تصريحات الرئيس عباس في وقتها! - سلطان الحطاب
يجب قراءة تصريحات الرئيس عباس للتلفزيون الإسرائيلي في سياقها الموضوعي ومناسبتها والجمهور الموجهة له خاصة وأن موجة من الانتهازية السياسية أطلقتها قوى معادية للموقف الرسمي الفلسطيني قادتها حماس من غزة وفي مقدمتها رد إسماعيل هنية والزهار.. الرئيس عباس كان شجاعاً حين أعاد إنتاج الموقف الفلسطيني بصورة واضحة وجلية لا تقبل التأويل الذي ظلت اسرائيل من خلاله تصطاد في الموقف الفلسطيني وتظهره لا يصلح كشريك في عملية السلام..ما المتوقع من الرئيس محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية أن يقول للمجتمع الدولي عشية الانتخابات الأميركية وعشية إعادة طرح المشروع الوطني الفلسطيني لإقامة دولة فلسطينية في حدود عام 1967 وعاصمتها شرق القدس على الأمم المتحدة للاعتراف بها.. خاصة وأن القيادة الفلسطينية تخوض أشرس معركة سياسية..
الآن يستند الرئيس عباس الى اتفاق أوسلو وإلى النقاط العشر في برنامج منظمة التحرير الفلسطينية عام 1974 وإلى قرارات قمة فاس العربية 1982 وإلى قرارات الشرعية الدولية 242، 338 حين استند الى هذه القرارات.. ما الجديد فيما قاله الرئيس محمود عباس في مقابلته؟ هل كان المطلوب منه أن يقول إنه يريد دولة فلسطينية في حدود 1967 مقدمة لإقامة دولة في فلسطين من النهر الى البحر؟.. وهل كان يراد منه أن يقول إنه يريد إعادة كل اللاجئين الفلسطينيين منذ عام 1948 وحتى اليوم الى ما وراء الخط الأخضر؟ وإنه يريد إطلاق انتفاضة ثالثة بعد التي عاشها الشعب الفلسطيني في الثانية ودفع ثمنها وما زال مزيداً من الخسائر؟.. من السهل أن يقول ذلك ويمضي كما كل المطالبات والشعارات التي لم تفعل شيئاً سوى وضع غزة في الحصار ومن الصعب أن يقول عباس ما قاله لأنه أراد قطع الطريق على الإسرائيليين وحلفائهم وأراد إعراب الجملة الفلسطينية واضحة وجلية لمن يريد السلام..
هناك فرق بين الخطابة والإنشاء والحديث المستهلك للفلسطينيين وما تطلقه حماس في خطب الجمعة التي يحترفها هنية والزهار وغيرهم وبين أن تقبل بما أقرته الشرعية الدولية وما جرى التوقيع عليه..
على ماذا وقع الرئيس عرفات في أوسلو أليس غريباً إن الذين خوّنوه وشتموه يستشهدون الآن بموقفه ليس حباً في الموقف وإنما نكاية في تصريحات الرئيس عباس والتي لم تخرج عما قاله ودعا إليه الرئيس عرفات رحمه الله..
هل يريدون أن يقول عباس إنه يريد العودة الى صفد؟ وهل كان سيكون في رام الله لو أنه دخلها تحت هذا الشعار؟ وهل سيوافق المجتمع الدولي ودوله المتنفذة على إقامة دولة فلسطينية؟.. الذين يزايدون على الرئيس عباس مثلهم كالمثل العامي الذي «حملّوه العنز فوقع فقال حطّوا عليّ بنتها» فهل يدرك هؤلاء خاصة في غزة أنهم وهم يجرون اتصالات سرية مع إسرائيل ويطالبون بهدنة معها لعشرين سنة أنهم يعرقلون ويعطلون وحدة الشعب الفلسطيني وإعادة بناء قوته..
