بماذا نجحت مفوضية التعبئة والتنظيم – المحافظات الجنوبية ..؟! - د. مازن صافي
البعض يتساءل : بماذا نجحت مفوضية التعبئة والتنظيم – المحافظات الجنوبية ..؟؟!!
بداية نقول أن لكل إنسان تصوراته وأرائه وتحليلاته الخاصة ، ولكنه بالطبع لا يمكنه أن يجبر الكل على حملها والاقتناع بها .. بالتالي وبالرغم من كل المشاكل القائمة والظرف الخاص الموجود استطاعت مفوضية التعبئة والتنظيم – المحافظات الجنوبية أن تنطلق من مرتكزات أساسية وهي أن التنظيم وسيلة وأداة لتحقيق الأهداف والغايات .. الهدف هو حماية التنظيم من الانصهار والذوبان والتلاشي ، والغاية هي الانتصار لحركة عملاقة لها تاريخ طويل من العمل والتغيير واستيراتيجية هدفها الأول المركزي انهاء الاحتلال وتحرير الأرض والإنسان ..
إن المفوضية عملت من خلال مفهوم تطبيقي وهو لكل عضو مهمة ووصولا الى كل عضو يجب أن يكون هناك أمناء يحملون المهام ، لهذا أصبح الحديث عن التنظيم حدث يومي متنقل ومستحدث وفاعل ، وهذه نقاط ايجابية لمفوضية التعبئة والتنظيم وهي أن تجعل كل الأنظار متجه الى الهدف وليس الى المصالح النفعية او السطحية او الخاصة .. لقد أصبح تقاسم المهام حدثا يوميا وهناك تسابق حقيقي نحو حمل المهام .. وايضا هناك من لا يريد النجاح للبرنامج والخطة ويرى ان ما يحدث هو هَم ثقيل وكابوس يجب أن ينتهي أو يتم التخلص منه ..؟!
لم تعد ملكية منصب او مرتبة أو مقعد أو مكانة رمزا أو غاية لوضع اجتماعي أو صناعة وضع اجتماعي بصاحب الملكية .. ؟! بل أصبح هذا الموقع ملكا للكل وعليه قائد او كادر أو فاعل يصنع واقعه ومكانته من خلال حمل الأمانة الحقيقية .. أمانة التنظيم .. لا ملكية في التنظيم .
لقد تم تفعيل المئات بل الآلاف من خلال أن التنظيم أصبح ذو محتوي إخباري وإعلامي مقروء ولم تعد قراءة الشخص هي التنظيم ..
كل شيء أصبح أمام القارئ والكادر وقد ساهمت مفوضية التعبئة والتنظيم في التعبئة الإعلامية والتوجيه التنظيمي ، فأصبح لعضو الخلية رأيه وحضوره وكذلك لعضو الجناح والشعبة والمنطقة والإقليم ، أصبح هناك مرونة تنظيمية متقدمة فكانت هناك قرارات حاسمة من المفوض العام د. نبيل شعت بالانتهاء من هيكلة المجالس الاستشارية وتم ذلك بكل إبداع ملحوظ وأدى هذا الى دمج الأجيال بعضها ببعض في صورة تنظيمية حركية تحسب أيضا لكل من عمل على هذا الانجاز الذي كان من عنوان الخطة التي تنفذها وتطبيقها مفوضية التعبئة والتنظيم – المحافظات الجنوبية .
لقد تحولت القيم والمسلكيات وكان هناك تحدي واضح الاستمرار أو التراجع .. لقد كانت القيادة على وعي تام بأنه لا عودة للوراء ولا مجال للتراجع .. بل المعالجة بعمق وقراءة بعض التحولات والسلوكيات ومقارنتها ومقاربتها للتغيير الحاصل ، حيث قامت مفوضية التعبئة والتنظيم – المحافظات الجنوبية بخطوة جريئة وهامة تمثلت في الانتهاء من عملية تغيير وترميم في كافة الأقاليم الثمانية .. وكان هناك أيضا مقدرة مشهودة في التغلب على الحالات المتناقضة وكان هناك أيضا استعداد متقدم ومسؤول لاتخاذ إجراءات آنية مدروسة وموثقة لإيجاد الحلول لكل إشكالية وعدم الرضوخ لصانعي الأزمات المفتعلة أو من يضعون العصى في الدواليب أو العربة أمام الحصان ..
