العار .. فيلم " طالبانيات حماس " - موفق مطر
ما حدث في غزة أخطر مما نعتقد ، فالمرأة المناضلة التي عوقبت بهجوم مختلط ( ذكوري فحولي وانثوي مشبوه ) في هي عورة في نظر المرأة المتحمسة لممارسة دور جلاد الدكتاتور ، كما هي عورة في نظر عسكر الدكتاتور الذكور,صامتات اعتصمن في ميدان الجندي المجهول بغزة، منتصرات للمصالحة ونابذات للانقسام ، فأرسل عليهن" الخليفة " الجند والجلادات فضربن رؤوسا انثوية وكسرن أياد مناضلات فلسطينييات حرائر ماجدات ، وخلعت " اياد ذكورية متوضئة " حجاب مؤمنة وأمسكت بشعر حرة فلسطينية وجرجرتها فيما البوليسيات المحجبات المنقبات يكسرن قبضات " أخوات الرجال" القابضات على علم فلسطين الرباعي الأولوان ,, انه مشهد الذروة التراجيدي في فيلم " العار " .. فيلم لا هوليودي أميركي ـ ولا نتنياهوي اسرائيلي ، وانما وثائقي بامتياز ، حيث كان عسكر الانقلاب والانفصال الظالمون أبطال الشر ـ أما المناضلات الوطنيات فبطلات الخير ، حارسات الحلم والغد .
لم يعد جائزا التقنع والتخفي والوقوف على مسافة واحدة بين الوطني والانفصالي ، بين الديمقراطي والاستبدادي ـ بين الشرعي والانقلابي ، بين المتنور والظلامي ، بين المظلوم والظالم ، بين المترفع على الجراح وناكئها كلما برأت فتوحها باعمق لتنزف أكثر ! فبعد امتهان كرامة الحرائر والماجدات في ميدان الجندي المجهول بغزة بات معلوما ومعروفا للقاصي والداني المتمسك بالقيم والأخلاق الكريمة، من المعتدي عليها ، الوحدوي الوطني من الانفصالي الانقسامي، الذاهب الى دولة مستقلة عضو في الأمم المتحدة من مستجدي دويلة مؤقتة في منظومة التيار العالمي للاخوانترضى عنها اسرائيل ، فهجوم حماس الجاهلي على نساء فلسطين في ميدان الجندي المجهول يقنع الباحث عن الحقيقة الا اذا كان ذا قلب بلاستيكي ودماغ متحجر !!
بعثت حماس برسالة ردع شديدة لكل وطني فكر أو مازال يفكر أو اعلن نيته استجماع شجاعته والوصول الى ميدان الجندي المجهول ثائرا على الانقسام ـ فالضرب على عظم الدماع واليدين والسب بأقذح الأوصاف وكيل الشتائم والتهم ، ومحاولة اسقاط العلم الفلسطيني من ايادي المناضلات يؤكد بالدليل القاطع أن " طالبانية حماس " قد نضجت في غزة ، وان شروط فرض الدولة الجاهلية على المجتمع قد اصبحت مكتملة الأركان ، فاغتيال حرية الرأي والتعبير في مركز " ميدان الشهيد " الفلسطيني المجهول يعني ان حماس لم تقم اعتبارا واحدا لكل حركة التحرر الوطنية الفلسطينية ومئات آلاف الشهداء الذين ضحوا على درب دولة حرة مستقلة ديمقراطية تقدمية ، فمشهد امرأة فلسطينية مسلحة بجلباب وحجاب وعصا يحرسها ميلشياوي مسلح وهي تهجم بقسوة وهمجية على امرأة فلسطينية مناضلة يهني ان للجاهلية في غزة امارة ، وللظلم حاكم يخدع الناس فيصلون خلفه فيما عسكره يستبيحون الأعراف والتقاليد وقيم الأخلاق المجتمعية والسياسية .