دول تقاطع المستوطنات وخفافيش الليل تعانقها - محمود ابو شنب
يصر خفافيش الليل على التعاطي والاتجار بمنتجات المستوطنات الإسرائيلية، وتهريبها الى الاسواق الفلسطينية، لكسب حفنة من الفلوس الرخيصة، وإرضاء لنفوسهم الدنيئة، وتحدياً للحملات الوطنية المستمرة التي تقودها مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية مع شركائها من مؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني في ملاحقة هؤلاء المهربين، واجتثاث لمنتجات وخدمات المستوطنات من حياتنا، ومحاصرتها على المستويين المحلي والدولي.
مؤخراً طالبت 22 جماعة دينية ومنظمة خيرية الاتحاد الأوروبى بفرض حظراً على المنتجات التى يصنعها المستوطنون الإسرائيليون فى الأراضى المحتلة، معتبرين ان المقاطعة ستقوض مبرراتهم الاقتصادية لبقائهم هناك، بالمقابل فان خفافيش الليل وتحت جنح الظلام يواصلون تهريب شتى انواع البضائع والسلع المصنعة في المستوطنات خصوصاً مستوطنة بركان المقامه على اراضي محافظة سلفيت، والعمل على تزويرها لتضليل المواطن على انها مصنعه داخل اسرائيل او مستورده من الخارج، تقليداً بما تقوم به اسرائيل من عمليات تزوير وتضليل لتلك المنتجات على ان منشأها "إسرائيل"، وهي بحقيقة الامر تصنع في المستوطنات المقامة على الاراضي الفلسطينية داخل حدود عام 1967 ويتم تسويقها تحت ما يسمى " صنع في إسرائيل".
ومع اعتلاء اصوات بعض الدول والمنظمات الاوروبية واتضاح موقفها تجاه هذه المنتجات، وازدياد زخم وفاعلية حملة مقاطعة وحظر بضائع ومنتجات المستوطنات واتساعها نتيجة فاعلية هذا السلاح الذي يستخدمه الفلسطينيون في التأكيد على عدم شرعية المستوطنات ومخالفتها للقانون الدولي، يتوجب من كافة اطياف المجتمع الغيورين على المصلحة والهوية الوطنية، التعاون التام في محاسبة خفافيش الليل الذين يحاولون شرعنة وجود المستوطنات اقتصادياً، في ظل الحصار الاقتصادي الخانق الذي تمر به السلطة الوطنية الفلسطينية جراء موقفها الواضح والصريح من الاستيطان المتوحش في أرضنا وتمكين الاقتصاد الفلسطيني وتعزيز قدرته على الصمود والمنافسة، وبما يخدم في نفس الوقت الموقف السياسي الوطني، ويستنهض المواقف الدولية المناهضة للاستيطان.
قبل يومين اصدرت محكمة صلح سلفيت حكماً بالحبس مدة ثلاثة أشهر على المتهم أ.ع ( 52 عاماً) من قلقيلية، بتهمة نقل بضائع مستوطنات، خلافا لأحكام المادة 14 فقرة 2، من القانون رقم 4 لسنة 2010، كما حكمت بسحب رخصتي القيادة والمركبة من المتهم لمدة ستة أشهر، ومصادرة المضبوطات وإتلافها، والحكم قابل للاستئناف، ومع ذلك مطلوب تعرية هؤلاء، وتميزهم عن ابناء شعبنا الغيورين على ارضنا ومشروعنا الوطني، والعمل على عقد مؤتمر واسع يمثل فلسطيني الداخل والخارج لتقيم حملة مقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيلية، والمكاسب التي حققتها على الصعيدين الدولي والمحلي، والخسائر الكبيرة التي مني به اقتصاد المستوطنات جراء هذه الحملة.
وفي الوقت الذي تكشف صحيفة "معاريف" العبرية مستندةً إلى معطيات دائرة الإحصاء المركزية أن نسبة المواد السامة في المحاصيل الزراعية "الإسرائيلية" من خضار وفواكه والناتجة عن رشها بالمبيدات الحشرية تزيد أضعافاً عما هي عليه في جميع الدول المتقدمة، نواصل اغراق اسواقنا بتلك المنتجات، رغم توفر البديل الفلسطيني وذات مواصفات عالية. اليس العنب الخليلي افضل بكثير من العنب المستورد، الم يحن الوقت لكسر الصورة النمطية عن منتجاتنا رغم القدرة التنافسية العالية التي تتوفر بها، وهل طعم منتجات المستوطنات على وجه الخصوص ادسم والذ من المنتجات الفلسطينية؟
ان معركة الاستيطان التي تخوضها القياده الفلسطينية على المستوى السياسي، والنجاحات التي حققتها حملة مكافحة منتجات المستوطنات الاسرائيلية تتطلب المزيد من تضافر الجهود المشتركة(المستويات الرسمية والشعبية والأهلية ومؤسسات القطاع الخاص) لضمان نجاح الحملة في تنظيف الأسواق الفلسطينية من تلك المنتجات، وخلق رأي عام دولي ضاغط لمناهضة الاستيطان والمنتجات والسلع المصنعه في المستوطنات والذي ظهر جلياً مؤخراً في مواقف العديد من الدول والمنظمات الاوروبية تجاه هذه الحملة الوطنية، و اجراء حكومة جنوب افريقيا بشأن تمييز المنتجات والسلع الواردة لأسواقها من المستوطنات الاسرائيلية بعلامات خاصة الذي لقى سخط وغضب اسرائيلي كبير على تلك المواقف.