سموم الجزيرة - منذر صيام
يبوس برس - لم تكد نتيجة التصويت قد إنتهت، وما كاد إبناء الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع يخرجون مهللين لهذا النصر الدبلوماسي الذي تحقق في نيويورك، حتى أنتقلت الجزيرة فورا إلى مقابلة الصهيوني الأمريكي مارتن إنديك، سفير أمريكا السابق في الكيان الصهيوني وأحد أقطاب المحافظين الجدد، والذين في عهدهم وبتخطيطهم تم إحتلال العراق، وتم إغتيال القائد الرمز أبو عمار بعد حصاره، وإنديك هذا يعتبر من أشد المدافعين عن السياسة العدوانية للكيان الصهيوني بل أحد المخططين لها.
لم تخجل الجزيرة وهي تحاوره وتطرح عليه الأسئلة التي حُضرت مسبقا كسيناريو ليجيب عليها بطريقة فظة تحبط الفرحة الفلسطينية وتقزم الإنتصار الدبلوماسي في نيويورك وكانت إجاباته تكملة لخطاب المندوب الصهيوني على منبر الأمم المتحدة، والذي قلل فيها من أهمية القرار الدولي وأنه لن يزيد القضية إلا مزيدا من التعقيد وأن الشعب الفلسطيني الذي يحتفل الأن سيستيقظ صباح اليوم التالي بالواقع وهو وجود الأليات والجنود الإسرائيليين وستزيد معاناتهم أكثر وأن هذه الخطوة خاطئة وتزيد حدة الصراع وكان الأفضل منها التوجه إلى القدس وإجراء محادثات مع الحكومة الصهيونية وتكملة المفاوضات التي قطعت ويسترسل في بث سمومه والمذيع يوجه له الأسئلة والتي معروف مسبقا الرأي الأمريكي الصهيوني بها ولكن لتكرارها على مسامع المشاهد العربي والفلسطيني لبث روح الإحباط والهزيمة فيه.
ألم يكن الأحرى بالجزيرة مقابلة أحد المسؤولين الفلسطينيين سواء في نيويورك أو في الضفة أو في قطاع غزة ليتحدث عن أهمية تلك الخطوة أو حتى مقابلة أي شخصية عربية وطنية ليعبر عن رأيه كعربي حر فيما قد تحقق من إنجاز والذي أجمعت كل القوى الوطنية الفلسطينية من الجهاد الإسلامي وحركة حماس وعلى لسان الأخ خالد مشعل وإسماعيل هنية وكذلك الجبهة الشعبية والديمقراطية وكافة فصائل العمل الوطني التي ثمنت هذه الخطوة على إعتباره أنتصارا سياسيا وهذا الإجماع يمثل الوحدة الفلسطينية الراسخة وخاصة بعد التلاحم الوطني خلال العدوان الغاشم ومقاومته البطولية في غزة، وهي نقلة كبيرة لوضع فلسطين في المنظمة الدولية إعتراف بكيان الدولة الفلسطينية بحدودها وبشعبها وبمرجعيتها الدولية وبعضوية جميع المنظمات الدولية التي تحمي شعبنا وتحقق له العدالة والحماية، أنها محطة على طريق التحرير الكامل الذي لن نتنازل عنه.
ولكنها تلك المحطة الجزيرة تأبى على نفسها إلا أن تصر على الإثبات أنها جزء من وسائل الإتصال الإستخبارية الأمريكية للوصول إلى المواطن العربي وتسميم أفكاره ومعتقداته لصالح مخططاتها ولتمرير سياساتها من خلال شعار الرأي والرأي الأخر.