قصف السودان دون رد- عادل عبد الرحمن
قصفت الطائرات الاسرائيلية مجمع اليرموك الحربي في السودان، وهو المجمع الذي يضم مجموعة مصانع حربية سودانية اول امس. إسرائيل ليست بحاجة الى ذرائع لقصف اي دولة عربية او اسلامية، لانها دولة خارجة على القانون الدولي.
السودان بقيادة عمر حسن البشير، قدمت لاميركا واسرائيل والاتحاد الاوروبي كل الاوراق والشهادات المطلوبة لتأكيد حسن سير وسلوك دولة الاخوان المسلمين بما في ذلك تقسيم السودان، كما قدمت تنازلات خطيرة تتعلق بسيادة الدولة السودانية، ومع ذلك لا يبدو ان دولة الابرتهايد الاسرائيلية راضية عن مستوى التنازلات المقدمةح فإدعت ان مصانع الاسلحة ، اقامتها الجمهورية الايرانية ، وتورد الاسلحة للجماعات المتطرفة في سيناء وقطاع غزة، وهذا ممنوع عليها، ولا تملك الارادة او الحرية في التصرف السيادي على اراضيها، وقراراتها ليست ملكا للرئيس البشير او فريقه الحاكم، وانما عليها ان "تستأذن" الولايات المتحدة او القيادة الاسرائيلية فيما يجوز او لا يجوز ؟!
بغض النظر عن الحجج الواهية، التي ساقتها إسرائيل لعملية القصف، التي لم تتبناها رسميا حتى اللحظة. ولكن ردود الفعل القيادية الاعلامية الاسرائيلية . فضلا عن العمليات الارهابية الاسرائيلية داخل الاراضي السودانية في السنوات الماضية القريبة، تدلل على ان إسرائيل وليس احد غيرها من نفذ الجريمة القذرة ضد مجمع اليرموك الحربي.
كما ان القيادة السودانية اشارت بوضوح لمسؤولية إسرائيل عن عملية القصف ، التي تعكس ارهاب الدولة الاسرائيلية المنظم. ومع ذلك لم تقم السودان بالرد على الجريمة الاسرائيلية لا سابقا ولا راهنا؟! ووفق السياسات العربية الرسمية السابقة والراهنة او القادمة، خاصة وان ملامحها باتت جلية، لانها جزء لايتجزأ من حركة الاخوان المسلمين، المتعهد الجديد لحماية مصالح الولايات المتحدة في المنطقة العربية في المرحلة القادمة. لسان حالها التبريري المفضوح: "سنرد في المكان والزمان المناسب!" للتهرب من سخط وغليان الجماهير العربية على افلاسها وبؤسها وانكشاف هشاشة قرارها.
فالزمان على ما يبدو، ليس له افق او مدى إلا بتغيير الانظمة والحالة العربية السابقة والتي تتبلور حالياً.
لان الانظمة الموجودة لا تبحث عن سيادة وطنية او قومية، انما تبحث عن حماية الكرسي، الذي يجلس عليه الحاكم هنا او هناك بغض النظر عن الجرائم الاسرائيلية او الاميركية او غيرها من الدول المحيطة بها.
وجاء الرد المصري على ذات النمطية السياسية السابقة، فرفضت القصف وادانته .. وكفى المؤمنين شر القتال ! وغيرها من الدول لن تكون احسن حالا.. الامر الذي يطرح على القوى الوطنية والقومية الديمقراطية صاحبة المصلحة الحقيقية في حماية مصالح شعوبها العمل على انقاذ بلدانها وشعوبها من تخاذل وتهافت وتبعية الانظمة المتواطئة مع الامبريالية الاميركية وحليفتها الاستراتجية في المنطقة ، الدولة الاسرائيلية . لا جواب ولا رد على الارهاب الاسرائيلي سوى كنس هذه الانظمة وتطهير المنطقة العربية من آثارها التدميرية على المصالح الوطنية والقومية.
a.a.alrhman@gmail.com