاريخ مزور لا يعرف به إلا أصحاب التلمود ومن سار على خطاهم، وما تتضمنه التوراة من (خرافات) كما يقول علماء الآثار اليهود وليس نحن.
سأقوم بإعداد ورقة أكثر تفصيلا حول حقيقة الوجود اليهودي في فلسطين الكنعانية العربية، هذا الوجود إن صح قديما فلا يوجد لممالكه أو حكمهم في عصور الأنبياء داوود وسليمان (وغيرهما) أي حقيقة علمية كما رسموها، فكما أن الملكين النبيين هم حقيقة نعترف بها كما أشار القرآن الكريم إلا ان مكان وزمان وجودهما حسب علماء الآثار محل جدل واسع، فلم يستقيم وجودهما زمنيا في القدس أو فلسطين كما تقول التوراة، كما أن من علماء الآثار من يشيرون لوجود هذه المملكة في أماكن خارج فلسطين ما سنتبينه لاحقا.
المشكلة في التاريخ الفلسطيني الكنعاني في بلادنا انه ملوث بالإسرائيليات فحيث لم يجد المؤرخون العرب والمسلمون طريقة لتغطية تسلسل حوادث التاريخ لجأوا لأساطير التوراة والتلمود فأصبحت الرواية العبرية روايتنا وأضيفت عليها قداسة عجيبة.
قال عالم الآثارالاسرائيلي الشهير"إسرائيل فنكلشتاين"، والذي يُعرف بأبي الآثار عند اليهود لصحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية التي تصدر باللغة الإنجليزية عام 2011، أن علماء الآثار اليهود ورغم سنوات تنقيبهم في تراب فلسطين والقدس "لم يعثروا على شواهد تاريخية أو أثرية تدعم بعض القصص الواردة في التوراة، بما في ذلك قصص الخروج والتيه في سيناء وانتصار يوشع بن نون على كنعان".
أما فيما يتعلق بهيكل سليمان المزعوم؛ فأكد عالم الآثار الإسرائيلي نفسه أنه "لا يوجد أي شاهد أثري يدل على أنه كان موجوداً بالفعل". وأضاف في حديث آخر أن قسماً كبيراً من التوراة كان "أسطوريا دعائياً"
وفي حديثه عن تخيل (إسرائيل) القديمة وسياستها في الماضي يذكر عالم الآثار الشهير (كيث وايتلام) الذي ألف كتابا هاما تحت اسم (اختلاق إسرائيل القديمة) أن تصور تاريخ (إسرائيل) القديم كما ورد في قسم كبير من التوراة العبرية لا يعدو كونه قصصاً خيالية.
كما نشرت جريدة (هآرتس) «الإسرائيلية» بتاريخ 18/11/1999، لعالم الآثار الإسرائيلي «هرتسوغ» أنه «بعد سبعين عاماً من الحفريات المكثفة في أرض فلسطين توصل علماء الآثار إلى نتيجة مخيفة، لم يكن هناك شيء على الإطلاق، حكايات الآباء مجرد أساطير، لم نهبط مصر، ولم نصعد من هناك، لم نحتل فلسطين، ولا ذكر لإمبراطورية داود وسليمان".
وأننا إذ سنعود لمحاورة أطول بين التاريخ المدون والحجر (علم الآثار) فان النصر في حقيقته ليس لما يزوره كتّاب التاريخ وإنما لما ينطق الله به الحجر، فلا تصح رواية نتنياهو وادعاءاته التي قد يتساوق معها الكثير بعلم أو جهل مريع أو تزوير مقصود.


 

ab

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025