هل تعطي الموازين القائمة عباس أكثر بما طالب وحتى ما يطالب به هو السقف الأعلى الذي يناضل الشعب الفلسطيني الآن من أجله.. وهو دولة فلسطينية في حدود 1967 وعاصمتها شرق القدس وحل (متفق عليه) بخصوص اللاجئين الفلسطينيين الذي لم يلغ عباس حقهم في هذه الصيغة كما ادعت القراءات المبتورة..
عباس في طرحه الواقعي والجريء يجب أن يدافع عنه وأن يسند موقفه وأن يبتعد القادة والنخب السياسية الفلسطينية التي تحمل الآن مسؤولية قيادة النضال الفلسطيني عن الانتهازية وترك الرئيس وسط هجوم تريده اسرائيل لتفشل كل الأطراف..
فلنقف مع الرئيس عباس في طرحه ولنر ماذا يقدم العالم وعندها لكل حادث حديث.. ألم يجر رفض قرار التقسيم عام 1947 فأين نحن بعد ذلك؟ ألم يرفضوا قرار 242؟ ألم يرفضوا أوسلو؟..ألم..الخ... لماذا حين يفوت الزمن ويعيش المزايدون على الشعارات يعودون يتحسرون على ما مضى ويطالبون به ويعتبرونه سقف نضالاتهم؟..
ليكن النضال مع عباس على إقامة دولة فلسطينية تهرب إسرائيل الآن من استحقاقها وسط صمت دولي وتتآمر على تصفية القضية بشكل نهائي.. وبدل الهروب للأمام والاختباء وراء شعارات على النظام العربي دعم الرئيس عباس في مطالبه وليس التفرج عليه أو حتى الضغط عليه أن لا يذهب للأمم المتحدة. المزايدون لا يعرفون الواقع ولا يريدون قراءته والذين وعدوا بالجنان والتحرير والسير باتجاه القدس حين كانوا في المعارضة لا يحركون ساكناً ضد كامب ديفيد المصرية ولم يتحدثوا عن إعادة السفير المصري ولا طمأنة اسرائيل على الاتفاقيات.
يكفي هذه القضية متاجرة واصطيادا في مياهها وليكن البرنامج الوطني الفلسطيني محدداً وواقعياً وممكناً ترجمته ودعمه وتحقيقه وهذا ما دعا له الرئيس عباس وهذا ما يحرج إسرائيل ويجعلها الآن تتآمر عليه وتبحث عن حلول بديلة للخلاص منه كما فعلت مع عرفات وإلا ما معنى إعادة طرح حلول كالتي نسبت الى أبو اللطف أو التي تحدثت عن إلغاء فك الارتباط أو التي تستهدف زج الأردن في الخلافات مجدداً.
(نقلا عن جريدة الرأي)
zaالآن يستند الرئيس عباس الى اتفاق أوسلو وإلى النقاط العشر في برنامج منظمة التحرير الفلسطينية عام 1974 وإلى قرارات قمة فاس العربية 1982 وإلى قرارات الشرعية الدولية 242، 338 حين استند الى هذه القرارات.. ما الجديد فيما قاله الرئيس محمود عباس في مقابلته؟ هل كان المطلوب منه أن يقول إنه يريد دولة فلسطينية في حدود 1967 مقدمة لإقامة دولة في فلسطين من النهر الى البحر؟.. وهل كان يراد منه أن يقول إنه يريد إعادة كل اللاجئين الفلسطينيين منذ عام 1948 وحتى اليوم الى ما وراء الخط الأخضر؟ وإنه يريد إطلاق انتفاضة ثالثة بعد التي عاشها الشعب الفلسطيني في الثانية ودفع ثمنها وما زال مزيداً من الخسائر؟.. من السهل أن يقول ذلك ويمضي كما كل المطالبات والشعارات التي لم تفعل شيئاً سوى وضع غزة في الحصار ومن الصعب أن يقول عباس ما قاله لأنه أراد قطع الطريق على الإسرائيليين وحلفائهم وأراد إعراب الجملة الفلسطينية واضحة وجلية لمن يريد السلام..
