الزهار يحاكم نفسه!- عادل عبد الرحمن
والشعب الفلسطيني يلملم الجراح في اعقاب العدوان الاسرائيلي الاخيرة (من 14 حتى 21تشرين الثاني الحالي) ويستخلص القادة من مختلف المشارب والقوى الدروس والعبر، وفي مقدمتها المضي قدما نحو طي صفحة الانقلاب على الشرعية، واعادة الاعتبار للوحدة الوطنية، ودعم التوجهات الوطنية في نيل العضوية غير الكاملة للدولة الفلسطينية.. يخرج الدكتور محمود الزهار، عضو المكتب السياسي لحركة حماس من جحره، ليسمم الاجواء والمناخات الايجابية، التي تسود في اوساط الشعب في ارجاء الوطن والشتات وداخل الداخل. ويعلن امام مجموعة من الصحفيين بالامس وعشية توجه الرئيس ابو مازن للامم المتحدة، بانه اولا لن "يسمح" للرئيس محمود عباس بدخول محافظات الجنوب؛ وثانيا إن دخل رئيس منظمة التحرير سيقوم الزهار ب"محاكمته" !؟
ابو خالد، الهارب في العدوان الاسرائيلي السابق 2008 و2009 من القطاع الى مصر، والمختفي في جحره طيلة ايام الحرب الاخيرة على محافظات غزة، ولم يسمع احد صوته، رغم وصول العديد من الوفود العربية والتركية الى غزة للتضامن مع الشعب المنكوب بالعدوان الاسرائيلي الهمجي، يخرج ليعكر صفو الاجواء الايجابية، ويتطاول على رئيس السلطة الوطنية، ليقول انني موجود، بعد ان اختطف خالد مشعل ، رئيس المكتب السياسي للحركة ، وغريمه الشخصي ايضا، الاضواء، واستعاد مكانته ، التي تواطأ عليها الزهار ومن لف لفه في اقليم حماس غزة. وليدس الاسفين تلو الاسفين في مسيرة المصالحة الوطنية، التي لا يعلو عليها شأن إلآ الاهداف الوطنية ومصالح الشعب العليا.
الزهار، الذي حاول استقطاب الاضواء بلباس الثياب العسكرية لاول مرة، لا سيما وانه بدا شخصا كاريكاتيريا ملفتا للانظار، ادلى بتصريحات عن الحرب والصواريخ، ليوحي للمستمع، بانه كان "يقود" من جحره العمليات القتالية ضد اسرائيل؟! هو ذاته، الذي كان يناديه الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، برجل الادارة المدنية الاسرائيلية. وهو ذاته، الذي اعترف على فضائية الجزيرة وغيرها، انه وحركته تسلحوا من ضابط المخابرات الاسرائيلية ابو صبري قبل قيام السلطة للاعتداء على القوى الوطنية ، مدعيا إن ذلك يندرج في تكتيك "التكية " الاخوانية، التي تعتمد سياسة "إكذب وداهن من تشاء حتى تصل !"
لم يتعظ الدكتور ابو خالد من تجربة الحربين على قطاع غزة، ومازال مسكونا بهواجسه وحساباته الشخصانية، ولم يرق لمستوى المسؤولية الوطنية. لذا مازال غارقا في متاهة الفتنة والتحريض على القيادة الشرعية وخاصة الرئيس عباس، وايضا التحريض على المصالحة الوطنية، ويرفض المصالحة، مع ان الاتجاه العام في الحركة وجماعة الاخوان في مصر وبالاتفاق مع قطر وتركيا وغيرها من مراكز الاخوان المسلمين يميل لدفع المصالحة للامام ليس حبا في المصالحة، ولا حرصا على وحدة الارض والشعب، ولكن لاعتبارات ذات صلة بالجماعة وحساباتها الفئوية، وارتباطا بالاتفاقات المبرمة بين الجماعة والولايات المتحدة وضمنا دولة الابرتهايد الاسرائيلية.
الدكتور الزهار، احد اركان الانقلاب على الشرعية الوطنية في حزيران 2007، ومواقفه المعادية للمصالحة الوطنية، حاكم ويحاكم نفسه. وسجل بالصوت والصورة إدانة جلية لخياره ومنطقه وسياساته العرجاء. وبالتالي الذي سيحاكم محمود الزهار وليس محمود عباس، والقاضي الشعب وقضاته وقواه الوطنية والخيريون من ابناء حركة حماس، انصار وحدة الارض والشعب والقضية والنظام السياسي التعددي الديمقراطي. واي كانت اهداف جماعة الاخوان المسلمين في مصر وقطر وتركيا ، فإن القيادة برئاسة محمود عباس ستمضي نحو المصالحة وحماية مصالح الشعب العليا، وسيبقى الزهار ينعق ك "الحم............".
a.a.alrhman@gmail.com