"... وعرفات خرج مصفّقاً لعباس" - راجح الخوري
تتواصل ردود الفعل الإيجابية على التصويت لصالح فلسطين وحصولها على صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة الذي كان يوم 29 تشرين الثاني الماضي، على مختلف الصعد الرسمية والشعبية الصديقة للفلسطينيين.
وقد خط العديد من الكتاب والنقاد أراءهم حول الحدث، فقد كتب راجح الخوري في صحيفة النهار مقالا بعنوان "... وعرفات خرج مصفّقاً لعباس"، أشاد فيه بالرئيس عباس ونضاله للنهوض بشعبه، وفيما يلي نص المقال:
"من اجل هذا نحن هنا". كانت هذه الكلمات مثل لازمة في نهاية كل فقرة من الخطاب التاريخي البارع الذي ألقاه محمود عباس امام الامم المتحدة، التي اعطت اخيرا وثيقة ولادة لدولة فلسطين وبأكثرية 138 دولة، متأخرة 65 عاماً بعد اعطاء الاسرائيليين دولة الاحتلال التي تقوم على اراضي الفلسطينيين.
وعلى امتداد حروب التوسع وحفلات القتل الجماعي، التي مارستها اسرائيل ضد الفلسطينيين، تمادى الاجحاف الدولي كثيراً في دعمه للمحتلين على حساب اهل الارض، ولهذا كان لافتاً ان يحصل الاجماع الدولي الحماسي على قيام دولة فلسطين بعد 65 عاماً على قرار التقسيم الذي اعطى "من لا يملك الى من لا يستحق"!جاء وقوف محمود عباس خطيباً في الامم المتحدة على كثير من الوقار، ليس لهدوئه ومنطقه المتماسك وشعره الابيض مثل وضوح مطلبه، بل لنبرته الواثقة التي رسمت صورة بارعة اتصل الامل فيها باليأس، وهو ما استدعى سلسلة من التصفيق في القاعة التي وقفت مراراً تحييه، وكان الاختناق ظاهراً على المندوبين الاسرائيلي والاميركي... فلقد كان الخطيب لامعاً وكان الخطاب بارعاً.رد عباس على اميركا واسرائيل كان مهماً عندما قال إننا مستعدون لمعاودة المفاوضات غداً، مسقطاً مزاعم واشنطن وتل ابيب ان الاعتراف بفلسطين سينسف العملية السلمية، التي يعرف الجميع ان اسرائيل دفنتها منذ زمن بعيد، فعلى عكس المزاعم الاميركية والاسرائيلية ان العضوية ستعطل الحل السلمي اكّد عباس الاستعداد للتفاوض فوراً: "فنحن لم نأتِ الى هنا ساعين الى نزع الشرعية عن دولة اسرائيل بل لتأكيد شرعية دولة فلسطين التي يجب ان تقوم سريعاً، ونحن لم نأتِ لنضيف تعقيداً على عملية السلام التي عطلتها اسرائيل، بل لإطلاق فرصة جديدة واخيرة لتحقيق السلام”.لا يغالي المرء اذا قال ان لا شيء يوازي دخول ياسر عرفات الى رام الله رئيساً للشرعية الفلسطينية بعد اوسلو إلا وقوف عباس في الامم المتحدة يثبت هذه الشرعية في سياق مصادفة هائلة، فليس قليلاً ان يخرج عرفات من قبره في الوقت عينه ليواكب عباس مصفقاً للانتصار في الامم المتحدة.
