الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

ليل غزة الموحش وطريقها الصعب! - يحيى رباح


على ماذا يدور الصراع منذ اغتيال أحمد الجعبري في قلب مدينة غزة يوم الأربعاء الماضي، ومن هم اللاعبون، وما هي حقيقة أدوارهم؟
كنا قد تعودنا في العقود الماضية على رؤية الإسلام السياسي وهو في المعارضة، وكانت أبوابه مفتوحة، يعارض بكل أنواع المعارضة بما فيها المعارضة المسلحة، ولا يطلب منه شيء، ولكنه الآن هو الذي في السلطة في تركيا، وفي تونس، وفي مصر، وفي السودان، وفي ليبيا على نحو ما، وفي سوريا كما يطمح بمساعدة القوى الدولية نفسها، كما نراه حاكما منذ خمس سنوات في قطاع غزة، وفي كثير من الأحيان تكون الحدود واضحة للإسلام السياسي السني، بينما تتداخل الحدود في بعض المناطق بين الإسلام السياسي السني والشيعي كما في الحالة الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة، لأن طبيعة النموذج الفلسطيني تختلف، حيث الصراع يدور مع الخارج بشكل رئيسي، مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، بينما في النماذج الأخرى يدور الصراع على النفوذ، على جزء من شعب هذه الدولة أو تلك، أو الصراع مع القوى العلمانية والمدنية، وبالتالي فإن النموذج الفلسطيني يغطي مساحة أكثر من التداخل، وهذه إحدى القضايا المعقدة التي واجهت القيادة الفلسطينية منذ بروز الكيانية السياسية الفلسطينية إلى الحياة من جديد، بإطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة، وحصول منظمة التحرير على وحدانية التمثيل الفلسطيني! هذا الانبعاث الجديد للكيانية الفلسطينية عارضته التيارات القومية لضرورات تكتيكية في أول الأمر، ولكن الإسلام السياسي هو الذي تصادم مع هذه الكيانية.
الآن، جاء الإسلام السياسي إلى الحكم بمساعدة الدول الكبرى، وأميركا على وجه الخصوص، ولكنه يواجه اختبارات أصعب، وأهمها السؤال الكبير، ما هي حقيقة موقفه من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟ وما هي حقيقة موقفه من تجسيد الكيانية الفلسطينية في دولة مستقلة على حدود الرابع من حزيران في العام 1967، أي الاعتراف والتسليم بوجود إسرائيل كلاعب رئيسي في المنطقة!، وفي هذا السياق جاء الانسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب من قطاع غزة في خريف 2005 لتعطي غزة لحماس، وتكون النموذج الأول، وترى إسرائيل وحلفاؤها الكبار كيف يكون السلوك بعد ذلك.
وقد بقيت غزة تحت الحصار وتحت المراقبة في السنوات الخمس الماضية، دو أن يصل الأمر إلى حد إنهاء التجربة، بل الضغط على بعض التجاوزات، مثلما حصل في حرب 2008، والحملات العسكرية المحدودة والسريعة التي غالبا ما تنتهي بهدنة هشة! ولكن على امتداد العامين الأخيرين تغير المجال الحيوي في المنطقة، فقد أصبحت حماس في غزة جارا مباشرا لمصر تحت حكم الإسلام السياسي، وأصبحت ساحة الاختبار لهذا السلوك السياسي للإسلام السياسي، في مصر بالدرجة الأولى، وفي تركيا في مجال ابعد أو في إيران في مجال متوتر، كيف سيتصرف هؤلاء، هل هم قادرون على إعادة إدماج قطاع غزة تحت حكم حماس في السياق الفلسطيني عبر المصالحة التي وقعت في القاهرة وفي الدوحة، هل يجب أن يطرأ تغيير على عناصر الاتفاق، حماس في غزة أو السلطة الوطنية، ما هو الخيار، صيغة تقوم على الاتصال أم تأكيد الانفصال؟ وفي كلتا الحالتين، ماذا سيكون موقف حماس من إسرائيل، من الأمن الإسرائيلي، ومن هو الضامن؟ هل هي السلطة الفلسطينية أم تركيا أم مصر؟ وكيف تتصرف حماس إذا ما قررت إسرائيل - بموافقة أميركية طبعا - ضرب إيران، هل قطاع غزة - هذه الخاصرة الصغيرة - ستقف على الحياد، كما وعدت حماس سابقا، أم أن الأمر أخطر من مجرد وعد شفهي غير ملزم، وبالتالي فإنه لا بد من ضامن رئيسي، وهذا الضامن الرئيسي هو الإسلام السياسي الذي أصبح في الحكم؟
وهكذا فإن الهدنة التي يتم الحديث عنها ليست هدنة عادية، ليست مجرد فك اشتباك، بل هدنة دائمة، أو لتظل هدنة طويلة، وهذه هي النقطة الحرجة، كيف يمكن اجتيازها؟ هل تستطيع مصر أن تقبل وتنفذ وتضمن؟ هل تستطيع تركيا أردوغان المساعدة؟ من الملاحظ أن الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي نجح في فترة رئاسية ثانية على اتصال دائم مع نتنياهو، وعلى اتفاق تام معه، ولكنه أجرى اتصالين مهمين مع الدكتور محمد مرسي ومع رجب طيب أردوغان ! وأعتقد أن إسرائيل رفضت حتى المجاملة التقليدية عندما رفضت الالتزام بهدنة مؤقتة خلال زيارة الدكتور هشام قنديل إلى غزة لبضع ساعات، بل دمرت مبنى رئاسة الوزراء الذي التقى فيه مع إسماعيل هنية، لكي توجه رسالة واضحة بأنها لن تجامل أحدا دون ثمن، هذه هي نقطة الاستعصاء التي قد تستغرق بعض الوقت، ضمان هدنة طويلة منضبطة، وهذا الأمر لا ينفع معه سوى أن يكون مكشوفا وعلنيا ويتطلب إجراءات من بينها ضمان خطر نشاطات الجماعات الأخرى، وضمان خطر وصول السلاح، يا لها من مسؤولية، بل يا لها من ورطة، أعتقد أن الإسلام السياسي لم يكن قد هيأ نفسه لتجربة من هذا النوع بهذه السرعة، وبناء على ذلك فقد يستمر ليل غزة موحشا بسبب هذه العملية التي ينتج عنها موت كثير، وإصابات تتقافز أرقامها، ودمار وخسائر وشلل في الحياة على كافة الأصعدة، ومن الملاحظ أن الأداء العسكري الإسرائيلي الذي تستفيد منه إسرائيل في قضايا مهمة أخرى، مثل التشويش القوي على تصويت الجمعية العامة، وتسخين الحملة الانتخابية، هذا الأداء يتسم بقدر من الدقة، وعدم الاستعجال وضمان عدم حدوث صدمة لدى الرأي العام العالمي، إنه القتل بهدوء، وبانتقاء، ودون تسرع، كما لو أن المفاوضات التي تجري مع بقية الأطراف، إنما تجري في ضوء التماع الصواريخ والقذائف المتبادلة.
Yhya_rabahpress@yahoo.com
Yhya_rabahpress@hotmail.com


 
 

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025