"جيحون" تطارد كنيسة القيامة!- عادل عبد الرحمن
عملية الاستهداف الصهيونية للاماكن المقدسة المسيحية والاسلامية لم تتوقف منذ النكبة في العام 1948 وحتى اليوم. هناك مخطط إسرائيلي يجري العمل على تنفيذه في الواقع ضد اماكن العبادة المسيحية والاسلامية.
آخر الاعيب إسرائيل قيام سلطة المياة الاسرائيلية "جيحون" بالحجز على اموال كنيسة القيامة في القدس الشرقية. الامر الذي دفع البطريرك ثيوفيلوس الثالث للتهديد باغلاق الكنيسة في وجه الحجاج المسيحيين، لاسيما وان كنيسة القيامة تعتبر ، واحدة من اهم الكنائس المسيحية، كما تعتبر قبلة المسيحيين في العالم إسوة بكنيسة المهد في بيت لحم ، وكنيسة البشارة في الناصرة.
تهديد البطريرك ثيوفيلوس لاسرائيل، يكشف عن عمق الازمة بين رجال الكنيسة بمختلف الطوائف الارثوذكسية والكاثوليكية والانجليكانية. لا سيما وان قطعان المستوطنين قاموا قبل فترة وجيزة بالكتابة على جدران عدد من الكنائس في القدس وبيت لحم قبل فترة وجيزة شعارات عنصرية ضد اتباع الديانة المسيحية. كما ان اسرائيل وبعض عملائها في داخل الخط الاخضر، قاموا بخطوة خطيرة باعلان "تجنيد الشباب المسيحي" الفلسطيني في محاولة تفتيتية لابناء الشعب الفلسطيني على قاعدة مبدأ "فرق تسد" ، الامر الذي اثار ايضا حفيظة اقطاب الكنيسة في فلسطين التاريخية والناصرة والقدس خصوصا، واثار ردود فعل وطنية غاضبة من الكل الوطني الفلسطيني.
إذاً الخطوات الاسرائيلية الجديدة، المستهدفة ابناء الشعب العربي الفلسطيني اتباع الديانة المسيحية، تهدف الى مواصلة سياسة التحريض داخل صفوف الشعب الفلسطيني لتعميق التشرذم والانقسام على اساس مذهبي وطائفي وديني وعشائري وغيرها من الابعاد التدميرية للنسيج الوطني، فضلا عن ، قيامها (إسرائيل) بعملية التطهير العرقي للفلسطينيين المسلمين والمسيحيين من خلال الضغط عليهم لدفعهم للرحيل والترانسفير "الارادي" !؟
السياسات العدوانية الاسرائيلية تحتاج الى تعزيز عناصر الصمود والوحدة بين ابناء الشعب الفلسطيني بغض النظر عن الديانة التي يتبعونها او الفكر الوضعي، الذي يلتزمون به، واي كان موقعهم الاجتماعي او الاقتصادي او انتماؤهم السياسي. لان الوحدة تشكل اول عوامل القوة والكفيلة بافشال المخطط الاسرائيلي التآمري.
كما على القيادة السياسية الفلسطينية التصدي للخطوة الاسرائيلية من خلال التحرك الديبلوماسي والسياسي ضد الاجراءات العدوانية الاسرائيلية في مختلف المحافل والمنابر العربية والاقليمية والدولية . وتنسيق الجهود مع قادة الكنيسة ووزارة الاوقاف في فلسطين، لايقاف السياسات العدوانية الاسرائيلية
كما على قادة دول الغرب والكنيسة وقيادتها في روما وروسيا واليونان ومصر واميركا وبريطانيا وفرنسا والمانيا التصدي للخطوات الاسرائيلية، والزامها بالكف عن سياساتها الارهابية ضد اماكن العبادة الاسلامية والمسيحية. وعلى دول العالم والامم المتحدة التحرك السريع لارسال رسالة قوية لقادة دولة الابرتهايد الاسرائيلية للتقيد بقوانين حقوق الانسان، واحترام حقوق الاقليات وابناء الشعب الفلسطيني الخاضع للاحتلال والعدوان منذ الرابع من حزيران عام 1967. والزامها التصدي للقوانين العنصرية والعمل على إلغائها ومحاكمة كل من يعمل بها حاخاما كان ام مستوطن او رجل دولة . والعمل على التلويح بتهديدها بوضعها على قائمة الدول العنصرية ، الامر الذي يفرض اتخاذ عقوبات اقتصادية وديبلوماسية وسياسية ووغيرها من العقوبات.
إذا كانت دول الغرب معنية بالمسيحية والمسيحيين، عليها ان تدافع عن كنيسة القيامة، احد اهم الكنائس المسيحية في العالم وليس فقط في فلسطين، وعن اتباع الكنيسة، والتصدي لاسرائيل الصهيونية العنصرية والمعادية لاتباع الديانات السماوية المختلفة بما فيها اليهودية ذاتها، التي تدعي انها "تؤمن" بها. لاسيما وان قادة إسرائيل والمشروع الكولونيالي الصهيوني إستعملوا الدين اليهودي ، واستخدموا اليهود كنواة لمشروعهم الاستعماري، ليس دفاعا عن اليهودية، بل دفاعا عن مصالح اصحاب امبراطوريات المال في الغرب الرأسمالي الاميركي – الاوروبي . الكرة في مرمى اقطاب الغرب الرأسمالي، فهل يتمكن اولئك القادة من ايقاف اسرائيل عن جرائمها وعنصريتها؟
a.a.alrhman@gmail.com