الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

فتح بين الانتصار الساحق والنكسة الكبرى (ج1/2)- قراءة في انتخابات البلديات 2012- بكر ابو بكر


عندما قال البعض من الأخوة ان حركة فتح فازت فوزاً ساحقا في انتخابات البلديات استوقفني هذا القول كثيرا ، ودعاني للتفكير في معنى الفوز أو النصر وان كنت لا أتحرج من استخدام اللفظين للتعبير عن اللحظة التي تكون فيها الإرادة قد حققت انجازا مهما كبُر أو صغُر إلا أن وسم موقف أو أداء بالانتصار يحتاج لمحددات وقراءة واستخلاصات.
لقد حققت الانتخابات على الصعيد السياسي أكثر مما حققته على الصعيد التنظيمي ، بمعنى أن قيادة فتح كسرت (محرمات) الإسرائيليين ، ومحرمات حماس. فالإسرائيليون يسعون لاستمرار بؤس الفلسطينيين وتشظيهم وإدامة احتلالها لهم أرضا وشعبا ، وحماس تسعى لإدامة الانقلاب في غزة (مقدمة لفصله ضمن الهدنة الأبدية مع الإسرائيليين والحكومة الأبدية على رقاب الغزيّين) وإبقاء المجلس التشريعي الذي انتهت مدته ومدد له المجلس المركزي في (م.ت.ف) مجلسا أبديا يعطيها حالة من الشرعية الموهومة.
إن تدمير المسيرة السلمية ووقف الحراك الداخلي في فلسطين بما يحقق ضيق وإحباط وبؤس الفلسطينيين مسعى احتلالي يترابط مع آليات التهويد والاستيطان ونهب الأرض في القدس والضفة ، ومع استمرار احتلال الشريط الحدودي في غزة إضافة لسمائها وبحرها.
كما إن (محرّم) حماس الذي وضع شرطا تعجيزيا أن لا حياة ديمقراطية ولا حراك ديمقراطي ولا حرية ولا تعبير إلا إذا تحقق لهم السيطرة على غزة بنصوص ما يفترضونه أو يقرأونه من اتفاق، أو بطريقة فهم تيار غزة-السلطة لأي اتفاق، مؤجلين بذلك أي انتخابات لما بعد تيقّنهم أن (الفريسة)التي وقعت في أيديهم سيأكلونها لوحدهم، وليضرب أهل فلسطين رؤوسهم بالجدار العازل.
وعليه فلقد ظهرت حماس بمقاطعتها التي لم تؤثر على الانتخابات، وكما قالت حنان عشراوي ظهرت (إنها خارج السياق الديمقراطي).
قلنا أن الانتخابات الداخلية حققت هدفا سياسيا هاما في رفض إدامة الإحباط والضيق الفلسطيني المتأتي من السياسات الاحتلالية ، ومن افتراض حماس أن لا ديمقراطية بعد انقلابهم عام 2007 تحت دعاوي عديدة لكنها تصب إجمالا في إدامة الانقلاب وإمساكهم بالحكم بعيدا عن إرادة الناس حتى جاء الوقت ليقول الناطق الرسمي باسم حماس عجبا حينما اعتبر انه لو عقدت الانتخابات في غزة فان ذلك يعد تأبيد للانقسام كما قال في آية مقلوبة بشكل ملحوظ.
رسائل الانتخابات البلدية
إن الرسائل التي أعطتها الانتخابات البلدية الفلسطينية للعالم هي أن الشعب الفلسطيني شعب حي وحر وديمقراطي ويستحق دولته ، وأنه وهو يقارع الاحتلال صمودا وثباتا ومقاومة لا يتنازل عن حقه في إدارة شؤونه وفق رؤيته ونظرته وإرادة شعبه . وان هذه القيادة هي جزء متكامل مع جماهيرها، وهي المعبّر عن الشعب الذي طالب مرارا بهذه الانتخابات فكانت تلبيتها بعد أكثر من تأجيل تماشيا مع الرغبة الجماهيرية والمؤسسية والفصائلية معا ، على عكس من يفترضون أن الجماهير لا يحق لها الكلام أو التعبير أو الصراخ، وأن لها أن تصفق للحكم المؤبد بالانتخابات التي لا معقب عليها.