هناك فرق بين الخطابة والإنشاء والحديث المستهلك للفلسطينيين وما تطلقه حماس في خطب الجمعة التي يحترفها هنية والزهار وغيرهم وبين أن تقبل بما أقرته الشرعية الدولية وما جرى التوقيع عليه..
على ماذا وقع الرئيس عرفات في أوسلو أليس غريباً إن الذين خوّنوه وشتموه يستشهدون الآن بموقفه ليس حباً في الموقف وإنما نكاية في تصريحات الرئيس عباس والتي لم تخرج عما قاله ودعا إليه الرئيس عرفات رحمه الله..
هل يريدون أن يقول عباس إنه يريد العودة الى صفد؟ وهل كان سيكون في رام الله لو أنه دخلها تحت هذا الشعار؟ وهل سيوافق المجتمع الدولي ودوله المتنفذة على إقامة دولة فلسطينية؟.. الذين يزايدون على الرئيس عباس مثلهم كالمثل العامي الذي «حملّوه العنز فوقع فقال حطّوا عليّ بنتها» فهل يدرك هؤلاء خاصة في غزة أنهم وهم يجرون اتصالات سرية مع إسرائيل ويطالبون بهدنة معها لعشرين سنة أنهم يعرقلون ويعطلون وحدة الشعب الفلسطيني وإعادة بناء قوته..
هل تعطي الموازين القائمة عباس أكثر بما طالب وحتى ما يطالب به هو السقف الأعلى الذي يناضل الشعب الفلسطيني الآن من أجله.. وهو دولة فلسطينية في حدود 1967 وعاصمتها شرق القدس وحل (متفق عليه) بخصوص اللاجئين الفلسطينيين الذي لم يلغ عباس حقهم في هذه الصيغة كما ادعت القراءات المبتورة..
عباس في طرحه الواقعي والجريء يجب أن يدافع عنه وأن يسند موقفه وأن يبتعد القادة والنخب السياسية الفلسطينية التي تحمل الآن مسؤولية قيادة النضال الفلسطيني عن الانتهازية وترك الرئيس وسط هجوم تريده اسرائيل لتفشل كل الأطراف..
فلنقف مع الرئيس عباس في طرحه ولنر ماذا يقدم العالم وعندها لكل حادث حديث.. ألم يجر رفض قرار التقسيم عام 1947 فأين نحن بعد ذلك؟ ألم يرفضوا قرار 242؟ ألم يرفضوا أوسلو؟..ألم..الخ... لماذا حين يفوت الزمن ويعيش المزايدون على الشعارات يعودون يتحسرون على ما مضى ويطالبون به ويعتبرونه سقف نضالاتهم؟..
ليكن النضال مع عباس على إقامة دولة فلسطينية تهرب إسرائيل الآن من استحقاقها وسط صمت دولي وتتآمر على تصفية القضية بشكل نهائي.. وبدل الهروب للأمام والاختباء وراء شعارات على النظام العربي دعم الرئيس عباس في مطالبه وليس التفرج عليه أو حتى الضغط عليه أن لا يذهب للأمم المتحدة. المزايدون لا يعرفون الواقع ولا يريدون قراءته والذين وعدوا بالجنان والتحرير والسير باتجاه القدس حين كانوا في المعارضة لا يحركون ساكناً ضد كامب ديفيد المصرية ولم يتحدثوا عن إعادة السفير المصري ولا طمأنة اسرائيل على الاتفاقيات.
يكفي هذه القضية متاجرة واصطيادا في مياهها وليكن البرنامج الوطني الفلسطيني محدداً وواقعياً وممكناً ترجمته ودعمه وتحقيقه وهذا ما دعا له الرئيس عباس وهذا ما يحرج إسرائيل ويجعلها الآن تتآمر عليه وتبحث عن حلول بديلة للخلاص منه كما فعلت مع عرفات وإلا ما معنى إعادة طرح حلول كالتي نسبت الى أبو اللطف أو التي تحدثت عن إلغاء فك الارتباط أو التي تستهدف زج الأردن في الخلافات مجدداً.
(نقلا عن جريدة الرأي)