ان اهمية قيام الدولة الفلسطينية هو تأكيد قانوني لا يقتصر على اظهار اسرائيل دولة احتلال، وهو ما يدفع الاسرائيلي ليطعن سيكولوجياً بشرعية دولته وارض الميعاد، بل سيعطي فلسطين الحق القانوني والمعنوي والسياسي في الاحتكام لدى المؤسسات الدولية وفي تقديم الشكاوى على الاحتلال امام المحكمة الجنائية الدولية، وان دولة فلسطين لم تعد تسمية لفظية في اطار من الطموح والامل بل اصبحت حاضرة وحيّة في الأسرة الدولية، وهذا انتصار كبير لا ينقصه ليكتمل إلا استعادة الوحدة بين الفلسطينيين!
zaوقد خط العديد من الكتاب والنقاد أراءهم حول الحدث، فقد كتب راجح الخوري في صحيفة النهار مقالا بعنوان "... وعرفات خرج مصفّقاً لعباس"، أشاد فيه بالرئيس عباس ونضاله للنهوض بشعبه، وفيما يلي نص المقال:
"من اجل هذا نحن هنا". كانت هذه الكلمات مثل لازمة في نهاية كل فقرة من الخطاب التاريخي البارع الذي ألقاه محمود عباس امام الامم المتحدة، التي اعطت اخيرا وثيقة ولادة لدولة فلسطين وبأكثرية 138 دولة، متأخرة 65 عاماً بعد اعطاء الاسرائيليين دولة الاحتلال التي تقوم على اراضي الفلسطينيين.
وعلى امتداد حروب التوسع وحفلات القتل الجماعي، التي مارستها اسرائيل ضد الفلسطينيين، تمادى الاجحاف الدولي كثيراً في دعمه للمحتلين على حساب اهل الارض، ولهذا كان لافتاً ان يحصل الاجماع الدولي الحماسي على قيام دولة فلسطين بعد 65 عاماً على قرار التقسيم الذي اعطى "من لا يملك الى من لا يستحق"!جاء وقوف محمود عباس خطيباً في الامم المتحدة على كثير من الوقار، ليس لهدوئه ومنطقه المتماسك وشعره الابيض مثل وضوح مطلبه، بل لنبرته الواثقة التي رسمت صورة بارعة اتصل الامل فيها باليأس، وهو ما استدعى سلسلة من التصفيق في القاعة التي وقفت مراراً تحييه، وكان الاختناق ظاهراً على المندوبين الاسرائيلي والاميركي... فلقد كان الخطيب لامعاً وكان الخطاب بارعاً.رد عباس على اميركا واسرائيل كان مهماً عندما قال إننا مستعدون لمعاودة المفاوضات غداً، مسقطاً مزاعم واشنطن وتل ابيب ان الاعتراف بفلسطين سينسف العملية السلمية، التي يعرف الجميع ان اسرائيل دفنتها منذ زمن بعيد، فعلى عكس المزاعم الاميركية والاسرائيلية ان العضوية ستعطل الحل السلمي اكّد عباس الاستعداد للتفاوض فوراً: "فنحن لم نأتِ الى هنا ساعين الى نزع الشرعية عن دولة اسرائيل بل لتأكيد شرعية دولة فلسطين التي يجب ان تقوم سريعاً، ونحن لم نأتِ لنضيف تعقيداً على عملية السلام التي عطلتها اسرائيل، بل لإطلاق فرصة جديدة واخيرة لتحقيق السلام”.لا يغالي المرء اذا قال ان لا شيء يوازي دخول ياسر عرفات الى رام الله رئيساً للشرعية الفلسطينية بعد اوسلو إلا وقوف عباس في الامم المتحدة يثبت هذه الشرعية في سياق مصادفة هائلة، فليس قليلاً ان يخرج عرفات من قبره في الوقت عينه ليواكب عباس مصفقاً للانتصار في الامم المتحدة.
ان اهمية قيام الدولة الفلسطينية هو تأكيد قانوني لا يقتصر على اظهار اسرائيل دولة احتلال، وهو ما يدفع الاسرائيلي ليطعن سيكولوجياً بشرعية دولته وارض الميعاد، بل سيعطي فلسطين الحق القانوني والمعنوي والسياسي في الاحتكام لدى المؤسسات الدولية وفي تقديم الشكاوى على الاحتلال امام المحكمة الجنائية الدولية، وان دولة فلسطين لم تعد تسمية لفظية في اطار من الطموح والامل بل اصبحت حاضرة وحيّة في الأسرة الدولية، وهذا انتصار كبير لا ينقصه ليكتمل إلا استعادة الوحدة بين الفلسطينيين!