كما كان لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية رغم ضعف أدائها في الانتخابات البلدية موقفا مشرفا لجهة تحقيق الإرادة الشعبية مع حركة فتح والمستقلين ومنظمات المجتمع المدني ما يحسب لكل هذه الأطر وليس عليها رافضين الألفاظ النابية التي أطلقت من بعض قيادات حماس- غزة ضد الفصائل الذين أغاظوها إلى الحد الذي أخرجهم عن حياديتهم المصطنعة تجاه الفصائل فشتموها بشكل مقذع ولا يليق (قال إسماعيل الأشقر من قيادة حماس على قناة حماس غزة: هذه الفصائل لم تحترم نفسها (؟!!) وأنهم يبحثون عن جزء من الكعكة ويبدو إن هذا الفتات الذي حصلوا عليه مقنع نوعاً ما لأنها أصبحت فصائل وهميه لا وزن لها على الأرض. وقال عنهم مشير المصري: اليسار ليس له أي قيمة سياسيه وشعبية في الوسط الفلسطيني)
إن الانتخابات مثلت عرسا ديمقراطيا وطنيا حقيقيا شاء من شاء وأبى من أبى (غالبية عظمى (88%) من الناخبين عبروا عن شعورهم بأنهم سعداء لمشاركتهم في التصويت للانتخابات المحلية، و10% صرحوا بأنه (لا فرق) و2% غير سعيدين حسب استطلاع "أوراد").
وهي حق دستوري كما قالت حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح والفصائل الفلسطينية، وقد مثلث حقا قانونيا وأخلاقيا للشعب كما قالوا أيضا ومنهم الشخصية المعارضة المعروفة حسن خريشة والذي أرجع ضعف المشاركة في الانتخابات إلى أنها جاءت في موسم قطف الزيتون. ورغم مقاطعة حماس التي لم تكن شاملة حيث صوتوا لبعض القوائم (حسب ما ذكر خريشة على فضائية القدس التابعة لحماس في 21/10/2012)، وأضاف د.رائد نعيرات من جامعة النجاح أن فقدان المنافسة على حد قوله قد أضعف المشاركة.
أما عن شفافية ونزاهة الانتخابات فلقد شهد فيها الجميع حيث يمكن الرجوع للمرصد الأورومتوسطي الذي سجل الخروقات كما يصفها والتي تراوحت بين استمرار الدعاية خارج موعدها ، وشبهة في شراء الأصوات ، والحديث مع رجال الأمن قبل الاقتراع والتشكيك بنسبة وعدد الناخبين التي فاقت 54% ما دعا لمعارض مثل حسن خريشة ليقول واثقا انه كان هناك (نزاهة وشفافية ووضوح واعتقد أن المخالفات كانت قليلة جدا لا تذكر).
إذن فمن الناحية السياسية والناحية الجماهيرية ومن حيث انها توطد حراكا شعبيا، بدأت ثقافة الديمقراطية أو الشوروية تمثل بالنسبة للشعب الفلسطيني قيمة أساسية ( صرحت غالبية ساحقة (93%) عن اعتقادهم بان لصوتهم تأثير مهم حسب استطلاع مؤسسة العالم العربي) ، فلنا أن نقول أننا حققنا مكاسب كسلطة وطنية وكحركة فتح أيضا، ولكنها مكاسب ما زالت بحاجة لجهد مضني لتتكرّس في الوعي العام كي لا يتم القفز عن هذه الثقافة الناشئة والمستمرة تحت أي حجة أو ذريعة.
حركة فتح في الانتخابات
المفصل الهام في الانتخابات البلدية يتمثل من الناحية التنظيمية بحركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح التي خاضت هذه الانتخابات الوطنية دون منافس سياسي قوي وهو حماس ، ما يحبذ أن نلقي عليه الضوء وان بشكل قاسٍِ لسبب (المزاحمة) أو(التمرد) أو (نقص المشاركة) أو (الأوامر الفوقية) كما رأى البعض، أو ضعف سيطرة التنظيمات على كوادرها كما قال مصطفى البرغوثي التي ميزت العلاقة بين القيادة والجماهير الفتحوية ولا أقول أعضاء الحركة أو كوادرها.
قال قيادي سابق في حركة التحرير الوطني الفلسطيني-فتح إن كوادر الحركة تغلبت على اللجنة المركزية، اثر خروجه من اجتماع مع الرئيس، وقال نبيل عمرو على (الفيسبوك) إن فتح نافست نفسها فنجح المطرود وفشل الطارد.
