الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

لا لدولة فلسطين؟! - د. صبري صيدم

هكذا وبتجرد بسيط وبكبسة زر سريعة شطبت أربع جزر مجهرية حقنا في دولة مستقلة، فدخلت مربع الرفض المكون من: إسرائيل، وكندا، والتشيك، وأميركا وحليفتها بنما.
جزر تبعد آلاف الأميال عن عالمنا وملايين الأميال عن أحلامنا صوتت ضد آمالنا ونضالاتنا، جزر لم يصلها رجالاتنا ورحالتنا وبطولاتنا وحروبنا ولا حتى صواريخنا العابرة للأحلام.
جزر تغفو على صدر المحيطات البعيدة في عالم يعرف الصيد والرعي وبعض السياحة وبقايا الزلازل والموجات التسونامية والتجارب العسكرية ذات العيار التدميري الشامل، عالم يدار بفعل تأثير مايسترو الساحة الدولية العم سام، عالم لا يعرفنا وأظنه يفكر بأننا من خارج هذا الكوكب.
لذا يسأل المواطن الفلسطيني ببساطة وبعد التصويت الأخير في الجمعية العامة من هي تلك الدول؟ ولماذا كل هذه الكراهية والحقد؟ الإجابة استوجبت بعض البحث والتمحيص والإبحار في عالم الشبكة العنكبوتية لتعريف مجتمعنا على الجزر الأربع وهي مايكرونيزيا، وجزر المارشال، والبالاو، والناورو.
مايكرونيزيا أولا هي فيدرالية مكونة من عدة جمهوريات تصل في مجموعها من حيث المساحة إلى 271 كيلومترا مربعا، أي أنها أصغر بكل دولها الأربعة المكونة للفيدرالية من قطاع غزة. وتبعد مايكرونيزيا عن استراليا مسافة 1,802 ميلا.
وقد سبق لهذه الدولة مايكرونية المساحة أن احتلت من قبل إسبانيا، وألمانيا، واليابان، وصولا إلى أميركا التي منحت مايكرونيزيا استقلالها الصوري عام 1979 وخلقت ارتباطا إداريا أسمته بالارتباط الحر، لكن هذه الحرية وهمية ليس إلا كون هذه الدولة لا تمتلك موارد اقتصادية يعتد بها ولا طرق معبدة تذكر وفيها بعض المركبات المحدودة العدد، إضافة إلى نقص كبير في الكهرباء، لهذا فهي تعتمد على المعونات الأميركية بصورة مطلقة وكبيرة.
أما البالاو فهي عبارة عن دولة مكونة من ثمانية جزر في المحيط الهادئ بمساحة إجمالية تصل إلى 190 كيلومترا مربعا. وقد خضعت للتأثير البريطاني، والألماني، والإسباني، والياباني، إلى أن نالت استقلالها عام 1994.
وتعتمد هذه الدويلة على السياحة بصورة شبه مطلقة، حيث تعمل نصف القوة العاملة هناك في هذا المجال.
وقد شكلت البالاو ساحة حرب مهمة خلال الحرب العالمية الثانية، وتعود تبعيتها إلى الولايات المتحدة الأميركية بصورة مطلقة.
أما جزر المارشال، فتتكون من خمس جزر و29 نتوءا بريا محدودا، وتقع في جنوب المحيط الهادئ، وقد حظيت هذه الجزر باستقلالها عام 1979، لكنها بقيت تحت تأثير نفس الدول المذكورة سابقا لكن أهمها الولايات المتحدة الأميركية.
ورغم التدخل الخارجي، إلا أن هذه الدويلة قد حافظت على نسيجها الأسري وترابطها الاجتماعي، وتعتبر جزر المارشال الساحة الأكبر لتجربة القنابل النووية الأميركية بشكل تتفوق فيه على مايكرونيزيا، والبلاو.
أما جزر الناورو، وهي الدويلة الجديدة التي دخلت على الخط في عدائها للفلسطينيين فهي كما سابقتها تقع جنوب المحيط الهادئ وتبعد 26 ميلا عن خط الاستواء. وتقول الطرائف إن هذه الدولة تضم أكبر عدد من البشر المفرطين في السمنة جراء اعتماد سكانها، ونتيجة شح مواردهم، على الإعانات الغذائية المليئة بالشحوم والسكر.
وقد سبق لهذه الدويلة أن غرقت بفعل الأمطار الموسمية، ما دفع سكانها للتكدس في الأماكن العالية هروبا من الموت. وتعتمد دويلة الناورو على إنتاج الفوسفات كمصدر أول لدخلها.
أما عدد سكان الدول الأربعة المذكورة فلا يتجاوز 220 ألف نسمة أي أكثر من عشر سكان قطاع غزة بقليل.
هذه الجزر التي أثارت فضول الفلسطينيين ليست سوى محميات أميركية إسرائيلية وحقول لتجارب نووية وعسكرية ومصادر إستراتيجية للتجارة والمعادن الثمينة، لذا فإن تصويتها ضد فلسطين لا يقوم على عدائها للشعب الفلسطيني، خاصة وأن معظم سكانها لا يعرفون موقع فلسطين على الخارطة بل نتيجة لتبعية تلك الجزر المجهرية المتناهية قسرا والمتساوقة فعلا مع الولايات المتحدة الأميركية
الغريب أن هذه الدويلات قد ذاقت مرارة الاستعباد والإذلال، لكنها وعلى ما يبدو، ورغم استقلالها المزعوم، بقيت محتلة القرار والموقف!.
za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025