الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

الاستقلال المؤجل والدولة غير العضو- جهاد حرب


قبل ربع قرن أعلن الفلسطينيون وثيقة الاستقلال آنذاك كان حدثا كبيرا؛ قيل حينها أن الخامس عشر من تشرين ثاني من العام 1988 يمثل حدثا تاريخيا له ما بعده أي بمعنى آخر تحول جذري في الفكر السياسي الفلسطيني، فمن ناحية جاء الاعلان انسجاما مع مطالب الانتفاضة الأولى وفي أوج قوتها وأتون أحداثها، ومن جهة ثانية ردا على اعلان فك الارتباط وربما استكمالا له. لكنها أيضا جاءت لترسم الحدود السياسية والحدود الجغرافية لدولة فلسطين.
توالت الاعترافات بالدولة الفلسطينية المعلنة في وثيقة الاستقلال؛ ففي أقل من عام حصد الفلسطينيون مائة اعتراف أو يزيد. حينها كان المعسكر الاشتراكي ما زال ماثلا صديقا، على حد قولهم فهم لا يرغبون بكلمة الحليف على عكس الامبريالية الغربية. وتتدفق في شرايين حركة دول عدم الانحياز الحياة، والدول العربية والإسلامية منبهرة بانتفاضة الحجارة وإبداعاتها.
جرت في الاربعة والعشرين عاما مياه كثيرة في نهر الشرق الأوسط؛ احتل العراق  الكويت وانقسم العرب إثرها فَقَدَ الفلسطينيون الخليج العربي الداعم الاقتصادي الأكبر سواء ماليا لمنظمة التحرير الفلسطينية أو ملاذا للعمالة الفلسطينية، وكذلك خسر قوة العراق المساند.
وفي ضيق الحال واشتداد الضغوط، انخرط الفلسطينيون في محادثات سياسية مع الحكومة الاسرائيلية في العام 1991 بدأت في مدريد علنية وانتقلت بعد عام إلى أوسلو سرية. أنجبت فيما أنجبت المرحلة الانتقالية بحكمها وظروفها وشروطها وبحسناتها وكذلك سيئاتها.  لكن المرحلة الانتقالية باتت دائمة فمن خمس سنوات إلى أكثر من ثمانية عشر عاما حتى الآن.
تهيأ في ربع القرن ثلاث فرص للتقدم في النضال الفلسطيني وتكريس الدولة الفلسطينية سياسيا ودبلوماسيا وورسم للحدود الجغرافية، الأولى عام 1989 عندما قدم الفلسطينيون طلبا لرفع مكانة منظمة التحرير الفلسطينية في هيئة الامم المتحدة، حينها اقتصر على تغيير الاسم إلى "فلسطين" مع بعض الامتيازات لها بناء على نصائح ووعود امريكية. والثانية عام 1999 مع انتهاء الفترة "القانونية" للمرحلة الانتقالية لكن الفلسطينيون أضاعوا الفرصة أيضا نتيجة ضغوط أمريكية آنذاك ووعد بالدخول في محادثات سلام جدية لإنهاء الصراع الأمر الذي لم يتحقق؛ فالادارة الأمريكية لم تكن وسيطا نزيها هدفه انهاء الصراع بل همه الاهتمام في العملية "process " على حساب السلام.
اليوم؛ الفلسطينيون على موعد لانجاز تاريخي في تغيير "تعديل" قواعد اللعبة السياسية، من خلال ترفيع مكانة فلسطين من كيان إلى دولة غير عضو في هيئة الأمم المتحدة، لإحداث تغيير في طبيعة المفاوضات، ومنح القدرة للفلسطينيين على استخدام أدوات الامم المتحدة في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي. في المقابل لن يتغير شيء على الأرض في اليوم التالي لانتزاع قرار الجمعية العامة لهيئة الامم المتحدة، لكن المهم التقدم إلى الأمام وعدم الارتهان لوعود أمريكية وغيرها دون فرض حقائق سياسية، وان كنا عاجزين عن فرض حقائق على الارض.
 

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025