وقالت البيان الإماراتية في عنوان لها أن (فتح تفوز على نفسها)منسوبا للكاتب طلال عوكل. واعتبر مراسل قناة حماس في غزة حسن الرجوب (أن المتابعين والمحللين يؤكدون أن نتائج الانتخابات لم ترقى للمستوى المطلوب ومخيبة للآمال لحركة فتح ، خاصة أنها جرت دون مشاركة حماس المنافس الأكبر لحركة فتح) واعتبرها أحمد عطون من قيادات حماس بالضفة (نكسة حقيقية لحركة فتح كونها تتنافس مع ذاتها ، ورأينا الأزمة الحقيقية التي تعاني منها حركة فتح) وقال إن (فتح خسرت أمام نفسها وأمام اليسار) في قلب لعبارة (فازت على نفسها) في تلاعب دعائي على نفسية المتلقي، ويشد من أزر "حماس" التي بدأت تلوم نفسها لعدم المشاركة وتتخوف بل وترتعد من إجراء مثلها في غزة، بدليل رفضها المطلق لنقل "فيروس" الديمقراطية إلى الغزيين تحت حجج واهية متعددة.
في نظرة عامة فإن نتائج الانتخابات لم تكن (نصرا ساحقا) لحركة فتح أبدا، كما قال بعض قياداتها وربما معتمدين على أن الحركة كسبت بمعدل عالِ ما صدقوا فيه من منظور محدد مع ملاحظاتنا التي سندونها هنا، وما دعا أحمد عساف يقول أننا "نعتبر الفوز استفتاء شعبيا واسعا على برنامج الحركة السياسي وعلى أدائها الوطني"، وحيث قال محمود العالول عضو مركزية الحركة ومفوض التعبئة والتنظيم فيها أن (قوائم الحركة حققت الفوز في 222 هيئة محلية من مجموع 271 هيئة جرت بها الانتخابات والتوافق، في هذه المرحلة من الانتخابات بما نسبته 82%". ).
وهي قطعا لم تكن (نكسة كبرى) كما قال بعض خصوم الحركة من حماس غزة في نبرة غيظ وكراهية أوتشفي معتادة ورغبة دفينة في توقي لهيب الديمقراطية الذي قد يعصف بالقطاع.
ولمعرفة الحقائق كان من الممكن أن نستند لتحليلنا الخاص ولإطلاعنا، أو الاستناد للفكر العلمي التجريبي من خلال نتائج استطلاع الرأي ولجأنا في ذلك لمركز العالم العربي للبحوث والتنمية "أوراد" برئاسة د.نادر سعيد الفقهاء، وهو المركز الوحيد الذي أجرى استطلاعا هاما وعقد مؤتمرا صحفيا (يوم 21/10/2012) حضرناه مع ثلة من السياسيين والصحفيين.
ونحاول أن نستعرض بعض الأرقام الهامة التي أوردها المعهد لنستخلص قراءة فيها ، فماذا قال الاستطلاع؟
لقد كان استطلاع مركز العالم العربي للبحوث والتنمية، الاستطلاع الوحيد للانتخابات الفلسطينية المحلية (بعينة 820 شخصا ونسبة خطأ +- 3%) لذا فإننا سنستند إليه لاسيما وأنه قُدّم بشكل جيد واعتمد على آراء من 49 مركز اقتراع في 75 موقعا بالضفة، فماذا قالت نتائجه ؟!
استطلاع مركز العالم العربي
قال إن اختيار الناخبين جاء وفق العوامل التالية:
أولا: الثقة بالمرشحين (46%) وثانيا : اقتراب برامج المرشحين مع احتياجات الناخبين (15%)، وأما التوجه السياسي ويا للغرابة في مجتمع مسيّس فلقد كانت النسبة التي تحتاج لوقفة من حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح، بل ومن حماس وكافة الفصائل هي (14%) أما رابعا فكان التمثيل والمشابهة بين الناخب والثقافة للقائمة التي انتخبوها مع توجهاتهم الشخصية وبنسبة (10%)، ولم تحظ العائلة/العشيرة إلا على (7%) على عكس الاستطلاعات في الانتخابات السابقة، ولم يكن لعلاقة الأشخاص المرشحين بذوي النفوذ أهمية لدى المرشحين إذ كانت النسبة (6%) فقط.
