أوباما مرة أخرى - محمود ابو الهيجاء
في خطاب النصر الانتخابي للرئيس الاميركي باراك اوباما، لم يكن العالم هناك، ولا بأي قضية من قضاياه، خاصة قضايا العالم المسمى بالشرق الاوسط، الذي نقلت معظم محطاته الفضائية هذا الخطاب، وبالطبع فان غياب العالم عن خطاب اوباما الاحتفالي بفوزه بولاية جديدة وعودته الى البيت الابيض، ليس امرا مستغربا ولا هو مستهجن ابدا، الا عند الذين يعتقدون ان الولايات المتحدة الاميركية هي فعلا المسؤولة عن العالم، وان رئيسها هو رئيس الدنيا كلها، ولهذا ربما نقلت تلك الفضائيات خطاب اوباما وقبله خطاب الهزيمة لميت رومني ...!!! على اية حال ثمة ما ينبغي لنا ان ننتبه اليه في خطاب اوباما الذي كان اميركيا بحت، ذلك هو خلاصته البليغة التي علينا ان نفهمها جيدا فالخلاصة تقول بوضوح شديد : اميركا امة عظيمة وادارتها الحاكمة ستعمل ان تبقى كذلك، وبالتأكيد فان هذا من حق الامة الاميركية واداراتها، لكن ما علينا ان نفهمه جيدا، هو ان المصالح الاميركية في هذا الاطار ستبقى وحدها هي من يتحكم في السياسة الاميركية خاصة الخارجية منها، المصالح وليست القيم الاخلاقية، وبقدر تعلق الامر بنا في هذا السياق علينا ان نعيد وعلى نحو نقدي عميق، صياغة مفهومنا لطبيعة العلاقة مع الولايات المتحدة، كيف ينبغي ان تكون وكيف ينبغي ان تدار، والى اي مدى عليها ان تذهب؟!.
سيقال انه امر في غاية البداهة، ما نقوله عن المصالح التي تتحكم في السياسة، وسنقول : نعم انه امر في غاية البداهة واكثر، غير ان الذي لم يزل لم يرق الى مرتبة البداهة عندنا، هو ضرورة التحكم بصيغة العلاقة مع الولايات المتحدة على قاعدة المصالح بحد ذاتها، لكن المشتركة بطبيعة الحال، وهذه مناسبة للتأكيد اذا ما قدر لي ان اؤكد، اننا لسنا من دعاة القطيعة مع الولايات المتحدة ولا نحن بوارد معاداتها، بل ويهمنا جدا ان تتطور علاقتنا معها وفي كل اتجاه يخدم المصالح المشتركة واهمها بالنسبة لنا اقرار السلام في هذه المنطقة، اذا ما كان السلام حقا مصلحة اميركية، السلام العادل الممكن .
اربعة اعوام اخرى اذا من ادارة اوباما، فهل نتأمل خيرا اذا ما وضعنا النقاط على الحروف في كل ما يتعلق بالعلاقة مع واشنطن؟ هذا ممكن, وممكن جدا