قراءة في إغتيال الحسن-عادل عبد الرحمن
ضهر اول امس هز انفجار شديد ميدان ساسين في الاشرافية – بيروت، راح ضحية الانفجار ما يقرب من المئة شهيد وجريح إضافة الة تدمير ثلاثة مبان ، وإيقاع أضرار متفاوتة في المباني والمؤسسات والسيارات الموجودة في محيط الميدان. أبرز الضحايا كان العميد وسام الحسن، رئيس شعبة المعلومات في الجيش اللبناني. وهو المستهدف في الانفجار المرعب.
العميد الحسن لعب دورا هاما في السنوات الاخيرة في ملاحقة وتفكيك واعتقال العديد من خلايا التجسس التابعة لدولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية وللنظام السوري ولغيرها من القوى والانظمة. وتمكن العميد وسام من إحداث نقلة هامة في عمل المؤسسة الامنية اللبنانية، حتى باتت تهدد مصالح العديد من الدول الاقليمية والاقطاب الدولية. ولم تعد الساحة اللبنانية مرتعا للخلايا الجاسوسية.
أخذت اجهزة الامن الدولية والاقليمية تحسب الف حساب لوجودها في لبنان، بعد ان كانت بيروت ماخوراً وملاذا سهلا لكل من هب ودب من اجهزة الامن الاقليمية والعالمية. مما ضاعف من شدة الخطر، الذي يستهدف العميد وسام، لاسيما وانه "تجاوز" الخطوط الحمر للقوى الامنية المتضررة من سياساته ومنهجه غير المعهود في الساحة اللبنانية.
كان من ابرز المتضررين من اليات عمل اللواء الحسن (تم ترفيعه بعد وفاته مباشرة وفق القانون العسكري في لبنان والعالم) دولة الابرتهايد الاسرائيلية والنظام السوري، الذي وجهت له ضربة قاصمة باعتقال الوزير السابق ميشال سماحة، الذي اعترف على تعاونه الامني مع اجهزة الامن السورية (المملوكي) وقيامه بنقل عبوات متفجرة، واستعداده لتنفيذ مخطط اجرامي يستهدف المواطنين والمصالح اللبنانية لخدمة فريق الثامن من آذار حليف النظام السوري.
المعارضة اللبنانية (فريق 14 آذار) اعلن منذ اللحظة الاولى تحميل النظام السوري المسؤولية الاولى عن الجريمة الارهابية، التي طالت بيروت الشرقية قبل ان تعلم باغتيال الحسن، وتعززت قناعتها بعد التيقن من اغتيال اللواء رئيس شعبة المعلومات في الجيش. وطالبت في بيان رسمي ادلى به السيد احمد الحريري بإستقالة حكومة نجيب ميقاتي، على اعتبار انها مسؤولة عما حدث او متواطئة، لاسيما وانها تعتبر حليفة النظام السوري.
وهناك بعض القوى حملت إسرائيل المسؤولية عن عملية التفجير الاجرامية والاغتيال للواء وسام، لانها تضررت كثيرا من ملاحقته وكشفه للعديد من الخلايا المرتبطة بها.
كلا الطرفين الاسرائيلي والسوري ، له مصلحة في اغتيال الحسن، لانه شكل عقبة كأداء أمام مشاريعهم ومخططاتهم، المتناقضة مع مصالح الشعب والسلطة اللبنانية. واي كان الطرف المسؤول عن عملية التفجير والاغتيال، فإنه ارتكب جريمة خطيرة بحق الشعب اللبناني، واستهدف اثارة الرعب، وتكميم الافواه، وارسال رسالة لمن سيتحمل المسؤولية بعد اللواء الحسن، بأن يلتزم الصمت، وان لا يحرك ساكنا إن اراد ان يعيش ، ويبقى في موقعه؟! وهو ما يعني إعادة فتح ابواب لبنان عموما وبيروت خصوصا امام العملاء والجواسيس من مختلف الدول تعمل كيفما تشاء دون "ملاحقة او مطاردة " من قبل الاجهزة الامنية اللبنانية.
كما ان العملية الاجرامية تندرج في إطار التمهيد للحملة الانتخابية، التي ستتم في ربيع 2013، واشهار سلاح الارهاب في وجه كل من يتطاول على النظام السوري او إسرائيل او اميركا او غيرها من الدول.
مع ذلك على القيادة اللبنانية العمل على التالي، اولا ايجاد رجل يملك المواصفات الوطنية ، التي تمثلها اللواء وسام الحسن؛ وثانيا تشكيل دعم وتغطية لكل مسؤول يقف على رأس شعبة المعلومات، وثالثا متابعة العمل على كشف الحقيقة للمواطنين اللبنانيين، وتسمية القوى ، التي وقف وراء الجريمة والقصاص منهم ومن اتباعهم في لبنان، رابعا تعزيز دور السلطة اللبنانية على الاراضي اللبنانية، وعدم تركيزها على المخيمات الفلسطينية، خاصة وان القيادة الفلسطينية الشرعية دعمت ، وتدعم السيادة اللبنانية.
a.a.alrhman@gmail.com