وبذلك تتراجع الاهتمامات بالحزب أو الفكر السياسي أو المكون العشائري ليتقدم مقدار الثقة بالمرشح يليها اقتراب البرامج ومسّها للاحتياجات الجماهيرية ، وفي اعتقادي أن العاملين مترابطين فمقدار الثقة في المرشحين يعزز الاعتقاد بان برامجهم قادرة على تطبيق مطالب الجماهير، ومقدار تعبير برامجهم عن نبض الشارع وإمكانية تحقيقها لمطالبه يدعم الثقة في المرشحين.
أما فيما يتعلق بوسائل الانتخابات فيا للغرابة أيضا أو بالأصح المفاجأة حيث حازت الشابكة (= الانترنت) على نسبة (19%) بمعنى أن الشابكة كانت الوسيلة المعتمدة الأولى للحصول على الأخبار والمعلومات عن الانتخابات ما يحتاج من حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح والفصائل لانتفاضة أو (ثورة إعلامية) تستطيع من خلالها أن تكثف جهودها للشابكة (=الانترنت) آخذة بالاعتبار تجارب أخرى كان للشابكة دورا فاعلا في التغيير كما حصل مع الثورة المصرية (للمراجعة دراستنا في ذلك المنشورة حول الثورة المصرية ودور الشباب) ومع الانتخابات التونسية التي كرس فيها حزب النهضة 8000 عضو للمتابعة وبث والتعبئة بفكر الحزب والرد على الاتهامات.
في وسائل الانتخابات كبند في الاستطلاع كان التسلسل بعد الشابكة كالتالي : حيث حصل (18%) من الناخبين على معلوماتهم من الأقارب والأصدقاء ، و(16%) من البيانات والمنشورات، و(12%) من خلال المهرجانات والاجتماعات أما الرائي (= التلفزة) والإذاعة فتراجعت بشكل مأساوي ليعتمد عليها فقط (9%)، و(5%) من خلال الهاتف (ولم نقرأ اشارة للصحافة الورقية).
إن الإعلام هو عصب الدعوة للفكر والمواقف والسياسات لأي تنظيم، وكلما كان قادرا على الوصول لأبناء التنظيم استطاع أن يؤثر فيهم ويبنيهم وفق فكر التنظيم وسياساته ، فلم تعد الجماهير عبارة عن (حشود) أو (مجاميع) في مهرجان تفعل بها الكلمات المنمقة والصوت العالي فعل السحر ، ولم تعد الخطب الرنانة والطنانة وذات الشعارات غير القابلة للتطبيق أو ما يطلق عليها (كلام الاستهلاك المحلي) مقبولة اليوم، لأن بإمكان أي شخص بلمسة واحدة من سبابته أن يفتح على حسابه في (الفيسبوك) في الشابكة ليقرأ أو يكتب تعليقا رافضا، ربما سيجد التجاوب معه أكبر بكثير من دوي تصفيق الجماهير المضطرة أحيانا لسماع محاضرة أو خطبة إكراما لهذا أو ذاك أو لطول لحيته أو طول لسانه وأحيانا طول يده.
إن (الفردانية) قد أصبحت ذات حضور طاغ، ربما يهدد الوسائل التعبوية والتحريضية القديمة للتنظيمات عامة ، فأن يكون (53%) من وسائل الاتصال (الشابكة وبالعلاقات الشخصية ومن المنشورات) فانه افتتاح لعصر جديد يحتاج فيه أي تنظيم سياسي (وغير سياسي) ليدخل قلوب وعقول الناس لجهد يومي متكامل عبر حسن إدارة (التنظيم/المنظمة) أو الكادر الذي إن فقد الاحتكاك أو الاتصال به في عالم مفتوح كعالم اليوم فانه لا محالة هنا سيتوجه لاهتمامات أخرى تلبي احتياجاته الدينية والفكرية والسياسية والاجتماعية ورغباته واهتماماته الفنية أو الثقافية أو غيرها، فتجلس قيادة التنظيم في حركة فتح أو غيرها مستغربة لا تفهم لم الانفضاض عنها في حسرة وتأكل أظافرها من الندم بعد فوات الأوان.
إن الإعلام التنظيمي إن استندنا لمصداقية الاستطلاع العالية، وفي ظل عالم مفتوح، وفي ظل قناعاتنا تحتاج لأسس ثلاثة تعمل عليها:
1.تحقيق النظام الداخلي بتفعيل الحياة التنظيمية عبر الاتصالات المتشابكة والمتواصلة والمحكَمة والتي لا تضع صدودا أو سدودا بين القائد والقاعدة ،كما لا تضع عوائقا في مجرى النهر ، وتدير بكفاءة كل الفِرَق أو الخلايا أو الأطر في سياق توسيع حجم المشاركة بما يجعل من (الأقارب ولأصدقاء) للعضو عامل تمتين وليس وهن وإضعاف بمقدار ما هم مؤثرين في آليات الجذب والاقتراب.
