الاحتلال يهدم منشأة تجارية ومنزلين ويجرف اشجار زيتون في حزما وبيت حنينا    "التربية": 12,820 طالبا استُشهدوا و20,702 أصيبوا منذ بداية العدوان    الاحتلال يجبر الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الاندونيسي شمال قطاع غزة    إصابة 3 مواطنين واعتقال رابع إثر اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس ومخيم بلاطة    الأمم المتحدة تطلب رأي "العدل الدولية" في التزامات إسرائيل في فلسطين    عدوان اسرائيلي على مخيم طولكرم: شهيد وتدمير كبير في البنية التحتية وممتلكات المواطنين    الإعلان عن مراسم وداع وتشييع القائد الوطني المناضل الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    "مركزية فتح": نجدد ثقتنا بالأجهزة الأمنية الفلسطينية ونقف معها في المهمات الوطنية التي تقوم بها    17 شهيدا في قصف الاحتلال مركزي إيواء ومجموعة مواطنين في غزة    الرئيس ينعى المناضل الوطني الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    سلطة النقد: جهة مشبوهة تنفذ سطوا على أحد فروع البنوك في قطاع غزة    و3 إصابات بجروح خطيرة في قصف الاحتلال مركبة بمخيم طولكرم    الرئيس: حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيسهم في بقاء الأمل بمستقبل أفضل لشعبنا والمنطقة    "استغلال الأطفال"... ظاهرة دخيلة على القيم الوطنية وجريمة يحاسب عليها القانون    "التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان  

"التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان

الآن

"كيف تكتب الرسائل؟"- سمير عطا الله

في أيام بيروت الأولى كان جزء كبير من المكتبات على الأرصفة. تلك كانت إما كتبا قرأها أصحابها ثم باعوها، أو كتبا فائضة في المطابع، أو كتبا مسروقة على عجل، يضمن صاحبها الربح لأن رأسماله يراوح ما بين الصفر والسمعة السيئة. بين تلك الكتب المعروضة كانت هناك دائما كتب غلافها ورقي أصفر بسيط، بعنوان «كيف تكتب الرسائل؟»، إما الرسائل إلى الأهل أو إلى الأصدقاء أو إلى رب العمل، وإذا كنت عاشقا فإلى سيئة الحظ.
كانت تلك الكتب تدل على أمرين: الأول أهمية الرسائل الشخصية، والثاني أن قلائل يجيدون إنشاءها، ولا بد من مساعدتهم، حتى لو عني ذلك أن يكتب مئات الأشخاص نصا واحدا لا يغيرون فيه سوى الاسم. كان الحبر يجري في عروق الناس، ويعبر عن مشاعرهم، ويؤكد أهمية الصلة ودوافع الاحترام.
وكان الناس يسعون أن يكون خطهم جميلا، سواء كان الذي سيقرؤه معلم مدرسة أو رب عمل أو معشوقة سيئة الحظ. وقد أعفي من لزوم الجمال الأطباء في كتابة الوصفات الطبية، لأنه لا تأثير للخط في معالجة الزكام أو القرحة أو الاكتئاب. كان الخط ملازما لجمال الفكر لدرجة أن نزار قباني كان يطبع بعض كتبه بخط يده.
ثم جاء الكومبيوتر، ولحق به الهاتف الجوال. ولم يعد هناك حبر ولا رسائل. ولم تعد حضرتك سوى رقم هاتف تأتيك عليه رسائل المعايدة الموحدة أو إعلانات الصابون. رقم الهاتف ثم نص يقول: «إلى قلب يحبه قلبي، أطيب التمنيات والأماني». من المرسل؟ رقم هاتف آخر. وإذا كنت لا تذكر الرقم فلن تعرف من هو صاحب المشاعر الجياشة.
لا أرد على الرسائل العمومية، لأنني لا أرسلها أيضا. وإذا لم أكن أعرف صاحب الرقم فلا أحاول ذلك، لأنني أدرك أنه كتب إلى مائة رقم النص نفسه ولم يكبد نفسه أكثر من ضغط زر ما. الذين كانوا ينقلون من كتب «كيف تكتب الرسائل؟»، كانوا على الأقل يصرفون وقتا في النسخ، ووقتا في اختيار الورق، ووقتا في الذهاب إلى البريد.
لن نرد العالم إلى الوراء. لكنني أيضا لن أجيب على رسالة نصية ليست فيها كلمة واحدة خاصة إليّ. وفي أي حال لم أدخل زمن الطباعة الهاتفية، فما زلت في زمن الحبر. ولست أعتقد أنني على حق ولا هي مكابرة فارغة. لكن العلاقة بين الكومبيوتر وبيني محدودة جدا. وما قطعته فيها حقق لي فوائد رائعة. وفي أي حال تجاوزت منذ زمنٍ زمنَ الكتابة للمعشوقات السيئات الحظ. كفى.

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024