لقد كانت القيادة ومن خلفها قيادات الأقاليم عوامل مساعدة في عمليات التنظيم الذاتية والمعروف أن إطلاق هذه العمليات من المهام الخطرة والتي تحتاج إلى الرقابة والإشراف والتنسيق والمتابعة .. وكان ذلك .
ان من مكونات التنظيم العناصر البشرية وها هم اليوم يحملون كفاءات إدارية عالية وقدرة على العمل تحت كل الظروف ولساعات طويلة ومنظمون بصورة حضارية وإنسانية وميدانية وأيضا متواجدون اجتماعيا ومنسجمون مع بعضهم البعض وهذا هام جدا ..
لم تكتفي مفوضية التعبئة والتنظيم – المحافظات الجنوبية باتخاذ قرارات متعددة وحتمية ، بل كانت قراراتهم موجهة وفق مبدأ التغيير الآمن والشمولي بحيث تغطي مقاصد وغايات وأهداف البناء التنظيمي والاستنهاض المطلوب .. لقد سجلوا أيضا وعيا وإرادة ملموسة وضمن الخطة العامة بالبدء في اجراء انتخابات المناطق التنظيمية وفي كل الأقاليم الثمانية
وهنا علينا وفي هذا المقال ان نعيد التذكير بما قاله الأخ الدكتور نبيل شعت عضو اللجنة المركزية المفوض العام للحركة في قطاع غزة ,بعد البدء في الخطوة الأولى من خطة مفوضية التعبئة والتنظيم – المحافظات الجنوبية في شهر 7- 2012 حيث قال : " أقدم التحية الى أعضاء المفوضية و أبناء فتح بوجه عام على الشجاعة التي تحلوا بها و هم يحملون قرارات اللجنة المركزية للتغيير و التجديد و إعادة الهيكلة , مؤكدا أن القرارات لا رجعة عنها , و أن القرارات الأخرى التي تستهدف بناء الحركة و تعزيز دورها و استيعاب أبنائها سوف تمضي قدما دون أن تلتفت الى الوراء , طالبا من أعضاء المفوضية الاستعداد لاستكمال البرنامج التنظيمي الشامل على مستوى التجديد و التغيير , لأن المهم بالدرجة الأولى هو مصلحة حركة فتح العليا , و بناء الهياكل السليمة , و عدم السماح بروح التواكل , و حفز كافة أبناء الحركة نحو المستقبل . "
وهنا نقول أن المفوضية قامت وبصورة كبيرة بنفض الغبار عن الكثير من الأمور التنظيمية التي كانت في السابق من المحرمات الاقتراب منها أو من المحظور تفسيرها وبعضها كان في حكم الوهم والمنسي ..
ربما يغضب هذا المقال البعض ويسجلون ملاحظاتهم وربما يسجلون ردود أفعال شخصية ..لكنهم في أعماقهم واثقون ان ما ورد هو الحقيقة بلا تزييف أو زيادة ولكن باختصار ومرور سريع ، واليوم الحقائق على الأرض تقول أن تنظيم حركة فتح لن يعود الى الصورة السابقة لأنه تقدم كثيرا ،واختلف في ميدان الفعل .. ونتمنى ان يكتب الله الاستمرار لهذه المجموعة المتعاونة معا والمنسجمة من أعضاء مفوضية التعبئة والتنظيم – المحافظات الجنوبية لكي يستكملوا الخطة والبرنامج الذي يصل اليوم إلى المرحلة الثالثة حيث انتخابات المناطق التنظيمية وصولا الى انتخابات الأقاليم وبكل تأكيد سيكون في المحصلة تفعيل الشُعب والأجنحة والخلايا التنظيمية مما يسجل للمفوضية في تاريخ الحركة انها بالفعل وصلت الى القاعدة التنظيمية ، لأنه لا تنظيم بدون قاعدة تنظيمية ، وهنا يكمن سر نجاح الأداء وعظمة المقدرة والقدرة والارادة في أي عمل تنظيمي في كل الظروف التي تعمل فيها مفوضية التعبئة والتنظيم – المحافظات الجنوبية.