2.لا بد من اهتمام أوسع بالشابكة وما تقدمه من مواقع ومنتديات وملتقيات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك ولينكدان وغوغل وباث وتويتر وغيرها...) والتطبيقات الحديثة في الأجهزة الهاتفية الذكية، وفتح الخطوط مع نشطاء الشابكة وهم كُثر ليكون لهم دور واسع في بث فكر حركة فتح ومواقفها وتبيان مواقفها والدفاع عن سياساتها، لاسيما وان المواقع التي تقف في وجه الحركة معادية بشكل كلي أو متهٍمة أو مشهرة ذات رؤوس أربعة:
فهناك مواقع الخارجين على الحركة منذ زمن الذين يسعون لتصفية حساباتهم، ويستغلون بذلك الشباب الذين يتساقطون في ظل نقص التواصل والمشاركة التنظيمية في أَسْر هؤلاء الذين يوزعون صورهم مع الرئيس عرفات كبرهان مخادع على فتحاويتهم، وما هم إلا أدوات تدمير مقصودة لها.
أما الرأس الثاني فهو يأتي من بعض رموز الفساد التي طالتها يد العدالة.
والرأس الثالث هم بعض النزقين في حركة حماس-غزة (ولا أقول كلهم) الذين يشنون الحملات (الصليبية) الدائمة في تكالب مرتبط بثلاثيتهم الدموية (تكفير وتخوين وتشهير).
ولا بد للرأس الرابع أن يطل وهو رأس/مجموعة إن قلنا أن له ارتباط بشكل ما بالإسرائيليين قد لا نخيب في التحليل، لأن من مصلحة الاسرائيليين بث الفتنة والإشاعات سواء ضد "وطنية" حركة فتح، أو حماس أو الفصائل (هنا) لتفتت المجتمع، فبدلا من أن يلتف الناس حول مجموعات أو أحزاب أو مؤسسات تستطيع -وان اختلفت- أن تتفق، فانه مصلحته (أي الاحتلال أو ذوي النفوس المريضة) أن يفتتوا الشعب الفلسطيني إلى مليون أو عشر مليون (شقفة) فلا يعود هنا اتفاق أو اجتماع على شيء.
إذن فان للشابكة دور خطير يستدعي الالتفات لها واعتمادها منذ اليوم قبل الغد كوسيلة اتصال وتواصل ومشاركة (باستثناء الأمور التنظيمية الداخلية والأسماء والمداولات الخاصة) وتفهم ونقاش وتركيز للأفكار وتثبيت لها والدفاع عنها، وعن هدفنا الرئيس تحرير فلسطين.
3.رغم أن المهرجانات لم تكن ذات الأولوية فإنها لم تبتعد كثيرا حسب الاستطلاع عن اعتمادها كوسيلة استقطابية، ومن هنا وجب تكثيف الدورات التنظيمية في المناظرة وحسن الإقناع وآداب الحوار، وفي فن الخطاب والحديث بمعنى بناء (الدعاة) كما هو في الجماعات الاسلاموية أوالفكرانية الشيوعية.
4.أن يتراجع الاعتماد على الرائي (= التلفزة) والإذاعة والهاتف حسب الاستطلاع لا يعني أن تظل حركة فتح بلا قناة فضائية، ولا يعني ألا يستمر دعمنا لإذاعتها الفتية والقوية في آن واحد، وهي إذاعة موطني التي كسبت جمهورا مذهلا في فترة قياسية، ما يعود ذلك لكفاءة القائمين عليها واعتمادهم على الحقائق لا على الإشاعات والشتائم والأكاذيب كما هو شأن بعض إذاعات أخرى سواء المرئي منها أو المسموع التي تخصصت في الفتنة وبث الفرقة والشتم.
إننا في عالم جديد يحتاج لفكر إعلامي جديد، كما يحتاج لإدارة إنسانية واعية تستلهم من الناس خطّها وتلهم الجماهير أن يستمروا في خطّها.
