غياب وزراء الخارجية !- عادل عبد الرحمن
من خلال متابعة التطورات الملازمة لتوجه الرئيس محمود عباس للامم المتحدة برفقة الوفد الفلسطيني لمتابعة عملية التصويت على مشروع القرار الفلسطيني والعربي والاممي المساند لرفع مكانةفلسطين في الامم المتحدة لدولة مراقب، لاحظ المراقب العادي غياب وزراء خارجية الدول العربية عن اروقة الامم المتحدة.
حين سُّل وزراء الخارجية او بعضهم من المعنيين منهم بلجنة متابعة مبادرة السلام العربية عن سبب عدم توجههم للامم المتحدةلدعم الرئيس في معركته، اجابوا متذرعين، بان السبب يعود لوجود اجتماع لمنتجى التعاون العربي – التركي؟ لكن ما فاجأهم ، واسقط في ايديهم ، ان وزير خارجية الجمهورية التركية ، احمد داود اوغلو، الدولة المضيفة للاجتماع، قام بمغادرة تركيا متوجها للامم المتحدة في نيويورك لمساندة الموقف الفلسطيني. والقى كلمة شجاعة وقوية ارتقت لمصالح الشعب الفلسطيني (بغض النظر عن الخلفيات، التي حكمت وتحكم القيادة التركية )
السؤال :لماذا لم يتوجه وزراء الخارجية للامم المتحدة؟ هل فعلا تضارب المواعيد ، هو السبب؟ ام ان هناك اسباب اخرى؟ والا يكفي القيادة الفلسطينية ان الدول العربية تبنت مشروع القرار؟
كانت تواجد وزير الخارجية التركية لطمة قوية لكل وزراء الخارجية العرب. كشف عوراتهم . لان التواجد في الامم المتحدة لا يتناقض مع الاجتماع العربي – التركي . وحتى لو تعارض كان بامكان وزراء الخارجية او الامين العام لجامعة الدول العربية التنسيق مع الاصدقاء الاتراك لتأجيل الاجتماع لمدة اربع وعشرين ساعة، ولم يكن الاتراك ، الذين أبوا إلآ مشاركة الرئيس ابو مازن الانجاز الفلسطيني في الامم المتحدة إضافة لوزير خارجية اندونيسيا ، الذي القى كلمة داعمة للحق الفلسطيني ايضا، ان يرفضوا التأجيل.
لكن التعليمات، التي وصلت وزراء الخارجية العرب من راعي البقر الاميركي حالت دون سفرهم لدعم الموقف الفلسطيني. ولو كان بامكانهم عدم التصويت لصالح الموقف الفلسطيني إرضاءا للعم سام ، لما تأخروا، ولكن ضوابط وكوابح عديدة املت عليهم التصويت، ودعم الموقف الفلسطيني رغما عنهم.
الموقف العربي للاسف الشديد ضعيف وباهت، ولم يرق لمستوى الحد الادنى لدعم القضية، لان الدعم العرب لتقديم مشروع القرار ، لا يغني عن تواجد عدد من وزراء خارجية الدول العربية برئاسة الامين العام للجامعة العربية. لانه من المعيب ان يشارك وزراء خارجية تركيا واندونيسيا في الاجتماع الاممي من اجل دعم الحق الفلسطيني ، ويغيب وزراء خرجية الدول العربية .
مع ذلك الفرصة متاحة للعرب الرسميين ليعوضوا عن بؤس واقعهم وتهافتهم من خلال مد يد العون والدعم للشعب الفلسطيني في ترسيخ نتائج التحول النوعي في مكانة فلسطين في الامم المتحدة، وتأمين الظلة المالية لموازنة دولة فلسطين ، التي تم اقرار اكثر من مرة في الاجتماعات العربية ومقدارها مئة مليون دولار اميركي شهريا .. الكرة في مرمى الملوك والرؤساء والامراء والشيوخ العرب ، لعلهم يلتققطوها وينتصروا لقراراتهم ، ويزيلوا بعض المثالب الملازمة لمواقفهم من فلسطين القضية والشعب والدولة.
a.a.alrhman@gmail.com