الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

الحياة ستوديو- فؤاد ابو حجلة

أعمل في ستوديو وأعيش في ستوديو، وبين المكانين أراوح بين غرفة الأخبار في القناة التلفزيونية وغرفة الانتظار في العيادة الطبية وغرفة المقابلات في دائرة الهجرة.. وغرفة الذاكرة في دماغي.
لولا الشوارع التي تربط بين الأمكنة لكانت حياتي كلها غرفا تتغير ألوان جدرانها وارتفاع سقوفها بحسب الظروف، لذا احاول المشي كلما احسست بالقدرة البدنية على قطع مشوار.
هكذا أعيش هنا في لندن، وهكذا عشت هناك في موسكو حين دفعتني قوة الطرد العربية الى الرحيل. وفي الحالتين تبدو البلاد لرجل مثلي غرفا متلاصقة وستوديوهات تؤدي إلى استوديوهات.
في العمل أقضي وقتا طويلا في الاستوديو، وبعد نهاية الدوام أعود الى بيتي الذي يسمى أيضا ستوديو، وأعتقد أن هذه التسمية جاءت بديلا للاسم الحقيقي للمكان الذي اراه زنزانة فارهة.
ستوديو العمل كبير لكن حصتي من المكان صغيرة، وستوديو السكن كله لي وأستطيع أن أسرح وأمرح على امتداد بلاطاته العشرين، لذا فإنني أمارس رياضة المشي فيه عندما يكون الطقس باردا في الخارج.
غرفة نوم مفتوحة على غرفة جلوس في طرفها مطبخ وعلى الجانب الآخر حمام.. كل ما يحتاج المرء موجود هنا وفي متناول اليد، ورغم قصر ذراعي فإن كل شيء في متناول اليد فعليا، دون الحاجة الى الافراط في الحركة.
حياة مريحة جدا لولا بعض المنغصات كالاضطرار الى مغادرة السرير والمشي الى المطبخ لتدخين سيجارة لأن التدخين في غرفة النوم عادة سيئة!
وهي حياة آمنة لولا ضعف الذاكرة الذي يؤدي أحيانا إلى إضاعة علبة السجائر والاضطرار للبحث عنها في ارجاء الاستوديو الشاسعة!
في موسكو كانت الحياة مطابقة لهذا الروتين.. عزلة يزيدها وجعا ضيق المكان، وذاكرة محشوة بصور الحياة في المنافي العربية التي يسميها عرب الألفية الثالثة أوطانا.
اعترف بأنني مواطن خالي من الحنين، وأعترف صراحة بأنني لست مشتاقا للانخراط في السحجة القومية المملة التي تتغنى بأمجاد العرب الكاذبة.
غربة تعطيني ستوديو ضيقا يخنق الجسد أرحم كثيرا من أوطان تتمدد على صحارى تخنق الروح.
 
 

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025