يقول الاستطلاع أيضا عن (أنماط التصويت):
1.غالبية مؤيدي حركة فتح صوتوا لقوائم فتح الرسمية حيث تظهر النتائج بأنه لا توجد قوائم (فتحاوية بديلة)
2. في المدن التي شارك فيها أكثر من قائمة تضم مرشحين عن حركة فتح، فإن الأصوات انقسمت، لكن الميل كان أكثر نحو القوائم غير الرسمية، على سبيل المثال:
* نابلس: 50 % من المؤيدين لحركة فتح صوتوا لقائمة نابلس الوطنية المستقلة (قيادة غسان الشكعة)، بينما 45 % بينهم صوتوا لقائمة حركة فتح الرسمية.
** رام الله: 28 % من المؤيدين لحركة فتح صوتوا للقائمة المدعومة رسميا ( رام الله المستقبل)، بينما 58 % صوتوا للقائمة البديلة (أبناء البلد)
*** الخليل: قائمة فتح الرسمية (الاستقلال والتنمية) حصلت على 85 % من المؤيدين لحركة فتح.
وكانت الخلفية السياسية للمنتخبين حسب المركز العربي
•50 % من الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات المحلية من مؤيدي حركة فتح، وقد بلغت نسبتهم بين الناخبين في مدينة جنين 70 %.
• 28 % من الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات المحلية يعتبرون أنفسهم مستقلين.
•10 % من الذين أدلوا بأصواتهم يؤيدون اتجاهات إسلاموية، وقد بلغت نسبتهم 18% في الخليل (بالأساس حماس وحزب تحرير).
•12 % يؤيدون أو يميلون لاتجاهات يسارية.
وفي ذلك (أي في أنماط التصويت هنا) صفعة لحركة فتح ذات مدلول واضح ، فانه وإن صوّت المعظم (لقوائم) الحركة عامة، إلا انه حيث اختلفت فتح القيادة حارت القاعدة أو اعتبرت نفسها في حِل من الالتزام ، واتجهت غالبيتها نحو القائمة الفتحاوية غير الرسمية، وان بنسب متفاوتة تؤكد تحليلنا الحركي الميداني أنّ في فتح 3 مستويات في الأطر استنادا لقاعدة استطلاع معتمدة على مقياس (العمل والالتزام) وهي المستوى المتقدم (أ) والمستوى الوسيط (ب) والمستوى المتدني (ج) (سنرفق أسماء الأطر المعنية في رسالة خاصة للجنة المركزية والمجلس الثوري).
وفي ذات الوقت فإن الخطأ القيادي الفاحش المتمثل في عدم المشاورة أو تذبذبها أو آلية التعامل السلبية مع القاعدة أو سوء ونقص المتابعة...الخ، كان فادحا وواضحا حيث خسرت الحركة.
إن المواقع التي اتفقت فيها حركة فتح (علاقة سليمة بين القيادة العليا والوسطى والكادر) ظهر فيها الانضباط جليا بشكل يكاد يكون مقدسا في آلية احترام مشبعة بالمحبة والرغبة في العطاء (خاصة قي القرى) ما يسجل باحترام شديد لحركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح خاصة في تلك المواقع المصنفة من فبلنا أنها (أ) أو متقدمة.
إن قساوة النتائج لا تصل لحد الكارثة أو النكبة كما أراد المشعوذون الراغبون بتصفية الحركة، فحركة فتح سجلّ التاريخ في صعوده وهبوطه شاءوا أم أبوا، ولكنها في المقابل ليست انتصارا كاسحا ولا حتى انتصارا يعتد به في كثير من الأماكن .
ومع هذا وذاك فان الاستطلاع قد بيّن تفاوتا فظيعا في مستويات الالتزام في مختلف المواقع لحركة فتح حيث لا تستطيع أن تعطي حكما مطلقا بهذا أو ذاك ما يستدعي سرعة التحرك من قيادة حركة فتح بالتوجه حالا لزيارات ميدانية لكافة الأقاليم من أصغر إطار أكان خلية أو شعبة وصولا للجنة الإقليم لتبيان الصورة الكاملة، ورفع الصورة كاملة لمكتب التعبئة والتنظيم تمهيدا لا رجعة عنه لإجراء الانتخابات في الأقاليم استنادا للأهليات التنظيمية الثلاثة المعروفة (الأهلية العددية ، الهيكلية، العمل) لأن العديد من هذه المواقع قد ذابت عندها الفكرة وتحللت لديها قيم الالتزام ومنها من أصبح قنابل موقوتة في سياق جمهور فتحوي لا أعضاء فتحويين.

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025