بدون دولة للفلسطينيين لا سلام لإسرائيل- روبرت فيسك
بعد قتل أكثر من 150 فلسطينيا، ثلثاهم مدنيون، وستة إسرائيليين، وبعد 1500 غارة إسرائيلية و1500 صاروخ فلسطيني، نسأل: هل تم هذا كله من أجل الوصول إلى هدنة؟ فقط هدنة، تسبق الحرب المقبلة على غزة؟
حتى «الجروزالم بوست» التي تحمست للحرب على غزة، جعلت عنوانها: «نهاية العملية العسكرية وبدء الحملة الانتخابية».
لقد بدأ نتنياهو حملته الانتخابية عندما أمر باغتيال أحمد الجعبري، القائد الحمساوي، فهل كسب نتنياهو انتخابياً؟
كان واضحاً عليه القلق، وقال في كلمته بعد انتهاء العمليات إن إسرائيل تواجه تحديات أعقد، وعليها «توجيه سفينة الدولة بمسؤولية وحكمة
منذ سنوات والسيد نتنياهو يشجع الاستيطان اليهودي على أراض مسروقة من العرب في الضفة الغربية منكراً على الفلسطينيين حقهم في الدولة، وموجهاً سفينة دولته في اتجاه العواصف. بدون دولة للفلسطينيين لا سلام لإسرائيل. وستبدو صواريخ حماس مجرد لعبة بالمقارنة مع ما ستلاقيه إسرائيل في المستقبل.
لقد عزز نتنياهو فرص حماس على حساب المستقبل السياسي للسيد محمود عباس الذي كان يخسر سياسيا مع كل صاروخ تطلقه حماس.
فهل خطوته يالتوجه للأمم المتحدة لنيل مرتبة الدولة المراقب تفي بما كسبته حماس من شعبية، أو بما حققه الرئيس المصري من مكانة. لا ننسى أن الساسة الأتراك والمصريين والخليجيين توجهوا لتقديم المساندة إلى غزة، وليس إلى رام الله.
قال ميشائيل أورن سفير إسرائيل في واشنطن إن حرب غزة الأخيرة إنما بدأت عام 1948 عندما هجم العرب للقضاء على دولة إسرائيل الوليدة. وهذا خطأ. فعلاً لقد بدأت عام 1948؛ ولكن، عندما طردت إسرائيل 700 ألف فلسطيني من ديارهم. وكثيرون من هؤلاء ومن أولادهم وأحفادهم يسكنون غزة الآن، وهم الذين أطلقوا الصواريخ.
كتب أوفير فولك من معهد مكافحة الإرهاب في هرتسيليا قبل يومين إن العمليات الحربية الإسرائيلية عملت كل جهدها لتجنب المدنيين، ولكن حماس استهدفت المدنيين. فلماذا إذن كان ثلثا الضحايا الفلسطينيين مدنيين؟ فهل الطيارون الإسرائيليون سيئو التدريب إلى هذا الحد؟
وقد سمعنا مسؤولاً إسرائيليا يقول بلهجة تأنيب: «أنتم لا تعلمون مدى أثر هذه الصواريخ على شعبنا». لست متأكداً. ولكن، هل يفهم هذا المسؤول أثر الغارات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني؟ إنها الانتخابات فيما أعتقد.
عن الإندبندنت اللندنية